2025 مارس 5 - تم تعديله في [التاريخ]

حسن الخلق والإكرام في رمضان

الحلقة الثالثة من برنامج "نور الصيام" مع فضيلة الدكتور عبد الرحيم ايت بوحديد


العلم الإلكترونية - هشام الدرايدي| كريم كلشي
 
نور الصيام – سلسلة حلقات من الوعظ والإرشاد في الدين والشريعة، تواكبكم من الإثنين إلى الخميس عبر موقع العلم طيلة شهر رمضان المبارك. يقدمها نخبة من الأئمة والأساتذة المختصين في العلوم الشرعية والحديث، من جامعة القرويين دار الحديث الحسنية بالرباط، ليضيئوا لكم معاني الصيام وحكَمه في ضوء الكتاب والسنة.

في هذه الحلقة الثانية والمباركة، يسلط فضيلة الدكتور عبد الرحيم ايت بو حديد الضوء على الصيام ودوره في تعليم المسلمين حسن الخلق وإكرام الناس ومساعدتهم، إذ يشعر الصائم بألم الجوع والعطش فيتذكر المحتاجين الذين يعانون ذلك طوال العام، مما يدفعه إلى البذل والإحسان. كما يدعو الإسلام الصائم إلى ضبط النفس والابتعاد عن الفحش والصخب، حيث أمر النبي ﷺ بعدم الرد على الإساءة. ومن صفات المتقين، كما ورد في القرآن، أنهم ينفقون في العسر واليسر، يكظمون الغيظ، ويعفون عن الناس، مما يعكس القيم السامية التي يعززها الصيام.
 

 
بسم الله الرحمن الرحيم  
 
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، سيدنا ونبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.  
 
أما بعد، فنرحب بكم، معاشر الإخوة المشاهدين والأخوات المشاهدات، ونسأل الله جل وعلا أن يجعل الشهر الفضيل شهر خير وبركة، وجدٍّ واجتهاد في الطاعة، وإقبال على الله تبارك وتعالى، ومنافسة في الخيرات.  
 
نواصل الحديث بإذن الله تبارك وتعالى في هذه الحلقة الوجيزة عن الحكمة العظيمة من الصيام وفضلها في تعليم المسلمين حسن الخلق وإكرام الناس ومساعدتهم، فإن المسلم حينما يحس بألم الجوع وألم العطش يتذكر إخوانه من الفقراء والمساكين والمحتاجين الذين يحسون بهذا الألم طوال العام، لا يحسون به فقط في هذا الشهر الفضيل، وإنما يحسون به طوال العام. فحينما يحس بألم الجوع والعطش يتذكر إخوانه من المحتاجين الذين يحتاجون إلى إعانة وإكرام، وأيضا يحتمل أذى الخلق. فقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن الصائم يجب عليه ألا يرفث وألا يسخب، كما قال عليه الصلاة والسلام: "فإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يسخب، لا يكون فحشًا متفحشًا، ولا يسخب أي لا يرفع صوته على غيره، وإن سابه أحد أو شاتمه فليقل إني صائم."
 
عليه أن يتحلى بخصال المتقين، فقد أخبر الله جل وعلا أن من خصال المتقين أنهم يبذلون المعروف ويحتملون الأذى، قال الله جل وعلا: "سارعوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السماوات والأرض أُعدّت للمتقين، الذين ينفقون في السراء والضراء، والكاظمين الغيظ، والعافين عن الناس." فأخبر الله سبحانه وتعالى أن من صفات المتقين أنهم ينفقون ويحسنون في السراء والضراء، في العسر واليسر، في المنشط والمكره، والكاظمين الغيظ، يكظمون الغيظ ويحتملون الأذى، لا يقابلون الإساءة بمثلها، ولا يقابلون الأذى بمثله، بل يحتملون ويعفون عن الناس، ويعرضون عن الجاهلين، ويقابلون إساءتهم بالإحسان وأذاهم بالعفو، فهذا من خصال أهل الصيام التي حث عليها النبي عليه الصلاة والسلام.



في نفس الركن