2024 ماي 8 - تم تعديله في [التاريخ]

حزب‭ ‬الاستقلال‭ ‬قوةٌ‭ ‬اقتراحيةٌ‭ ‬للتقدم‭ ‬وطاقة‭ ‬متجددة‭ ‬لابتكار‭ ‬البدائل


العلم الإلكترونية - الرباط 

إن‭ ‬حزب‭ ‬الاستقلال‭ ‬الذي‭ ‬مضت‭ ‬على‭ ‬تأسيسه‭ ‬الأول‭ ‬في‭ ‬صيغة‭ ‬كتلة‭ ‬العمل‭ ‬الوطني،‭ ‬ثمانية‭ ‬عقود‭(‬1932/2024‭)‬،‭ ‬ينطلق‭ ‬في‭ ‬خدمة‭ ‬الأهداف‭ ‬المرحلية‭ ‬وتحقيق‭ ‬الغايات‭ ‬الوطنية‭ ‬الاستراتيجية،‭ ‬من‭ ‬قاعدة‭ ‬فكرية‭ ‬تبلورت‭ ‬في‭ ‬البرنامج‭ ‬الوطني‭ ‬الذي‭ ‬واكب‭ ‬تطور‭ ‬المجتمع‭ ‬المغربي،‭ ‬والذي‭ ‬صيغ‭ ‬أولاً‭ ‬في‭ ‬مطالب‭ ‬الشعب‭ ‬المغربي‭ (‬1934‭)‬،‭ ‬ثم‭ ‬في‭ ‬المطالب‭ ‬المستعجلة‭ (‬1936‭)‬،‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬استقر‭ ‬في‭ ‬خطوطه‭ ‬العامة،‭ ‬في‭ ‬وثيقة‭ ‬المطالبة‭ ‬بالاستقلال،‭ ‬وبلغ‭ ‬الدرجة‭ ‬العليا‭ ‬من‭ ‬النضج‭ ‬الفكري‭ ‬وتبلور‭ ‬في‭ ‬كتاب‭ ‬النقد‭ ‬الذاتي‭ ‬الذي‭ ‬نشره‭ ‬الزعيم‭ ‬علال‭ ‬الفاسي‭ ‬حلقات‭ ‬في‭ ‬جريدة‭ ‬رسالة‭ ‬المغرب‭ ‬خلال‭ ‬السنتين‭ ‬1949‭ ‬و1950‭ ‬حين‭ ‬كان‭ ‬يقيم‭ ‬بطنجة،‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬تصدر‭ ‬طبعته‭ ‬الأولى‭ ‬في‭ ‬القاهرة‭ ‬سنة‭ ‬1952،‭ ‬ليكون‭ ‬النظرية‭ ‬المبتكرة‭ ‬التي‭ ‬صاغها‭ ‬المفكر‭ ‬المنظر‭ ‬‮ ‬علال‭ ‬الفاسي،‭ ‬والتي‭ ‬اعتمدها‭ ‬الحزب‭ ‬إطاراً‭ ‬منهجياً‭ ‬للتفكير‭ ‬في‭ ‬بناء‭ ‬الدولة‭ ‬المغربية،‭ ‬بعد‭ ‬استرجاعها‭ ‬للاستقلال‭ ‬وللسيادة‭ ‬الوطنيين‭.‬
 
لقد‭ ‬كان،‭ ‬ولا‭ ‬يزال،‭ ‬كتاب‭ ‬النقد‭ ‬الذاتي‭ ‬‮ ‬المرجع‭ ‬النظري‭ ‬لحزب‭ ‬الاستقلال،‭ ‬يشكل‭ ‬الإطار‭ ‬الفكري‭ ‬للعمل‭ ‬السياسي‭ ‬الوطني،‭ ‬والقاعدة‭ ‬الأيديولوجية‭ ‬التي‭ ‬انبثقت‭ ‬عنها‭ ‬‮ ‬خطط‭ ‬العمل‭ ‬التي‭ ‬اعتمدها‭ ‬الحزب‭ ‬في‭ ‬نضاله‭ ‬المتواصل‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬‮ ‬تحقيق‭ ‬الأهداف‭ ‬الوطنية‭ ‬التي‭ ‬ترتقي‭ ‬بالوطن‭ ‬وتلبي‭ ‬مطالب‭ ‬المواطن‭ .‬
 
فعلى‭ ‬أساس‭ ‬النظرية‭ ‬التي‭ ‬أبدعها‭ ‬‮ ‬زعيم‭ ‬التحرير‭ ‬في‭ ‬النقد‭ ‬الذاتي،‭ ‬قام‭ ‬حزب‭ ‬الاستقلال‭ ‬بترجمة‭ ‬الأفكار‭ ‬البناءة‭ ‬والتصورات‭ ‬المبتكرة،‭ ‬التي‭ ‬يتضمنها‭ ‬هذا‭ ‬الكتاب‭ ‬العمدة‭ ‬الذي‭ ‬سبق‭ ‬عصره،‭ ‬إلى‭ ‬ممارسات‭ ‬انخرط‭ ‬الحزب‭ ‬في‭ ‬القيام‭ ‬بها،‭ ‬في‭ ‬نطاق‭ ‬المهام‭ ‬‮ ‬التي‭ ‬نفذها،‭ ‬بحيث‭ ‬صار‭ ‬الحزب‭ ‬قوةً‭ ‬اقتراحيةً‭ ‬للتقدم،‭ ‬وطاقةً‭ ‬متجددةً‭ ‬لابتكار‭ ‬البدائل،‭ ‬سواء‭ ‬من‭ ‬الموقع‭ ‬الحكومي،‭ ‬أو‭ ‬من‭ ‬الموقع‭ ‬الحزبي‭ ‬الذي‭ ‬يجعل‭ ‬منه‭ ‬منصةً‭ ‬لخدمة‭ ‬المصالح‭ ‬الحيوية‭ ‬للمواطنات‭ ‬والمواطنين‭.‬
 
والحزب‭ ‬الطلائعي‭ ‬الذي‭ ‬تشرفه‭ ‬الريادةُ‭ ‬في‭ ‬العمل‭ ‬الوطني،‭ ‬‮ ‬‭ ‬يجعل‭ ‬القوة‭ ‬الاقتراحية‭ ‬التي‭ ‬يختزنها،‭ ‬في‭ ‬خدمة‭ ‬الشأن‭ ‬العام‭ ‬مهما‭ ‬اختلفت‭ ‬الظروف،‭ ‬سعياً‭ ‬منه‭ ‬‮ ‬لتقدم‭ ‬البلاد‭ ‬وتطورها‭ ‬وازدهارها‭ ‬،‭ ‬وللارتقاء‭ ‬بالمواطن‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬الأحوال،‭ ‬ومن‭ ‬النواحي‭ ‬كافة‭.‬‮ ‬وبذلك‭ ‬يكون‭ ‬الحزب‭ ‬طاقةً‭ ‬متجددةً‭ ‬لابتكار‭ ‬البدائل‭ ‬ولإبداع‭ ‬الحلول‭ ‬ولتذليل‭ ‬الصعاب‭ ‬التي‭ ‬تعترض‭ ‬الطريق‭ ‬نحو‭ ‬التنمية‭ ‬الشاملة‭ ‬ذات‭ ‬الأبعاد‭ ‬المتعددة‭ ‬و‭ ‬المستدامة‭.‬
 
وتلك‭ ‬هي‭ ‬رسالة‭ ‬حزب‭ ‬الاستقلال‭ ‬أمس‭ ‬واليوم‭ ‬وغداً،‭ ‬إن‭ ‬شاء‭ ‬الله‭ ‬تعالى‭. ‬وتلك‭ ‬هي‭ ‬وظائف‭ ‬الحزب‭ ‬الطلائعي‭ ‬الذي‭ ‬يتقدم‭ ‬صفوف‭ ‬الوطنيين‭ ‬المناضلين‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬وطن‭ ‬حر‭ ‬ومواطنين‭ ‬أحرار،‭ ‬وفي‭ ‬سبيل‭ ‬ترسيخ‭ ‬دعائم‭ ‬الدولة‭ ‬الديمقراطية‭ ‬الاجتماعية،‭ ‬التي‭ ‬تستند‭ ‬إلى‭ ‬الرؤية‭ ‬المستنيرة‭ ‬لجلالة‭ ‬الملك‭ ‬محمد‭ ‬السادس،‭ ‬حفظه‭ ‬الله‭ ‬ونصره‭.‬
 



في نفس الركن