العلم الإلكترونية - متابعة هشام الدرايدي
خلال زيارته لقصبة "تيمسوريين"، قادنا الدكتور محمد أبيهي، أستاذ التاريخ الراهن وخبير العلاقات الدولية، في رحلة تأملية استثنائية، من خلال وثائقي مصور بسكل احترافي محكم وبوسائل بسيطة جدا، ليميط اللثام عن تلك القلعة التي جسدت قوة وهيبة القائد محمد انفلوس وأسرته.
خلال زيارته لقصبة "تيمسوريين"، قادنا الدكتور محمد أبيهي، أستاذ التاريخ الراهن وخبير العلاقات الدولية، في رحلة تأملية استثنائية، من خلال وثائقي مصور بسكل احترافي محكم وبوسائل بسيطة جدا، ليميط اللثام عن تلك القلعة التي جسدت قوة وهيبة القائد محمد انفلوس وأسرته.
بدأت رحلته من قبيلة "إنكنافن"، الجوهرة الحاحية، عبر جماعة "امينتليت"، ليصل إلى موقع تاريخي، يشهد الخراب والدمار والإهمال، ولكنه يحمل في ثناياه أسراراً تحكيها الألسن في كتاب تاريخها المحفور في ذاكرة الساكنة المحلية.
تعود قصة قصبة تيمسورين إلى منتصف القرن التاسع عشر الميلادي، التي بنيت على يد أسرة أنفلوس الحاحية، وقد اشتهرت هذه الأسرة في تأمين مرفأ مدينة الصورة وتيسير المبادلات التجارية بينه وبين جنوب المغرب ومحاور التجارة الإفريقية.
ويكشف أبيهي للمتفرج، عن مكان هذه القصبة التي تموضعت قرب زاوية سيدي محمد سليمان الجازولي، بإنكنافن، حيث تشير المصادر التاريخية إلى أنها كانت في السابق "قلعة المريدين" التي أحتضنت فرسان التغيير خلال مقاومتهم للاحتلال البرتغالي في القرن الخامس عشر الميلادي.
وقد استعملتها أسرة أنفلوس التي كانت مرجعًا سياسيًا في المنطقة، كقصبة غناء، ومركزا لقيادتها. وازداد توهجها مع القائد محمد بن إبراهيم أنفلوس بعدما عينه السلطان عبد العزيز قائدًا على إنكنافن، لتترك بصمة قوية في تاريخ الجنوب المغربي.
وقد ارتحل بنا أبيهي محمد، من خلال وثائقيه عبر الزمن لنقف على أطلال هذه القصبة التاريخية، حيث تسطع ذكريات القائد محمد انفلوس وعائلته. إنفلس، وتتساءل الألسن عن دور هذه الأسرة البارزة في تاريخ الجنوب المغربي.
وكشف أبيهي، أن الكاتب إدموند دوتي، قد زار قصبة تيمسورين في عام 1906، ووصفها بـ"حدائق تمسوريين"، ولكنها اليوم تشهد الخراب جراء القصف الفرنسي الذي تعرضت له بعد حملات الاحتلال الفرنسي ضد المقاومة الباسلة التي قادها انفلوس.
واعتبر الأستاذ الباحث أن زيارة هذه القصبة، تكشف قيمة أركيولوجية كبيرة تتجاوز الحدود المادية، كونها ليست مجرد آثار ومعالم، بل هي شهادة تاريخية لمقاومة باسلة، أرخت للدور الريادي الذي لعبته هذه القصبة في التاريخ الحاحي، ودورها البارز في مواجهة الاستعمار الفرنسي.
إن حدائق تمسوريين تحمل بين طياتها العديد من القصص والمغامرات السياسية والعسكرية، التي ستظل شاهدة على تاريخ المقاومة الحاحية الشامخة.