2025 مارس 11 - تم تعديله في [التاريخ]

حتى‭ ‬لا‭ ‬تبقى‭ ‬الخطة‭ ‬العربية‭ ‬الإسلامية‭ ‬لإعمار‭ ‬غزة‭ ‬معطلة‭ ‬


العلم الإلكترونية - الرباط
 
باعتماد‭ ‬منظمة‭ ‬التعاون‭ ‬الإسلامي‭ ‬الخطةَ‭ ‬العربية‭ ‬لإعادة‭ ‬إعمار‭ ‬قطاع‭ ‬غزة،‭ ‬اكتسبت‭ ‬هذه‭ ‬الخطة‭ ‬التي‭ ‬صادقت‭ ‬عليها‭ ‬القمة‭ ‬العربية‭ ‬الطارئة‭ ‬بالقاهرة‭ ‬يوم‭ ‬رابع‭ ‬مارس‭ ‬الجاري،‭ ‬زخماً‭ ‬قوياً،‭ ‬بحيث‭ ‬صارت‭ ‬خطة‭ ‬العالم‭ ‬الإسلامي‭ ‬بأسره،‭ ‬تعبر‭ ‬عن‭ ‬الإرادة‭ ‬الجماعية‭ ‬لسبع‭ ‬وخمسين‭ ‬دولة،‭ ‬هي‭ ‬مجموع‭ ‬الدول‭ ‬الأعضاء‭ ‬في‭ ‬منظمة‭ ‬التعاون‭ ‬الإسلامي،‭ ‬مما‭ ‬يعزز‭ ‬الجدية‭ ‬العالية‭ ‬والفعالية‭ ‬الفائقة‭ ‬لأول‭ ‬مشروع‭ ‬إعماري‭ ‬ذي‭ ‬البعد‭ ‬الإنساني،‭ ‬لمعالجة‭ ‬الأزمة‭ ‬المعقدة‭ ‬التي‭ ‬يعاني‭ ‬منها‭ ‬المواطنون‭ ‬الفلسطينيون‭ ‬أهالي‭ ‬قطاع‭ ‬غزة،‭ ‬وتشكل‭ ‬معضلة‭ ‬لا‭ ‬سبيل‭ ‬لمواجهتها‭ ‬إلا‭ ‬بوقف‭ ‬إطلاق‭ ‬النار‭ ‬بصفة‭ ‬دائمة،‭ ‬والبدء‭ ‬في‭ ‬إنهاء‭ ‬الصراع‭ ‬الفلسطيني‭ ‬الإسرائيلي،‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬التوافق‭ ‬على‭ ‬بناء‭ ‬السلام‭ ‬العادل‭ ‬المستدام،‭ ‬على‭ ‬أساس‭ ‬حل‭ ‬الدولتين‭ ‬المتوافق‭ ‬عليه‭ ‬دولياً‭.‬
 
ولكن‭ ‬العوائق‭ ‬التي‭ ‬تمنع‭ ‬الشروع‭ ‬في‭ ‬تنفيذ‭ ‬خطة‭ ‬البناء‭ ‬و‭ ‬إعادة‭ ‬الإعمار،‭ ‬متعددة‭ ‬،‭ ‬لعل‭ ‬أكثرها‭ ‬تأثيرا‭ ‬وأشدها‭ ‬خطراً‭ ‬على‭ ‬المشهد،‭ ‬رفض‭ ‬الشركاء‭ ‬لهذه‭ ‬الخطة‭ ‬جملة‭ ‬وتفصيلا،‭ ‬من‭ ‬جهة،‭ ‬و‭ ‬تراجع‭ ‬فرص‭ ‬إنهاء‭ ‬الحرب‭ ‬في‭ ‬قطاع‭ ‬غزة‭ ‬في‭ ‬المديين‭ ‬القريب‭ ‬والمتوسط،‭ ‬من‭ ‬جهة‭ ‬أخرى‭. ‬ولقد‭ ‬كان‭ ‬المغرب‭ ‬أول‭ ‬من‭ ‬أعلن،‭ ‬على‭ ‬لسان‭ ‬وزير‭ ‬الشؤون‭ ‬الخارجية‭ ‬والتعاون‭ ‬الأفريقي‭ ‬والمغاربة‭ ‬المقيمين‭ ‬بالخارج،‭ ‬ناصر‭ ‬بوريطة،‭ ‬في‭ ‬تصريحاته‭ ‬للصحافة‭ ‬بالقاهرة‭ ‬أثناء‭ ‬انعقاد‭ ‬القمة‭ ‬العربية‭ ‬الطارئة،‭ ‬أن‭ ‬البداية‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬مواصلة‭ ‬السعي‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬وقف‭ ‬العمليات‭ ‬العسكرية،‭ ‬ومضاعفة‭ ‬الجهود‭ ‬الدولية‭ ‬لإحلال‭ ‬الأمن‭ ‬والسلم‭ ‬والاستقرار‭ ‬في‭ ‬الأراضي‭ ‬الفلسطينية،‭ ‬على‭ ‬أساس‭ ‬استحالة‭ ‬تنفيذ‭ ‬الخطة‭ ‬المعتمدة‭ ‬من‭ ‬الجامعة‭ ‬العربية‭ ‬أولاً‭ ‬ثم‭ ‬من‭ ‬منظمة‭ ‬التعاون‭ ‬الإسلامي،‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬التهديدات‭ ‬باستئناف‭ ‬العدوان‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬على‭ ‬غزة،‭ ‬ورفض‭ ‬إسرائيل‭ ‬الانصياع‭ ‬لمنطق‭ ‬السلام‭ ‬والسير‭ ‬في‭ ‬اتجاه‭ ‬الانسحاب‭ ‬نهائياً‭ ‬من‭ ‬القطاع‭. ‬وهو‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬لامعنى‭ ‬له‭ ‬سوى‭ ‬الاستمرار‭ ‬في‭ ‬الإبادة‭ ‬الجماعية‭ ‬للشعب‭ ‬الفلسطيني،‭ ‬وانسداد‭ ‬أي‭ ‬أفق‭ ‬سياسي‭ ‬يدفع‭ ‬نحو‭ ‬السلام‭ ‬طبقاً‭ ‬للقرارات‭ ‬الدولية‭ ‬ذات‭ ‬الصلة‭.‬
 
إن‭ ‬الموقف‭ ‬الرسمي‭ ‬للمملكة‭ ‬المغربية،‭ ‬الذي‭ ‬عبر‭ ‬عنه‭ ‬الوزير‭ ‬ناصر‭ ‬بوريطة‭ ‬في‭ ‬القاهرة‭ ‬خلال‭ ‬لقائه‭ ‬مع‭ ‬الصحافة،‭ ‬يكرس‭ ‬الرأي‭ ‬السليم‭ ‬والرؤية‭ ‬الحكيمة‭ ‬القاضيين‭ ‬باستحالة‭ ‬البدء‭ ‬في‭ ‬تنفيذ‭ ‬خطة‭ ‬البناء‭ ‬وإعادة‭ ‬إعمار‭ ‬غزة،‭ ‬قبل‭ ‬وقف‭ ‬إطلاق‭ ‬النار‭ ‬بشكل‭ ‬دائم،‭ ‬وانتهاء‭ ‬العمليات‭ ‬العسكرية‭ ‬إلى‭ ‬غير‭ ‬رجعة‭ .‬
 
تكلف‭ ‬هذه‭ ‬الخطة‭ ‬53‭ ‬مليار‭ ‬دولار‭ ‬على‭ ‬مدار‭ ‬خمس‭ ‬سنوات،‭ ‬وتنقسم‭ ‬إلى‭ ‬ثلاث‭ ‬مراحل،‭ ‬أولاها‭ ‬مدتها‭ ‬ستة‭ ‬أشهر،‭ ‬وتكلفتها‭ ‬ثلاثة‭ ‬مليارات‭ ‬دولار،‭ ‬بإنشاء‭ ‬وحدات‭ ‬سكنية‭ ‬مؤقة‭ ‬موزعة‭ ‬على‭ ‬سبعة‭ ‬مواقع،‭ ‬تستوعب‭ ‬1‭.‬5‭ ‬مليون‭ ‬شخص،‭ ‬و‭ ‬إزالة‭ ‬الركام‭ ‬و‭ ‬الأنقاض،‭ ‬وتوفير‭ ‬200‭ ‬ألف‭ ‬وحدة‭ ‬سكنية‭ ‬مؤقتة‭ ‬تستوعب‭ ‬1‭.‬2‭ ‬مليون‭ ‬شخص،‭ ‬وترميم‭ ‬60‭ ‬ألف‭ ‬وحدة‭ ‬سكنية‭ ‬متضررة‭ ‬جزئياً‭ ‬تستوعب‭ ‬360‭ ‬ألف‭ ‬شخص‭ .‬
 
هذه‭ ‬تفاصيل‭ ‬المرحلة‭ ‬الأولى‭ ‬التي‭ ‬سميت‭ ‬التعافي‭ ‬المبكر‭. ‬وهو‭ ‬اسم‭ ‬غير‭ ‬محدد‭ ‬المعنى‭. ‬ولن‭ ‬نخوض‭ ‬في‭ ‬تفاصيل‭ ‬المرحلتين‭ ‬الثانية‭ ‬والثالثة‭. ‬وحسبنا‭ ‬أن‭ ‬نسأل‭ ‬عما‭ ‬إذا‭ ‬كانت‭ ‬هذه‭ ‬الخطة‭ ‬قد‭ ‬درست‭ ‬بعناية‭ ‬وتركيز‭ ‬وبمنطق‭ ‬عملي‭ ‬واقعي؟‭. ‬وهو‭ ‬سؤال‭ ‬بدأ‭ ‬يطرح‭ ‬في‭ ‬الإعلام‭ ‬العربي‭ ‬والدولي،‭ ‬ويردده‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬اطلع‭ ‬على‭ ‬تفاصيل‭ ‬الخطة‭ ‬من‭ ‬المسؤولين‭ ‬صانعي‭ ‬القرار‭ ‬ومن‭ ‬الخبراء‭ ‬المختصين‭ ‬ذوي‭ ‬التخصص‭ ‬في‭ ‬البناء‭ ‬و‭ ‬الإعمار‭.‬
 
وعوداً‭ ‬على‭ ‬بدء،‭ ‬وحتى‭ ‬لا‭ ‬تبقى‭ ‬الخطة‭ ‬العربية‭ ‬الإسلامية‭ ‬معطلةً‭ ‬إلى‭ ‬أجل‭ ‬غير‭ ‬مسمى،‭ ‬ينبغي‭ ‬التركيز‭ ‬على‭ ‬وقف‭ ‬إطلاق‭ ‬النار،‭ ‬وتأمين‭ ‬عدم‭ ‬تكرار‭ ‬ما‭ ‬وقع،‭ ‬وتحصين‭ ‬الإنهاء‭ ‬الكامل‭ ‬للحرب‭ ‬في‭ ‬قطاع‭ ‬غزة،‭ ‬وفي‭ ‬الضفة‭ ‬الغربية‭ ‬المحتلة‭ ‬التي‭ ‬يدفع‭ ‬بها‭ ‬خلال‭ ‬هذه‭ ‬الفترة‭ ‬لتكون‭ ‬النسخة‭ ‬الثانية‭ ‬لكوارث‭ ‬غزة‭ . ‬
 
وهكذا‭ ‬يتوضح‭ ‬بجلاء‭ ‬تام،‭ ‬سبق‭ ‬الموقف‭ ‬المغربي‭ ‬إلى‭ ‬التأكيد‭ ‬على‭ ‬ضرورة‭ ‬البدء‭ ‬من‭ ‬إزالة‭ ‬أصل‭ ‬الأزمة،‭ ‬ألا‭ ‬وهو‭ ‬الاحتلال‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬لقطاع‭ ‬غزة‭ ‬وللضفة‭ ‬الغربية‭ ‬بما‭ ‬فيها‭ ‬القدس‭ ‬الشريف،‭ ‬ثم‭ ‬يأتي‭ ‬التنفيذ‭ ‬الفعلي‭ ‬للخطة‭ ‬العربية‭ ‬الإسلامية‭. ‬



في نفس الركن