2024 فبراير 20 - تم تعديله في [التاريخ]

ثورة الفلاحين بأوروبا تثير استياء المزارعين المغاربة


العلم الإلكترونية - التهامي بورخيص

يواجه‭ ‬المزارعون‭ ‬الأوروبيون‭ ‬حالة‭ ‬من‭ ‬الغليان‭ ‬بسبب‭ ‬إلغاء‭ ‬الإعفاءات‭ ‬الضريبية‭ ‬التي‭ ‬كانوا‭ ‬يستفيدون‭ ‬منها‭ ‬وانخفاض‭ ‬الأجور‭ ‬والمعاشات‭ ‬التقاعدية،‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬ارتفاع‭ ‬أسعار‭ ‬الوقود‭ ‬وتكاليف‭ ‬الإنتاج‭ ‬بعد‭ ‬الحرب‭ ‬الروسية‭ ‬الأوكرانية‭.‬
 
ورغم‭ ‬أن‭ ‬تلك‭ ‬الاحتجاجات‭ ‬مستمرة‭ ‬منذ‭ ‬فترة،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬المتظاهرين‭ ‬قرروا‭ ‬مؤخرا‭ ‬رفع‭ ‬وتيرة‭ ‬الغضب‭ ‬والاحتجاج‭ ‬بعد‭ ‬فشل‭ ‬المفاوضات‭ ‬بين‭ ‬الحكومات‭ ‬والنقابات‭. ‬ولمواجهة‭ ‬حالة‭ ‬السخط‭ ‬قدمت‭ ‬المفوضية‭ ‬الأوروبية‭ ‬بعض‭ ‬التنازلات،‭ ‬إذ‭ ‬قدمت‭ ‬إعفاء‭ ‬جزئيا‭ ‬من‭ ‬إراحة‭ ‬الأرض‭ ‬الإلزامية‭ ‬التي‭ ‬تفرضها‭ ‬السياسة‭ ‬الزراعية‭ ‬المشتركة‭ ‬خلال‭ ‬2024،إلى‭ ‬جانب‭ ‬البحث‭ ‬عن‭ ‬آلية‭ ‬للحد‭ ‬من‭ ‬الواردات‭ ‬الأوكرانية‭ ‬وخاصة‭ ‬الدواجن،‭ ‬لكن‭ ‬المحتجين‭ ‬لم‭ ‬يرضوا‭ ‬بتلك‭ ‬التنازلات‭ ‬فقط،‭ ‬بل‭ ‬أعلنوا‭ ‬أشكالا‭ ‬احتجاجية‭ ‬أخرى،‭ ‬فكيف‭ ‬ستسيطر‭ ‬أوروبا‭ ‬على‭ ‬الأزمة؟
 
ولم‭ ‬تسلم‭ ‬المنتوجات‭ ‬المغربية‭ ‬التي‭ ‬تصدر‭ ‬إلى‭ ‬الاتحاد‭ ‬الأوروبي،‭ ‬فقد‭ ‬أقام‭ ‬المئات‭ ‬من‭ ‬المزارعين‭ ‬الفرنسيين‭ ‬حاجز‭ ‬تصفية‭ ‬على‭ ‬الحدود‭ ‬الفرنسية‭ ‬الإسبانية‭ ‬على‭ ‬الطريق‭ ‬السريع،‭ ‬عند‭ ‬نقطة‭ ‬‮«‬بولو‮»‬‭ ‬في‭ ‬جبال‭ ‬البيرينيه‭ ‬الشرقية،‭ ‬لمنع‭ ‬الشاحنات‭ ‬التي‭ ‬تنقل‭ ‬السلع‭ ‬الفلاحية،‭ ‬كما‭ ‬قاموا‭ ‬بتوقيف‭ ‬شاحنات‭ ‬مغربية‭ ‬تنقل‭ ‬الطماطم‭ ‬وحرقوا‭ ‬سلعها‭.‬
 
وفي‭ ‬إسبانيا‭ ‬تعرض‭ ‬سائقو‭ ‬الشاحنات‭ ‬المغربية‭ ‬منذ‭ ‬أيام‭ ‬لعرقلة‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬مزارعين‭ ‬إسبان‭ ‬على‭ ‬الطرقات،‭ ‬بينما‭ ‬كانت‭ ‬تتجه‭ ‬شاحناتهم‭ ‬المحملة‭ ‬بالخضروات‭ ‬نحو‭ ‬أوروبا‭ ‬وخاصة‭ ‬إنجلترا،‭ ‬مطالبين‭ ‬بوقف‭ ‬سياسة‭ ‬الإغراق‭ ‬بالمنتجات‭ ‬الأوكرانية‭ ‬والأجنبية‭ ‬الرخيصة‭.‬
 
وفي‭ ‬هذا‭ ‬الصدد،‭ ‬أطلقت‭ ‬غرفة‭ ‬التجارة‭ ‬والصناعة‭ ‬والخدمات‭ -‬سوس‭ ‬ماسة‭ ‬–‭ ‬بلاغا‭ ‬توصلت‭ ‬‮«‬العلم‮»‬‭ ‬بنسخة‭ ‬منه،‭ ‬عبرت‭ ‬فيه‭ ‬عن‭ ‬بالغ‭ ‬قلقها‭ ‬إزاء‭ ‬التوترات‭ ‬الأخيرة‭ ‬التي‭ ‬شهدتها‭ ‬عمليات‭ ‬عبور‭ ‬البضائع‭ ‬بين‭ ‬المغرب‭ ‬والاتحاد‭ ‬الأوروبي،‭ ‬وتدعو‭ ‬جميع‭ ‬الأطراف‭ ‬ذات‭ ‬علاقة‭ ‬إلى‭ ‬التدخل‭ ‬الفوري‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬إيجاد‭ ‬حل‭ ‬لهذه‭ ‬الأزمة‭.‬
 
وذكر‭ ‬البلاغ،‭ ‬بأن‭ ‬المغرب‭ ‬يحتل‭ ‬الرتبة‭ ‬الثالثة‭ ‬في‭ ‬قائمة‭ ‬الدول‭ ‬المصدرة‭ ‬الرئيسية‭ ‬للاتحاد‭ ‬الأوروبي‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬امتثال‭ ‬المنتجات‭ ‬المغربية‭ ‬للمتطلبات‭ ‬التنظيمية‭ ‬وشروط‭ ‬السلامة‭ ‬الصحية،‭ ‬وهو‭ ‬مؤشر‭ ‬على‭ ‬جودة‭ ‬المنتجات‭ ‬مقارنة‭ ‬بغيرها‭. ‬



في نفس الركن