
العلم الإلكترونية - محمد الحبيب هويدي
شهدت العاصمة المالية باماكو استنفارًا أمنيًا مشددًا في محيط السفارة الموريتانية، تحسبًا لأي أعمال شغب أو محاولات اعتداء قد يقوم بها محتجون غاضبون على عمليات ترحيل المهاجرين غير النظاميين من موريتانيا.
وبحسب مصادر محلية، قامت قوات الأمن المالية، بما في ذلك الشرطة والدرك والحرس الوطني، بتطويق المنطقة المحيطة بالسفارة، مانعة أي تجمعات احتجاجية، مع فرض قيود مشددة على الدخول إلى المقر، حيث يسمح فقط للموظفين المعتمدين بالدخول.
يأتي هذا التصعيد بعد أن تمكنت السلطات المالية، يوم الإثنين الماضي، من إحباط وقفة احتجاجية كانت مقررة أمام السفارة، استجابة لدعوات من منظمات وجمعيات مالية أعربت عن رفضها لسياسات الترحيل. ويطالب المحتجون السلطات الموريتانية بمراجعة إجراءاتها المتعلقة بالمهاجرين، معتبرين أنها تفتقر إلى المرونة المطلوبة وتأخذ طابعًا تعسفيًا في بعض الحالات.
وفي ظل تزايد التوتر، دعا وزير الماليين المقيمين في الخارج والتكامل الأفريقي، موسى أغ الطاهر، مواطني بلاده إلى ضبط النفس، محذرًا من الانسياق وراء الشائعات التي تنتشر عبر وسائل التواصل الاجتماعي. وأكد الوزير على عمق العلاقات التاريخية بين مالي وموريتانيا، مشددًا على ضرورة الحفاظ على أواصر الصداقة والأخوة بين الشعبين، خاصة في ظل المصالح المشتركة والتحديات الإقليمية التي تواجه البلدين.
وتجدر الإشارة إلى أن قضايا الهجرة غير النظامية باتت تمثل تحديًا كبيرًا لدول المنطقة، حيث تسعى الحكومات إلى تحقيق التوازن بين تأمين حدودها واحترام حقوق المهاجرين، وهو ما يجعل مثل هذه الملفات حساسة وقابلة للاشتعال في أي لحظة.