2021 دجنبر 9 - تم تعديله في [التاريخ]

تنويه بتجربة المجلس الوطني للصحافة ودعوات لتجاوز نقائصها...

التنويه بالتجربة والدعوة إلى تدارك نقائصها، أهم خلاصات ندوة نظمها فرع النقابة الوطنية للصحافة المغربية أمس الأربعاء بالرباط، حول موضوع: "التنظيم الذاتي للمهنة: الحصيلة والآفاق".


العلم الإلكترونية - عبد الناصر الكواي 

"في إطار الأنشطة الإشعاعية للنقابة الوطنية للصحافة المغربية"، وفق تعبير مليكة مهني، رئيسة فرع النقابة بالرباط، نظم الفرع أمس الأربعاء، ندوة حول موضوع: "التنظيم الذاتي للمهنة: الحصيلة والآفاق".
 
 وجمعت الندوة المنظمة بأحد فنادق العاصمة، كلا من رئيس النقابة عبد الله البقالي، ورئيس المجلس الوطني للصحافة، يونس مجاهد، ورئيس الفيدرالية المغربية لناشري الصحف، نور الدين مفتاح، والباحث الأكاديمي ووزير الاتصال الأسبق، مصطفى الخلفي. كما حضرها عدد من الصحافيين والطلبة والمهتمين.
 
ومر اللقاء، في جو من النقاش الرصين والمصارحة بين زملاء المهنة، حول جملة من القضايا التي تهم الجسم الصحافي من قبيل أخلاقيات الصحافة وآليات ضبطها والالتزام بها، وخلاصات من تجربة تأسيس المجلس الوطني للصحافة وإيجابياته ونقائصه، ومقارنة تجارب تأسيس مجالس ولجان وهيئات الوساطة والتحكيم للصحافة والإعلام عبر العالم.

تنويه بالتجربة

وقال عبد الله البقالي، رئيس النقابة الوطنية للصحافة المغربية، إن هذه الندوة تندرج في إطار برنامج النقابة لتقييم التجربة المتعلقة بالتنظيم الذاتي للمهنة، مشددا على أن إحداث المجلس الوطني للصحافة، حدث بارز في تاريخ الإعلام الوطني والسياسي لبلاد.
 
ووصف المتحدث هذه التجربة، بالمتفردة "لأننا بصدد مجلس وطني للصحافة مستقل عن السلطة التنفيذية وعن باقي السلط، ومنصوص على إنشائه دستوريا بطريقة تلقائية، بالإضافة إلى أنه منتخب في ثلثيه من ناشرين وصحافيين مهنيين إلى جانب تمثيلية للمجتمع المدني".
 
وأضاف البقالي، أنه ورغم المنجزات الكبيرة والمكتسبات الكثيرة التي تم تحقيقها خلال تجربة الثلاث سنوات الماضية على إحداث المجلس الوطني للصحافة، إلا أنه كانت هناك بعض النواقص التي يجب تداركها على المستوى التشريعي والتنظيمي والممارساتي.
 
واعتبر أن النقابة الوطنية للصحافة المغربية بكل مكوناتها معنية بتوفير الظروف الملائمة لتطوير هذه تجربة المجلس الوطني للصحافة، الذي ما يزال في مرحلة التأسيس، وهي إضافة إلى مرحلة التنزيل تتسمان بصعوباتهما كبيرة ".

الأولوية للأخلاقيات

وأشاد يونس مجاهد، رئيس المجلس الوطني للصحافة، باهتمام النقابة الوطنية للصحافة المغربية الدائم بأخلاقيات المهنة وإعطائها الأولوية في عملها، مشددا على أن دور المجلس الوطني للصحافة هو التنظيم الذاتي وقضاء الزملاء، حيث يتلقى شكايات ويصدر قرارات في هذا الشأن. لكن الجزءَ الرئيسَ من مهمة المجلس وفق رئيسه، هو العمل على جعل أخلاقيات المهنة ضمن نظام أولويات الصحافيين والصحافيات والمقاولة الصحافية.
 
وأشار المتحدث، إلى سعي المجلس الوطني للصحافة من خلال حواراته المتعددة مع مختلف الفاعلين، إلى أن يكون التنظيم الذاتي للمهنة عبارة عن بنيات داخل المؤسسات الصحافية على غرار عدد من البلدان المتقدمة.

تدارك النواقص

ورأى مصطفى الخلفي، الباحث الأكاديمي، أن إحداث المجلس الوطني للصحافة مكسب مهم من الناحية الديمقراطية والسياسية ببلادنا، خاصة وأنه يلعبا دورا مهما في النهوض بأخلاقيات المهنة، مؤكدا أن هناك تحديات كثيرة تواجه المجلس، "لكننا لا نزال في المرحلة التأسيسية، وأي نواقص سوف يتم تداركها، خاصة في الشق المتعلق باحترام الأخلاقيات والذي يعد أهم تحد يواجه القطاع".
 
واعتبر في سياق تقديمه لزاوية مقارنة، أن نقاش تطوير المنظومة المؤطرة لعمل المجلس مهم "ويجب المضي فيه قدما لنخرج من مرحلة التأسيس"، مشيرا إلى أنه مقارنة مع التجارب الأجنبية فالمجلس الوطني للصحافة بالمغرب تجربة ناجحة، حيث استعرض مجموعة من التجارب المؤسِسة والمماثلة، انطلاقا من أول تجربة عرفتها السويد سنة 1916، مرورا بالتجربة الهندية لسنة 1978، وصولا إلى التجربة البريطانية سنة 2010.

مهمة جسيمة

ونوّه نور الدين مفتاح، رئيس الفيدرالية المغربية لناشري الصحف، إلى وجود منظمات مهنية تحاول أن تنهض بمهمة جسيمة في مجال الصحافة والنشر، معربا عن قناعته الشخصية بأن الأرضية اليوم جيدة ومازال هناك الكثير مما يلزم فعله، على أن يتم تسليم المشعل لجيل جديد يمكنه النهوض بالمهمة على الوجه الأمثل.
 
وأشار مفتاح، إلى جملة من العراقيل التي يواجهها المجلس الوطني للصحافة في النهوض بمهامه، ومنها عدم إشراكه في إبداء الرأي في أي من مراسيم القوانين، وعدم تحديد موضعه هل هو مؤسسة عمومية وطنية أم استشارية أم دستورية، داعيا إلى تعديل قوانين الصحافة والنشر والنظام الأساسي للصحافي المهني.





في نفس الركن