2024 مارس 13 - تم تعديله في [التاريخ]

تقرير‭ ‬بريطاني‭ ‬يلخص‭ ‬مؤشرات‭ ‬تخبط‭ ‬النظام‭ ‬الجزائري‮ ‬‭:‬

بلاد‭ ‬في‭ ‬حالة‭ ‬فوضى‭ ‬عارمة‭ ‬على‭ ‬الصعيد‭ ‬السياسي‭ ‬الخارجي‭ ‬والأمني والجنرالات‭ ‬يتذرعون‭ ‬بالتهديد‭ ‬الجواري‭ ‬لتأجيل‭ ‬الانتخابات‭ ‬الرئاسية‭ ‬وربح‭ ‬مزيد‭ ‬من‭ ‬الوقت


العلم الإلكترونية - الرباط 

لخص‭ ‬محللون‭ ‬‮ ‬وخبراء‭ ‬الوضع‭ ‬العام‭ ‬في‭ ‬الجزائر‭ ‬في‭ ‬فوضى‭ ‬عارمة‭ ‬‮ ‬على‭ ‬الصعيدين‭ ‬السياسي‭ ‬والخارجي،‭ ‬تزامنا‭ ‬مع‭ ‬تحديات‭ ‬الأمن‭ ‬‮ ‬الذي‭ ‬أضحى‭ ‬يشكل‭ ‬مصدر‭ ‬قلق‭ ‬داخلي‭ ‬‮ ‬متزايد‭ ‬لنظام‭ ‬بلد‭ ‬إقتصاده‭ ‬ضعيف‭ ‬‮ ‬و‭ ‬هش‭ ‬للغاية‭.‬
 
التقرير‭ ‬الذي‭ ‬نشره‭ ‬موقع‭ ‬شركة‭ ‬‮«‬ميناس‭ ‬أسوسييتس‮»‬،‭ ‬البريطانية‭ ‬المتخصصة‭ ‬في‭ ‬التحليلات‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬والسياسية‭ , ‬و‭ ‬المعنون‭ ‬ب‮ ‬‭ ‬‮«‬الجزائر‭: ‬‮ ‬احتمال‭ ‬حقيقي‭ ‬لتأجيل‭ ‬الانتخابات‭ ‬الرئاسية‭ ‬2024‭ ‬‮« ‬‭ ‬أكد‭ ‬أن‭ ‬المجلس‭ ‬الأعلى‭ ‬للأمن‭ ‬الجزائري‭ ‬الذي‭ ‬يرأسه‭ ‬الرئيس‭ ‬تبون‭ ‬،‭ ‬يدرس‭ ‬‮ ‬جديا‭ ‬مسألة‭ ‬تأجيل‭ ‬الانتخابات‭ ‬الرئاسية‭ ‬المقررة‭ ‬في‭ ‬دجنبر‭ ‬2024‭.‬
 
كاتبو‭ ‬التحليل‭ ‬أوردوا‭ ‬عدة‭ ‬عوامل‭ ‬تنحو‭ ‬نحو‭ ‬خيار‭ ‬التأجيل‭ ‬من‭ ‬ضمنها‭ ‬الضغوط‭ ‬المتزايدة‭ ‬على‭ ‬الرئيس‭ ‬عبد‭ ‬المجيد‭ ‬تبون‭ ‬للتنحي‭, ‬حيث‭ ‬لا‭ ‬يفضله‭ ‬الجيش؛‭ ‬أوما‭ ‬يسمى‭ ‬بـ‭ ‬‮«‬الدولة‭ ‬العميقة‮»‬‭ ‬التي‭ ‬تهيمن‭ ‬عليها‭ ‬دائرة‭ ‬الاستعلام‭ ‬والأمن‭ ‬القديمة؛‭ ‬بالاضافة‭ ‬الى‭ ‬تراجع‭ ‬الدعم‭ ‬السياسي‭ ‬له‭ ‬من‭ ‬عدد‭ ‬متزايد‭ ‬من‭ ‬عناصر‭ ‬النظام‭ ‬في‭ ‬وقت‭ ‬‮ ‬لم‭ ‬يتوصل‭ ‬جنرالات‭ ‬الجيش‭ ‬بعد‭ ‬إلى‭ ‬مرشح‭ ‬بديل،‭ ‬لأنهم‭ ‬منشغلون‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬اللازم‭ ‬في‭ ‬الصراعات‭ ‬الثنائية‭ ‬فيما‭ ‬بينهم‭. ‬ومن‭ ‬شأن‭ ‬التأجيل‭ ‬لمدة‭ ‬ستة‭ ‬أشهر‭ ‬أخرى‭ ‬أن‭ ‬تمنحهم‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬الوقت‭ ‬لإيجاد‭ ‬حل‭ ‬لمعضلة‭ ‬كرسي‭ ‬‮ ‬الرئاسة‭ .‬
 
تقرير‭ ‬‮«‬ميناس‭ ‬أسوسييتس”‭ ‬أبرز‭ ‬أن‭ ‬النظام‭ ‬الحاكم‭ ‬‮ ‬في‭ ‬الجزائر‭ ‬لا‭ ‬يعرف‭ ‬كيف‭ ‬سيستقبل‭ ‬الجزائريون‭ ‬‮ ‬قرار‭ ‬تأجيل‭ ‬موعد‭ ‬الاستحقاق‭ ‬الرئاسي‭ ‬؛‭ ‬فعلى‭ ‬الصعيد‭ ‬الداخلي،‭ ‬قد‭ ‬يثير‭ ‬هذا‭ ‬التأجيل‭ ‬ضجة‭ ‬كبيرة،‭ ‬لكن‭ ‬يمكن‭ ‬احتواؤها‭ ‬لأن‭ ‬معظم‭ ‬الجزائريين‭ ‬لم‭ ‬يعودوا‭ ‬مهتمين‭ ‬بهذه‭ ‬الانتخابات”‭.‬
 
أما‭ ‬خارجيا،‭ ‬يضيف‭ ‬ذات‭ ‬المصدر‭ ‬،‭ ‬فيمكن‭ ‬أن‭ ‬تسبب‭ ‬خطوة‭ ‬النظام‭ ‬مشاكل‭ ‬كبيرة‭ ‬للجزائر‭. ‬لذلك،‭ ‬فإن‭ ‬النظام‭ ‬يحتاج‭ ‬مزيدا‭ ‬من‭ ‬الوقت‭ ‬لتقييم‭ ‬ردود‭ ‬الفعل‭ ‬الدولية‭ ‬المرتقبة‭ ‬تجاه‭ ‬هذا‭ ‬القرار،‭ ‬خاصة‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأمريكية‭ ‬وفرنسا”‭.‬
 
الشركة‭ ‬البريطانية‭ ‬‮ ‬أبرزت‭ ‬أن‭ ‬إحدى‭ ‬الذرائع‭ ‬الأكثر‭ ‬ترجيحا‭ ‬التي‭ ‬قد‭ ‬يلجأ‭ ‬إليها‭ ‬النظام‭ ‬الجزائري‭ ‬لتبرير‭ ‬قراره،‭ ‬هي‭ ‬مسألة‭ ‬تنامي‭ ‬الضغوط‭ ‬العدائية‭ ‬على‭ ‬الحدود‭ ‬الجزائرية‭ ‬أو‭ ‬أن‭ ‬البلاد‭ ‬مهددة‭ ‬بالحرب‭.‬
 
التقرير‭ ‬نسب‭ ‬الى‭ ‬مصادره‭ ‬المطلعة‭ ‬بالجزائر‭ ‬تأكيدها‭ ‬أن‭ ‬الرئيس‭ ‬تبون‭ ‬لا‭ ‬يحوز‭ ‬الا‭ ‬‮ ‬نسبة‭ ‬ضئيلة‭ ‬من‭ ‬مقاليد‭ ‬السلطة‭ ‬في‭ ‬الجزائر‭ , ‬فيما‭ ‬فرص‭ ‬رئيس‭ ‬أركان‭ ‬الجيش،‭ ‬الجنرال‭ ‬سعيد‭ ‬شنقريحة‭ ‬الحاكم‭ ‬الفعلي‭ ‬،‭ ‬في‭ ‬البقاء‭ ‬على‭ ‬رأس‭ ‬الفعل‭ ‬السياسي‭ ‬لفترة‭ ‬أطول‭ ‬بكثير‭ ‬،‭ ‬غير‭ ‬محسومة‭ ‬بالنظر‭ ‬الى‭ ‬عدم‭ ‬موثوقية‭ ‬تواصل‭ ‬دعم‭ ‬الصقور‭ ‬‮ ‬القديمة‭ ‬لدائرة‭ ‬الاستعلام‭ ‬والأمن‭ ‬القديمة‭ ‬DRS‭)) , ‬سيما‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬سارع‭ ‬الجنرال‭ ‬النافذ‭ ‬في‭ ‬خطوة‭ ‬إستباقية‭ ‬لحالة‭ ‬التخبط‭ ‬التي‭ ‬يعيشها‭ ‬هرم‭ ‬النظام‭ ‬الحاكم‮ ‬‭ ‬الى‭ ‬تثبيت‭ ‬عناصر‭ ‬موالية‭ ‬جديدة‭ ‬في‭ ‬مراكز‭ ‬المسؤولية‭ ‬بالجيش‭ ‬و‭ ‬الاستخبارات‭ ‬العسكرية‭ ‬و‭ ‬الداخلية‭ ‬من‭ ‬جيل‭ ‬ضباط‭ ‬الحرب‭ ‬القذرة‭ ‬التي‭ ‬روعت‭ ‬الجزائر‭ ‬في‭ ‬عقد‭ ‬التسعينات‭ ‬من‭ ‬القرن‭ ‬الماضي‭ ‬و‭ ‬من‭ ‬ضمنهم‭ ‬الجنرال‭ ‬الدموي‭ ‬عبد‭ ‬القادر‭ ‬حداد‭ ‬المكنى‭ ‬ب‮»‬‭ ‬ناصر‭ ‬الجن‭ ‬‮«‬‭ ‬عضو‭ ‬فريق‭ ‬الاغتيالات‭ ‬بمركز‭ ‬عنترة‭ ‬في‭ ‬العشرية‭ ‬الدموية‭ ‬و‭ ‬الذي‭ ‬ظهر‭ ‬أمام‭ ‬استغراب‭ ‬الرأي‭ ‬العام‭ ‬الجزائري‭ ‬ضمن‭ ‬الحاضرين‭ ‬لآخر‭ ‬اجتماع‭ ‬للمجلس‭ ‬الأعلى‭ ‬للأمن‭ ‬برئاسة‭ ‬تبون‭ ‬و‭ ‬هو‭ ‬الاجتماع‭ ‬الذي‭ ‬تدارس‭ ‬سبل‭ ‬الوصول‭ ‬الى‭ ‬إعلان‭ ‬حالة‭ ‬الطوارئ‭ ‬العامة‭ ‬‮ ‬و‭ ‬التهديدات‭ ‬الجوارية‭ ‬لتبرير‭ ‬تأجيل‭ ‬الاستحقاق‭ ‬الرئاسي‭ ...‬
 
التحليل‭ ‬الاستخباراتي‭ ‬يخلص‭ ‬الى‭ ‬أنه‭ ‬من‭ ‬الدوافع‭ ‬المهمة‭ ‬التي‭ ‬تؤيد‭ ‬تأجيل‭ ‬الانتخابات،‭ ‬مسلسل‭ ‬الأخطاء‭ ‬الأخيرة‭ ‬التي‭ ‬ارتكبها‭ ‬النظام‭ ‬الحاكم‭ ‬بما‭ ‬فيها‭ ‬عسكرة‭ ‬الخدمة‭ ‬الدبلوماسية‭ , ‬حتى‭ ‬تلقت‭ ‬الدولة‭ ‬الجزائرية‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬الرفض‭ ‬الخطير‭ ‬في‭ ‬علاقاتها‭ ‬الخارجية‭ ‬مع‭ ‬إسبانيا‭ ‬وروسيا‭ ‬وفرنسا‭. ‬في‭ ‬المقابل‭ ‬قامت‭ ‬هذه‭ ‬الدول‭ ‬‮ ‬بتطوير‭ ‬علاقات‭ ‬جديدة‭ ‬و‭ ‬إيجابية‭ ‬للغاية‭ ‬مع‭ ‬المغرب‭ , ‬فيما‭ ‬انتهى‭ ‬نفس‭ ‬النظام‭ ‬الى‭ ‬خسارة‭ ‬كل‭ ‬نفوذه‭ ‬بمنطقة‭ ‬الساحل‭ ‬و‭ ‬تحول‭ ‬‮ ‬الوضع‭ ‬الأمني‭ ‬في‭ ‬الجنوب‭ ‬‮ ‬الى‭ ‬مصدر‭ ‬قلق‭ ‬مؤرق‭ ‬بالنسبة‭ ‬للنظام،‭ ‬لاسيما‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬سيطرت‭ ‬‮ ‬القوات‭ ‬الروسية‭ ‬على‭ ‬المعبر‭ ‬الحدودي‭ ‬المالي‭ ‬في‭ ‬عين‭ ‬خليل،‭ ‬فضلاً‭ ‬عن‭ ‬مناجم‭ ‬الذهب‭ ‬الحرفية‭ ‬المجاورة‭.‬



في نفس الركن