2024 ماي 29 - تم تعديله في [التاريخ]

تقرير‭ ‬استخباراتي‭ ‬جزائري‭ ‬يحذر‭ ‬أصحاب‭ ‬القرار‭ ‬من‭ ‬تداعيات‭ ‬مبادرة‭ ‬المغرب‭ ‬الأطلسية‮ ‬

وزير‭ ‬الخارجية‭ ‬يجتمع‭ ‬على‭ ‬عجل‭ ‬مع‭ ‬سفراء‭ ‬الدول‭ ‬الأفريقية‭ ‬و‭ ‬يغدق‭ ‬عليهم‭ ‬بالوعود‭ ‬غير‭ ‬القابلة‭ ‬للتنفيذ‮ ‬


العلم الإلكترونية - الرباط 

لم‭ ‬ينتظر‭ ‬وزير‭ ‬الخارجية‭ ‬الجزائري‭ ‬السيد‭ ‬أحمد‭ ‬عطاف‭ ‬طويلا‭ ‬للتفاعل‭ ‬مع‭ ‬ما‭ ‬كان‭ ‬تقرير‭ ‬استخباراتي‭ ‬جزائري‭ ‬قد‭ ‬نبه‭ ‬إليه‭ ‬‮ ‬قبل‭ ‬أسابيع‭ ‬قليلة‭ ‬من‭ ‬اليوم‭ ‬،‭ ‬بأن‭ ‬انتهز‭ ‬مناسبة‭ ( ‬يوم‭ ‬أفريقيا‭ ) ‬ليجمع‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬سفراء‭ ‬الدول‭ ‬الأفريقية‭ ‬المعتمدين‭ ‬بالجزائر‭ ‬بمقر‭ ‬وزارة‭ ‬الخارجية‭ ‬الجزائرية‭ ‬بالعاصمة‭ ‬ليغدق‭ ‬عليهم‭ ‬بالوعود‭ .‬‮ ‬
 
فقد‭ ‬حذر‭ ‬تقرير‭ ‬استخباراتي‭ ‬جزائري‭ ‬،‭ ‬عمم‭ ‬على‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الجهات‭ ‬الرسمية‭ ‬المعنية‭ ‬،‭ ‬أصحاب‭ ‬القرار‭ ‬في‭ ‬الجزائر‭ ‬مما‭ ‬سماه‭ ‬ب‭ ( ‬نجاح‭ ‬المبادرة‭ ‬الأطلسية‭ ) ‬التي‭ ‬أطلقها‭ ‬المغرب‭ ‬في‭ ‬وقت‭ ‬سابق،‭ ‬و‭ ‬لاقت‭ ‬تجاوبا‭ ‬من‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الدول‭ ‬الأفريقية‭ ‬المعنية‭ .‬و‭ ‬اعتبر‭ ‬التقرير‭ ‬الذي‭ ‬وقع‭ ‬التستر‭ ‬‮ ‬عليه‭ ‬أن‭ (‬نجاح‭ ‬المبادرة‭ ‬يهدد‭ ‬المصالح‭ ‬الجزائرية‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬الساحل‭ ‬الأفريقي‭) ‬،‭ ‬كما‭ ‬نبه‭ ‬إلى‭ ‬ما‭ ‬وصفها‭ ‬ب‭ (‬خطورة‭ ‬التقارب‭ ‬بين‭ ‬المغرب‭ ‬و‭ ‬مالي‭) ‬في‭ ‬ضوء‭ ‬الانتكاسة‭ ‬التي‭ ‬تعرضت‭ ‬لها‭ ‬العلاقات‭ ‬الجزائرية‭ ‬المالية‭ ‬،‭ ‬بعدما‭ ‬ألغت‭ ‬السلطات‭ ‬المالية‭ ‬اتفاق‭ ‬المصالحة‭ ‬المالية‭ ‬الذي‭ ‬كانت‭ ‬ترعاه‭ ‬الجزائر‭.‬و‭ ‬دعا‭ ‬التقرير‭ ‬أصحاب‭ ‬القرار‭ ‬في‭ ‬الجزائر‭ ‬إلى‭ ‬ضرورة‭ (‬التسريع‭ ‬بإيجاد‭ ‬بديل‭ ‬للمشروع‭ ‬المغربي‭).‬
 
ويقصد‭ ‬التقرير‭ ‬بالمبادرة‭ ‬‮ ‬المغربية‭ ‬ما‭ ‬كانت‭ ‬السلطات‭ ‬المغربية‭ ‬قد‭ ‬أعلنت‭ ‬عنه‭ ‬في‭ ‬شأن‭ ‬فتح‭ ‬منفذ‭ ‬لدول‭ ‬الساحل‭ ‬الأفريقي‭ ‬نحو‭ ‬المحيط‭ ‬الأطلسي،‭ ‬و‭ ‬تمكين‭ ‬دول‭ ‬الساحل‭ ‬الأفريقي‭ ‬و‭ ‬يتعلق‭ ‬الأمر‭ ‬بمالي‭ ‬و‭ ‬النيجر‭ ‬و‭ ‬بوركينا‭ ‬فاسو‭ ‬و‭ ‬تشاد‭ ‬،‭ ‬من‭ ‬الوصول‭ ‬إلى‭ ‬المحيط‭ ‬الأطلسي‭ ‬في‭ ‬معاملاتها‭ ‬التجارية‭ ‬مع‭ ‬الخارج‭ . ‬و‭ ‬هي‭ ‬المبادرة‭ ‬التي‭ ‬لاقت‭ ‬ترحيبا‭ ‬من‭ ‬حكومات‭ ‬الدول‭ ‬المعنية‭ ‬و‭ ‬أعلنت‭ ‬انخراطها‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المشروع‭ ‬الاستراتيجي‭ ‬الكبير‭ .‬
 
وزير‭ ‬الخارجية‭ ‬الجزائري‭ ‬قدم‭ ‬رزمة‭ ‬من‭ ‬الوعود‭ ‬لسفراء‭ ‬الدول‭ ‬الأفريقية‭ ‬الذين‭ ‬حضروا‭ ‬الاجتماع‭ ‬،‭ ‬حيث‭ ‬أكد‭ ‬التزام‭ ‬بلاده‭ ‬بما‭ ‬سماها‭ ‬ب‭ ( ‬المشاريع‭ ‬‮ ‬التنموية‭ ‬التي‭ ‬تنفذها‭ ‬في‭ ‬القارة‭ ) ‬بواسطة‭ ‬وكالة‭ ‬التعاون‭ ‬الدولي‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬التضامن‭ ‬و‭ ‬التنمية‭ ‬،‭ ‬و‭ ‬ركز‭ ‬بصفة‭ ‬خاصة‭ ‬على‭ ‬المشاريع‭ ‬التي‭ ‬أعلنت‭ ‬عنها‭ ‬الجزائر‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬الساحل‭ ‬الأفريقي‭ ‬،‭ ‬و‭ ‬استدل‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الصدد‭ ‬بمشروع‭ ‬الربط‭ ‬بالألياف‭ ‬البصرية‭ ‬مع‭ ‬النيجر‭ ‬و‭ ‬تشاد‭ ‬ومالي‭ ‬و‭ ‬موريتانيا‭ ‬و‭ ‬بأنبوب‭ ‬الغاز‭ ‬الذي‭ ‬ينطلق‭ ‬من‭ ‬نيجيريا‭ ‬مرورا‭ ‬بالنيجر‭ ‬وصولا‭ ‬إلى‭ ‬أوروبا‭ ‬و‭ ‬بإنشاء‭ ‬خط‭ ‬للسكة‭ ‬الحديدية‭ ‬الذي‭ ‬سيربط‭ ‬الجزائر‭ ‬بباماكو‭ ‬و‭ ‬بنيامي‭ ‬،و‭ ‬بالطريق‭ ‬العابر‭ ‬للصحراء‭ ‬و‭ ‬بمشروع‭ ‬الطريق‭ ‬الرابط‭ ‬بين‭ ‬تندوف‭ ‬و‭ ‬الزويرات‭ ‬الموريتانية‭ .‬
 
‮ ‬ويمكن‭ ‬القول‭ ‬أن‭ ‬الجزائر‭ ‬ترى‭ ‬في‭ ‬المبادرة‭ ‬المغربية‭ ‬خطورة‭ ‬كبيرة‭ ‬على‭ ‬مصالحها‭ ‬و‭ ‬على‭ ‬نفوذها‭ ‬،‭ ‬و‭ ‬أن‭ ‬حبل‭ ‬العزلة‭ ‬يزداد‭ ‬ضيقا‭ ‬على‭ ‬عنقها‭ ‬،‭ ‬و‭ ‬هي‭ ‬الأخطار‭ ‬التي‭ ‬نبه‭ ‬إليها‭ ‬التقرير‭ ‬الاستخباراتي‭ ‬الجزائري‭ ‬،‭ ‬و‭ ‬شرع‭ ‬وزير‭ ‬خارجية‭ ‬الجزائر‭ ‬في‭ ‬تنفيذ‭ ‬ما‭ ‬أوصى‭ ‬به‭ ‬بضرورة‭ ‬إيجاد‭ ‬بديل‭ ‬لها‭ ‬،‭ ‬بأن‭ ‬جمع‭ ‬سفراء‭ ‬الدول‭ ‬الأفريقية‭ ‬للتسويق‭ ‬لمشاريع‭ ‬لا‭ ‬تزال‭ ‬على‭ ‬الورق‭ ‬،‭ ‬و‭ ‬ليست‭ ‬قابلة‭ ‬للتنفيذ‭ ‬،‭ ‬لأن‭ ‬علاقات‭ ‬الجزائر‭ ‬مع‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الدول‭ ‬الأفريقية‭ ‬المعنية‭ ‬بهذه‭ ‬المشاريع‭ ‬توجد‭ ‬في‭ ‬حالة‭ ‬أزمة‭ ‬مستعصية‭ ‬و‭ ‬معقدة‭ .‬‮ ‬
 



في نفس الركن