2024 شتنبر 12 - تم تعديله في [التاريخ]

تفاقم حالات التسمم الجماعي بالمغرب.. الصحة تؤكد أن العدد يصل حتى 1600 إصابة سنويا

الدكتورة منية زحزاح: عند الإحساس بأحد أعراض التسمم المفروض التوجه للمستشفى ومن أهم أسبابه سوء تخزين الطعام


العلم - نعيمة الحرار

"قد تكون حالة التسمم غير فردية والإصابات خطيرة ومتعددة ومصدر التسمم واحد ما يفرض التوجه للمستشفى الأقرب للمصاب تفاديا لتفاقم الوضع الصحي الذي قد يؤدي إلى الوفاة لا قدر الله، وهو ما حصل في عدة حالات خلال الأشهر الأخيرة خاصة في فصل الصيف، حيث تم تسجيل إصابات تسمم جماعية أودت بحياة عدد من المصابين بينهم أطفال" كلام جاء في تصريح الدكتورة منية زحزاح أخصائية أمراض الجهاز الهضمي ل"العلم" وذكرت العديد من فواجع التسمم التي عرفتها عدة مدن مغربية ، بدءا بواقعة التسمم ب"الماحيا الفاسدة" ببوقنادل، وتسجيل ضحايا تسمم في مراكش والدار البيضاء وغيرها وكلها تسممات مصدرها الطعام الملوث أو الماء الملوث كذلك أو إضافة مواد كيماوية.

وعن ازدياد حالات التسمم في الصيف قالت أخصائية علاج أمراض الجهاز الهضمي، إنها تعود بالدرجة الأولى إلى عدم احترام بعض المطاعم أو حتى الأسر في بعض مناسباتها العائلية لمعايير التخزين خاصة لما تكون كمية الطعام كبيرة، ودرجة الحرارة مرتفعة ما يعرضها للتلوث ببعض أنواع البكتيريا والفيروسات ، وأعراض الإصابة بالتسمم الغذائي قد تظهر بعد ساعات قليلة من تناول الطعام الملوث أو حتى بعد أيام، وتتجلى في الغالب في القيء وارتفاع درجة الحرارة أو انخفاضها والإسهال الحاد الذي قد يكون مصحوبا بالدم والمغص والشعور بعياء وضعف شديدين ، و تؤدي هذه الأعراض لوقوع اجتفاف وهو أمر خطير خاصة بالنسبة للأطفال و كبار السن والمصابين بأمراض مزمنة وكذلك النساء الحوامل لأن مناعة هؤلاء ضعيفة، وفقدانهم لكمية كبيرة من السوائل قد يهدد حياتهم لا قدر الله إن لم يتم نقلهم بسرعة للمستشفى لتلقي العلاجات الضرورية تقول الدكتورة منية زحزاح..

وفي جوابها عن سؤال ل"العلم" عن كيفية التصرف عند الشعور بهذه الأعراض أكدت اخصائية أمراض الجهاز الهضمي على ضرورة التوجه للمستعجلات القريبة للمصاب لتلقي العلاج والرعاية بشكل سريع، مع ضرورة تبليغ السلطات بشكل فوري خاصة لما يكون التسمم جماعيا، وذلك لفتح تحقيق ومعرفة مصدر التسمم والتدخل للسيطرة على انتشاره ومنع إصابة ضحايا جدد، وفي الغالب تقول الدكتورة منية إن الإصابات الجماعية تستدعي البقاء في المستشفى وهناك من يتجاوز مرحلة الخطر في نفس اليوم وحالات أخرى تستدعي التتبع والمراقبة، ويبقى العلاج مختلفا بين الفئات العمرية حيث يتم إعطاء أدوية مضادة للقيء والاسهال والمغص في البطن والمضادة للحمى، مع اجراء تحاليل طبية لمعرفة نوع البكتيريا او الفيروسات التي أدت لتسجيل هذه الإصابات، وفي حال وجود بكتيريا يتم إعطاء المصاب مضادا حيويا ، أما إن كانت الإصابة بفيروس فممنوع إعطاء مضاد حيوي ما يستدعي في جميع الحالات التوجه للمستشفى بدل شراء المضاد الحيوي من الصيدلية لأنه يزيد من تقوية الفيروس وبالتالي تفاقم حالة المصاب واستعصاء العلاج..

وعن الوقاية من التسمم الغذائي الجماعي قالت الدكتورة منية زحزاح يجب أولا المراقبة والكلام هنا موجه للسلطات المعنية بمراقبة المطاعم، وفرض احترام معايير صارمة للسلامة الغذائية وكل ما يتعلق بالتخزين وطهي الطعام وأدوات وأسطح العمل ، وبالنسبة للأشخاص الذين يتناولون الطعام بكثرة خارج المنزل لا بد من النظافة ومراجعة الطبيب حتى لا يتحولوا الى ناقلين لجراثيم وبكتيريا ملوثة للطعام، وأكثر أنواع الطعام القابلة للتلوث السريع تقول الطبيبة زحزاح هي اللحوم الحمراء والدواجن والبيض وبعض الصلصات ، وحتى بعض أنواع الخضر والفواكه التي لم يتم غسلها جيدا ، أو تخزينها في درجة حرارة مناسبة لحفظ الطعام وفصل الأطعمة النيئة عن المطبوخة..

وبالأرقام الصادرة عن وزارة الصحة والحماية الاجتماعية يسجل المغرب بين 1000 و1600 حالة تسمم في السنة.



في نفس الركن