- ما الذي تغير في ممارسات رئيس الجامعة الملكية لكرة القدم حتى يجعله البعض هدفا لحملات تشويه، الآن بالضبط وليس قبل أسبوع أو شهر أو ثلاثة أشهر أو سنة؟
- ماذا استجد في تدبيره لعالم كرة القدم الوطنية، والبطولة الوطنية الاحترافية على الخصوص، حتى يصبح فوزي لقجع مستحقا للتهجم عليه في هذه المرحلة بالضبط؟
- أليس فوزي لقجع هو نفس المسؤول الذي نال التنويه منا جميعا، بعد ما تحقق في مونديال قطر من نتائج باهرة غير مسبوقة لكرة القدم المغربية ؟
- لماذا يتم تعريض الرجل لهذه الهجمات المشينة، دون سند موضوعي أو أشياء ثابتة، و نحن نعلم ما قام و يقوم به الرجل من عمل كبير، عبر قنوات مؤسسات كرة القدم العالمية، دفاعا عن بلاده في وجه المفسدين من أعداء المغرب، خاصة في الدولة إياها التي تصرف الملايير للتضييق على بلادنا ؟
- أليس لقجع هو ذلك الشخص الذي لا يمر يوم دون أن يتحدث عنه بالسوء إعلام الكراهية التابع للأجهزة المعلومة في الدولة إياها، و تخصص له حملات قاسية بأقلام هواة العمل الصحفي والفاشلين في التعليق الرياضي؟؟
- لماذا لم ينتبه من دبروا داخليا هذه الهجمة، إلى انخراط صحافة العار في البلد إياه، في الحملة و استثمارها بشكل هستيري، بالاستشهاد بما قيل أنه "كلام جمهور فريق الرجاء"؟
هنا، لابد من التوضيح بأن السيد فوزي لقجع، باعتباره مواطنا مغربيا، تجري عليه نفس القوانين التي تجري على عموم المغاربة، له نفس حقوقهم و عليه نفس الواجبات التي عليهم. و باعتباره مسؤولا عموميا، لا شيء يحصنه ضد الانتقاد كأي مسؤول آخر، منتخبا كان أو معينا، بشأن ما يقوم به في نطاق مهامه. وعليه، للمغاربة كامل الحق في تقييم أداء رئيس الجامعة الملكية لكرة القدم و التدقيق في نتائج عمله، تجسيدا للقاعدة الدستورية التي تنص على ضرورة ربط المسؤولية بالمحاسبة.
وبحسب علمي، لم يسبق لفوزي لقجع أن طالب بمعاملة تفضيلية أو صرح أنه لا يقبل النقاش العمومي في الملفات التي يدبرها، أو ادعى أنه معصوم من الخطأ، أو قال أن اختياراته تكتسي صفة أخرى غير كونها اجتهادات صادقة، قد تكون صائبة و قد تكون عكس ذلك، و لاشيء يمنع من مناقشة اختيارات الرجل، بل يمكن مطالبته بتصحيحها أو تغيرها إذا استدعى الأمر ذلك بشكل موضوعي فيه مصلحة عامة. و لحدود الساعة، يشهد الجميع بكفاءة الرجل، و نتائجه تدافع عنه و تضمن له رصيد احترام و تعاطف مهم من فئات واسعة من المجتمع، سواء في الشارع أو في الإطارات المؤسساتية، العامة و الخاصة.
من جهة أخرى، ما أعرفه عن المسؤول العمومي فوزي لقجع، أنه لا يخاف التواصل مع الرأي العام لشرح ما يريد الناس معرفة تفاصيل بشأنه، أو الدفاع عن رأيه وحيثياته. و يظل انتقاد الرجل أمرا متاحا، بشرط أن يكون موضوعيا، و أن يتأسس على أرضية واضحة ومعايير مضبوطة، بعيدا عن الذاتية و منطق تصفية حسابات لها أسباب من خارج دائرة الملفات التي يشتغل عليها.
ربما، في سياق البحث عن أجوبة للأسئلة التي بدأت بها مقالي، لابد من التذكير أن فوزي لقجع هو من قال قبل أيام، لإذاعة مغربية متخصصة في الرياضة، "سأدافع عن مصالح المغرب واخا يبقى فينا عرق واحد ...!!!!" ردا على مؤامرات خصوم بلادنا. و هو من أدار، قبل ذلك، بحنكة وشجاعة كبيرة، معركة قانونية ضد نظام الكراهية والعداء للمغرب، لفرض احترام حقنا في إرسال فريقنا الأولمبي ليشارك في بطولة "الشان" عبر رحلة مباشرة على متن طائرة مغربية، ثم فضح عصابة داعمي مرتزقة الانفصال، أمام رئيس الفيفا و رئيس الكاف. وأخيرا، فوزي لقجع هو من صرح بانفعال شديد، في ندوة صحفية، قائلا "سنفضح البؤساء الذين تلاعبوا بتذاكر المونديال!".
أذكر بهذه المواقف، لأنني أعتبر أن فيها معالم كافية لفهم الأسباب الخفية وراء "الشلاظة الحامضة" التي أتت على شكل هجوم رديء على رئيس الجامعة الملكية لكرة القدم. و ما يلزم هو التركيز على "البؤساء"، الذي قد يكون "واحد البائس" من بينهم هو من حرك المياه في بركة آسنة. كما ينبغي أن نتسائل عن الجهات التي لها مصلحة في أن تختلط الأمور على الرأي العام المغربي في هذا الظرف بالذات!!
بصدق، لازلت أنتظر أن يخرج رئيس فريق الرجاء، عزيز البدراوي، عن صمته ليوضح بشكل رسمي موقف النادي بخصوص الهجمة على فوزي لقجع، لتتضح الصورة أكثر :
- فإما أن مؤسسة نادي الرجاء متفقة مع كل ما قيل ويقال في حق رئيس الجامعة الملكية لكرة القدم. وهذا حقها، ومن المهم أن يعرف الرأي العام ذلك، وأن يطلع على الأسباب و الحيثيات.
- وإما أن مؤسسة الرجاء لا علاقة لها بالموضوع، وهذا هو الأرجح في اعتقادي، بالنظر إلى قيمة النادي ووطنية جمهوره، و ربما هنالك "جهة ما" أرادت أن تستغل صورة الرجاء وجمهور الفريق الأخضر لخلق بلبلة فارغة من أية أسباب موضوعية، بغرض الضغط على رئيس الجامعة الملكية لكرة القدم، خاصة مع اقتراب ساعة إعلان نتائج التحقيق في ملف التذاكر، وما قد تحمله من تأكيد تورط بعض الأسماء في فوضى البيع والشراء التي جرت في دجنبر 2022، وكان من نتائجها حرمان جزء من الجمهور الرياضي المغربي من الذهاب لقطر والدخول للملعب لتشجيع المنتخب الوطني..
بشكل عام، في هذه القضية و في ما سواها، حين ننتقد بعضنا البعض أو ننتقد بعض المسؤولين العموميين، علينا أن ننتبه إلى ما يمكن أن يتجاوز الأشخاص و دائرة الداخل الوطني، ليصبح مادة يستغلها الأعداء للطعن في بلادنا. و الحكمة تستوجب عدم العبث بمنح هدايا مجانية للمتربصين بنا، من خلال اختلاق قضايا فارغة وسجالات من نوع "حق أريد به باطل".
بالدارجة، خاصنا نردوا البال ... نحن في قلب ديناميكية لاأخلاقية و حرب تحريض إعلامية خطيرة تشنها علينا جهات مفلسة تكره بلادنا بشكل مرضي، وتسعى لتشويه كل ما يرتبط بإنجازات مغربية. وهذه الحرب المتعددة الجبهات، تحتاج منا إلى التصرف بذكاء ووطنية، و الصدق في التعاطي مع قضايانا الداخلية بالجدية اللازمة، مع الحرص على عدم السقوط في فخاخ تنصبها أجهزة البؤس التابعة لجهات تشتغل ضد مصالح المغرب.
لكل هذه الاعتبارات، التي يمكن التأكد من صحتها من خلال مطالعة ما كتبته صحف البؤس التابعة للنظام إياه، أتضامن بشكل مطلق مع رئيس الجامعة الملكية لكرة القدم السيد فوزي لقجع، و أرفض جملة وتفصيلا الحملة التي يتعرض لها الرجل من جهات أجزم أنها تتحرك لحماية مصالحها الخاصة والشخصية، ولا يهمها لا مصالح المغرب ولا مصالح كرة القدم الوطنية، ولا تهمها مصالح ومستقبل فريق الرجاء العالمي وجمهوره الوطني الغيور.
و #سالات_الهضرة
#المغرب_كبير_على_العابثين
للتواصل مع الكاتب:
eteib.younes@gmail.com
eteib.younes@gmail.com