2024 نونبر 20 - تم تعديله في [التاريخ]

تفاصيل قضية تلوث معلبات التونة بالزئبق..

جامعة المستهلك تفند الادعاءات والمغاربة لا يستهلكون هذا النوع من السمك


العلم - عبد الإلاه شهبون

أثارت تقارير دولية حديثة مخاوف متزايدة بشأن احتواء علب التونة على مادة الزئبق التي تضر بصحة المستهلك.

واستندت التقارير التي أعدتها منظمات صحية دولية معنية بسلامة الأغذية من قبيل "بلوم" و"فودواتش"، إلى تحاليل مختبرية أجريت على 148 عينة عشوائية من علب التونة تم جمعها من خمس دول أوروبية، وهي فرنسا وألمانيا وإنجلترا وإسبانيا وإيطاليا.

ووفق التقارير ذاتها، فإن النتائج كانت صادمة، حيث تبين أن جميع العلب التي جرى اختبارها تحتوي على نسب مرتفعة للغاية من الزئبق، وهو عنصر كيميائي سام يهدد صحة الإنسان عند استهلاكه بمستويات معينة.

هذه النتائج أثارت مخاوف لدى المغاربة، لأن بلادنا تعتمد على استيراد كميات كبيرة من علب التونة من هذه الدول، على اعتبار أن التونة ليست مجرد مكون غذائي بسيط، بل تُعتبر جزءاً أساسياً من المطبخ المغربي، حيث تستخدم في تحضير العديد من الأطباق التقليدية والحديثة.

وتفاعلا مع هذه القضية التي وصل صداها إلى قبة البرلمان، أكد بوعزة الخراطي، رئيس الجامعة المغربية لحماية حقوق المستهلك، أن الأمر لا يستحق كل هذا التهويل.

وأضاف الخراطي، في تصريح لـ"العلم" بأن "التون الأحمر" الذي توجه له هذه الاتهامات سعره غالٍ ويفوق القدرة الشرائية للمغاربة بل يصدر بشكل أساسي إلى دولة اليابان، مشيرا إلى أن ما يباع في المغرب هو شبيه بالتون أي "البونيتو" المُعلب.

وتابع المتحدث، أن التون الأحمر مصدر قلق المغاربة يتواجد في البحر الأبيض المتوسط، وهو موجه للتصدير، لافتا إلى أنه رغم عدم تجاوزه الحد الأقصى للزئبق المسموح به في الأسماك الأخرى، أي 0.3 ملغ/كغم، يبقى مضرا بالمستهلك لأن الزئبق عندما يدخل إلى الجسم لا يمكنه الخروج منه وبالتالي تحدث تراكمات.

وأوضح أن المغاربة رغم تناولهم "التون" الذي ينتج ويصنع في بلادنا لن يصلوا إلى هذه النسبة الأقصى المحددة في 0,3 ملغ/كلغ، على اعتبار أن المواطن لا تحتوي مائدة طعامه على هذا النوع من "التون الأحمر"، مصدر القلق، كما أن المغرب لا يستورد التون المعلب من الخارج بل يكتفي بما هو محلي وفي المتناول.

واستطرد رئيس الجامعة المغربية لحماية حقوق المستهلك، قائلا: "إن الأسماك المعلبة بما فيها التون أو "البونيتو" تخضع لمراقبة صارمة من طرف المكتب الوطني للسلامة الصحية، كما أن المغرب يعد أول مصدر للأسماك ومنتوجاته تراعي المعايير الدولية، وما يثار حول التون الذي يباع في أوروبا المغرب ليس معنيا به، متسائلا إذا تساقطت الأمطار في فرنسا نرفع نحن المظلة في المغرب!!".

وللتدقيق في تفاصيل الموضوع، تواصلت "العلم" مع المكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية لكن لم يفدنا بأي معطيات تخص هذه القضية.

يشار، إلى أن منظمة الصحة العالمية تصنف الزئبق كواحد من أكثر عشر مواد كيميائية تثير القلق على الصحة العامة، حيث يتحول الزئبق الممزوج بالبكتيريا في البحار إلى ميثيل الزئبق السام بشكل أكبر، ويؤدي التعرض له إلى أضرار في الجهاز العصبي، فضلًا عن اضطرابات عصبية وسلوكية.



في نفس الركن