2024 شتنبر 17 - تم تعديله في [التاريخ]

تطوان: مائدة مستديرة حول موضوع "تطوان المستدامة - كيف ننقذ بيئتنا؟


العلم الإلكترونية - عبد القادر خولاني 

عقدت جمعية يسر للبيئة والإعلام، وجمعية علوم الحياة والأرض، بشراكة مع مركز إكليل والمركز المغربي للإبداع، وبدعم من الاتحاد الأوروبي، مائدة مستديرة مساء يوم 29 غشت 2024 بالمركز الثقافي إكليل بتطوان تحت عنوان "تطوان المستدامة - كيف ننقذ بيئتنا؟". 
 
استهدفت هذه الجلسة التشاورية مناقشة التحديات البيئية التي تواجه مدينة تطوان، واستعراض الحلول المستدامة التي يمكن تبنيها لضمان مستقبل بيئي أفضل. وشارك في المائدة نخبة من الخبراء البيئيين ورواد الأعمال المبتكرين وممثلي المجتمع المدني، حيث شهدت تفاعلاً ملحوظاً من الحضور الذين قدموا أفكاراً واقتراحات جديدة وفعالة.
 
شارك في النقاش السيد عزيز النالي، خبير دولي في التدبير البيئي، حيث قدم عرضاً حول إدارة النفايات الصلبة في الدول المتقدمة، مسلطاً الضوء على الدروس التي يمكن للمغرب، وخصوصاً مدينة تطوان، الاستفادة منها في هذا المجال. كما أكد على أهمية التخطيط البيئي المستدام لضمان إدارة أفضل للنفايات.
 
كما قدم حسن سويلم، مدير شركة "مكومار تطوان للبيئة"، لمحة عن وضع النظافة وإدارة النفايات في تطوان، متحدثاً عن التحديات التي تواجه المدينة، خاصة في فصل الصيف، وأشار إلى ضرورة تعزيز ثقافة إعادة التدوير وتطوير بنية تحتية مستدامة. من جهته، أبرز أمين هورير، المنسق الجهوي لجمعية علوم الحياة والأرض، ضرورة التحول إلى نموذج المدن المستدامة في ظل التحديات البيئية العالمية المتزايدة، مشيراً إلى أن تطوان تمتلك إمكانيات كبيرة لتحقيق هذا التحول، لكن النجاح يتطلب التزاماً جماعياً من الحكومة والمجتمع المدني، إلى جانب تحديث البنية التحتية واعتماد التكنولوجيا الخضراء.
 
تناولت شيماء لمريوط، مهندسة ورئيسة جمعية يسر للبيئة والإعلام، دور الإعلام في نشر الوعي البيئي وأهمية المجتمع المدني في تعزيز ثقافة الاستدامة، مشيرة إلى الجهود المبذولة في توعية الشباب والمجتمع بأهمية الحفاظ على البيئة.
 
كما شارك حمزة الخروبي، مؤسس شركة "PGPR Technologies"، تجربته في إنشاء شركته الناشئة التي تركز على التقنيات الخضراء، متحدثاً عن التحديات التي واجهها كرائد أعمال، وأهمية دعم المشاريع المستدامة من قبل الحكومة والقطاع الخاص. كما استعرضت نعيمة الشخيخم، رئيسة تعاونية "إيكو تمودة"، تجربتها في إنشاء التعاونية التي تركز على إعادة تدوير وتثمين النفايات، مشيرة إلى التحديات التي تواجه المشاريع البيئية الصغيرة، وأهمية رفع الوعي المجتمعي حول فوائد إعادة التدوير.
 
تمحور النقاش خلال المائدة المستديرة حول المواضيع التالية:
 
1. **التحديات البيئية الرئيسية في تطوان:** ناقش المشاركون التحديات التي تواجه المدينة، مثل إدارة النفايات، نقص المياه، والتوسع العمراني غير المنظم.
   
2. **الممارسات المستدامة:** تم تسليط الضوء على الحلول المبتكرة والتجارب الدولية في مجال الاستدامة التي يمكن تطبيقها في تطوان، مع التركيز على تعزيز إعادة التدوير، استخدام الطاقة المتجددة، واعتماد تقنيات حديثة في إدارة الموارد الطبيعية.
 
3. **دور المجتمع المدني في حماية البيئة:** أكد المشاركون على أهمية التوعية البيئية ودور المجتمع المدني في تعزيز ثقافة الاستدامة، وأهمية تنظيم حملات توعية تستهدف المدارس والشباب.
 
4. **المشاريع الخضراء الناجحة:** تم استعراض بعض المشاريع البيئية الناجحة التي نفذت في تطوان، مع التشديد على ضرورة دعمها وتوسيع نطاقها لتعزيز الاقتصاد الأخضر.
 
بعد مناقشة مستفيضة، تم الخروج بالتوصيات التالية:
 
1. **تعزيز البنية التحتية المستدامة:** الدعوة إلى جلب الاستثمار في البنية التحتية المستدامة، بما في ذلك نظم إدارة النفايات والمياه والنقل العام.
 
2. **زيادة الوعي البيئي:** توجيه الجهود نحو التوعية البيئية في المدارس والمجتمع المحلي، مع التركيز على أهمية إعادة التدوير وتقليل الاستهلاك غير المستدام.
 
3. **دعم المشاريع الخضراء:** توفير الدعم الحكومي والمالي للمشاريع الناشئة والمستدامة، خاصة تلك التي تركز على الحلول البيئية والتقنيات الخضراء.
 
4. **تعزيز التعاون بين القطاعين العام والخاص:** تعزيز التعاون بين الحكومة والقطاع الخاص لتنفيذ مشاريع بيئية مستدامة تهدف إلى تحسين جودة الحياة في تطوان.
 
اختتمت المائدة المستديرة بتوجيه الشكر لجميع المتحدثين والمشاركين، مع التأكيد على ضرورة استمرار الحوار والعمل الجماعي لتحقيق رؤية "تطوان المستدامة"، التي لن تتحقق إلا من خلال التعاون بين مختلف الأطراف المعنية لضمان مستقبل مستدام للمدينة. 




في نفس الركن