2023 شتنبر 10 - تم تعديله في [التاريخ]

تضامن وطني واسع مع ضحايا الزلزال المدمر بالمغرب.. إقبال كبير لساكنة الرباط والنواحي على التبرع بالدم لفائدة المصابين


* الرباط: بعثة العلم

شهد المركز الوطني لتحاقن الدم بالرباط، صباح يومه السبت، توافدا كبيرا من طرف ساكنة مدينة الرباط وبعض المناطق المجاورة لها، على المركز من أجل التبرع بالدم لفائدة ضحايا الزلزال المدمر، الذي هز عدة أقاليم من المغرب قبل منتصف ليلة الجمعة 8 شتنبر الجاري، وتبقى منطقة الحوز الأكثر تضررا بعدما بلغ عدد الضحايا بها أزيد من 2012 قتيلا، و2059 جريحا، حالة 1404 منهم خطيرة، وفق بلاغ لوزارة الداخلية. 

وتوزع عدد الوفيات حسب البلاغ ذاته، على 1293 بإقليم الحوز، و452 بإقليم تارودانت، و41 بإقليم ورزازات، و15 بعمالة مراكش.


وبدا توافد نسبة كبيرة من المواطنين، من مختلف الأعمار، على المركز المذكور جليا، وذلك بغية التبرع بالدم من أجل توفير الأكياس اللازمة من هذه المادة الحيوية، مساهمة منهم لتغطية الحاجيات الضرورية لإنقاذ ضحايا الزلزال، وتلبية للنداء الذي أطلقه مسؤولو وزارة الصحة ومسؤولو المركز على الصعيد الجهوي، بالإضافة إلى جمعيات وفعاليات مدنية اكدت على أهمية التبرع بالدم في هذه الظروف الأليمة التي تمر منها البلاد.


وفي هذا السياق، أوضحت إكرام شهبون، مسؤولة التحسيس والتواصل بالمركز الوطني لتحاقن الدم بالرباط، أن المركز شهد منذ الساعات الأولى من صباح السبت تقاطر عدد كبير من المواطنين، من أجل التبرع بالدم والمساهمة في إنقاذ مصابي الزلزال الذي ضرب إقليم الحوز.


وعبرت مسؤولة التحسيس والتواصل بالمركز الوطني لتحاقن الدم بالرباط، في تصريح لـ"العلم" عن اعتزازها وفخرها بهذا الحس التضامني العالي والإقبال الكبير من جانب المغاربة الذين قاموا بتلبية نداء التبرع بالدم، منوهة بهذه المبادرة المهمة التي من شأنها إنقاذ الأرواح، ومؤكدة أن عملية تعبئة المخزون الوطني تتم بالتنسيق مع باقي مراكز المملكة.


وقالت المتحدثة، إنه يستحسن توزيع هذه المادة الحيوية على أيام الأسبوع كاملة، عوض تجميعها في يوم واحد فقط، وذلك من أجل استفادة مثلى من أكياس الدماء التي يتم توفيرها لهذا الغرض، مشيرة إلى أن الطاقة الاستيعابية لتخزين الدم لا تستوعب هذه الكمية الكبيرة المتبرع بها، وبالتالي سيتم إتلافه. 


وفي هذا الصدد، حثت إكرام شهبون المتبرعين الذين لم يسمح الاكتظاظ الذي عرفه المركز الوطني لتحاقن الدم بالرباط بتلبية واجبهم الإنساني، على العودة خلال الأيام المقبلة من أجل التبرع. 


ضرورة أخذ العبرة من هذه الفاجعة قصد الاعتناء بالعالم القروي

بالمقابل، استقت "العلم" تصريحات المتبرعين بالدم تضامنا مع ضحايا الزلزال، الذين عبروا عن انخراطهم الكبير في هذه المبادرة، وتعبئتهم القوية التي تقوم على روح الإيخاء والمواطنة والتضامن لمساعدة المتضررين على تجاوز هذه المحنة الصعبة. 


وأكد أحد المتبرعين، على أن هذه المبادرة هي واجب وطني قبل كل شيء، وأن التضامن الذي تشهده مراكز تحاقن الدم هو درس كبير في الوطنية وفي التآزر خلال الأزمات وفي الشدة، مبرزا أن المغاربة تقاطروا بشكل كبير على المركز الوطني لتحاقن الدم بالرباط، قصد التبرع بالدم لفائدة ضحايا زلزال الحوز، متمنيا الرحمة والمغفرة للقتلى والشفاء العاجل للمصابين، مشددا في الوقت نفسه، على ضرورة أخذ العبرة والاعتناء بالعالم القروي. 


متبرعة أخرى، سجلت أن التضامن وقت الأزمات يطبع روح وقيم المغاربة، موضحة أن مجيئها إلى المركز الوطني لتحاقن الدم بالرباط، كان بسبب شعورها بالمسؤولية المتمثلة في المساهمة في دعم المصابين والمتضررين من الزلزال الذي ضرب بعض جهات المملكة. 


من جهته، قال نور أحد المتبرعين، إنه "قدم رفقة شقيقه للتبرع بالدم من تلقاء نفسه وهو أقل ما يمكن تقديمه للضحايا"، وذلك بعد أن عاش لأول مرة في حياته هذه التجربة المريرة، مضيفا أنهم تفاجأوا باهتزاز في منزلهم قبل أن يدركوا أن الأمر يتعلق بزلزال عنيف هز البلاد. 


شأنها في ذلك شأن باقي المتضامنين، أكدت فاطمة الزهراء، أنها تسعى من خلال هذه العملية إلى تقديم يد المساعدة للمتضررين الذين هم في حاجة إلى هذه المادة الحيوية، ملتمسة من باقي المواطنين الانخراط السريع في هذه المبادرة الإنسانية.


وكانت العديد من الجمعيات المحلية وفعاليات اجتماعية ومدنية، دعت المغاربة إلى القيام بالواجب الإنساني والمجتمعي والمساهمة في توفير الكميات الضرورية من الدم، كالتفاتة إنسانية تجاه ضحايا الزلزال من مختلف الأقاليم المتضررة، والمبادرة إلى التبرع بالدم سواء في المركز الوطني لتحاقن الدم بالرباط، أو بباقي مراكز المملكة وكذا المركز الاستشفائي الجامعي محمد السادس بمراكش الذي أحدث وحدة خاصة للتبرع بالدم.


حملة واسعة النطاق للتبرع بالدم تلبية للنداء الإنساني

هذا، وقد شهدت جميع مراكز تحاقن الدم الموجودة بالمملكة تقاطر الكثير من المواطنين في حملة واسعة النطاق للتبرع بالدم وسط إقبال كبير.


وعرفت مدينة طنجة حملة واسعة للتبرع بالدم وسط إقبال كبير من المواطنين استجابة لنداء الوطن والأنسانية ولروح التضامن مع ضحايا الزلزال، الذي ضرب إقليم الحوز والمناطق المجاورة.


وشرع المواطنون في القدوم إلى المركز الجهوي لتحاقن الدم بشارع المسيرة الخضراء بمدينة البوغاز، للتصدق بقطرات الدم منذ ساعات الصباح الأولى ليوم السبت، وعيا منها بأهمية هذه العملية الإنسانية النبيلة في إنقاذ الأرواح.

بدوره، سجل المركز الجهوي لتحاقن الدم بتطوان، إقبالا كبيرا وغير مسبوق من قبل ساكنة مدينة الحمامة البيضاء وفعالياتها المؤسساتية والمدنية للتبرع بالدم لفائدة ضحايا الزلزال.


فقد تقاطرت، منذ صباح السبت، على المركز المتواجد قرب مستشفى سانية الرمل، بشكل عفوي وطوعي، أعداد كبيرة من المواطنين من كل الفئات، وفعاليات مدنية واقتصادية وكذلك مجموعة من الأجانب المقيمين بالمدينة للتبرع بهذه المادة الحيوية للمساهمة في المبادرة التضامنية والإنسانية لإنقاذ أرواح المصابين وتلبية لنداء الوطن في هذه الظروف الاستثنائية.


كما توجه عدد كبير من المواطنين والمواطنات منذ الساعة السابعة صباحا من يوم السبت صوب المركز الجهوي لتحاقن الدم بالدار البيضاء، وذلك من أجل التبرع بالدم إثر الزلزال الذي ضرب مساء الجمعة عددا من مناطق البلاد.


وهكذا هب العديد من المواطنين والمواطنات، الذين اصطفوا في طابور كبير أمام المركز في انتظار دورهم، كي يتبرعوا بالدم تضامنا مع إخوانهم الذين أصيبوا خلال الهزة الأرضية التي خلفت العديد من الضحايا والمصابين. 


حملة التبرع بالدم، همت أيضا ساكنة الأقاليم الجنوبية، حيث استجاب قاطنو الداخلة بشكل فوري لهذا النداء من أجل جمع أكبر عدد ممكن من أكياس الدم لإنقاذ الأرواح وتلبية الاحتياجات المتزايدة للمستشفيات من هذه المادة الحيوية.


وحدة بنك الدم بالمركز الاستشفائي المختار السوسي بتارودانت، عرفت كذلك إقبالا كبيرا من قبل المتبرعين بالدم، الذين حجوا لتقديم المساعدة لضحايا الزلزال. 


ومنذ الساعات الأولى لصباح يومه السبت، بدء توافد عدد كبير من المواطنين من أبناء مدينة تارودانت ونواحيها، على هذه المؤسسة الاستشفائية من أجل التبرع بالدم والمساهمة في مد يد العون للمصابين.




في نفس الركن