2023 شتنبر 16 - تم تعديله في [التاريخ]

تضامن لا محدود مع ضحايا زلزال الحوز.. المتطوعون يد واحدة من أجل تخفيف معاناة الأسر المنكوبة


العلم الإلكترونية: زهير العلالي
خلفت فاجعة الزلزال الذي ضرب عدة مناطق بالمملكة، موجات تضامن غير محدودة من مواطنين وجمعيات وفعاليات مدنية، سعت جاهدة إلى مؤازرة المتضررين والتخفيف عنهم، حيث تزايدت عمليات المساعدات الإنسانية وجمع التبرعات بجل جهات البلاد.
وعاينت بعثة "العلم" تقاطر نسبة كبيرة من المواطنين، من شتى الأعمار، على العديد من المواقع التي ضربها الزلزال، بغية تقديم إعانات لأسر ضحايا الزلزال، مساهمة منهم في تغطية حاجياتهم الضرورية، في ظل تدمير منازلهم وممتلكاتهم بسبب الهزة الأرضية العنيفة التي ضربت إقليم الحوز وأقاليم مجاورة، حتى يتم تجاوز هذه الظروف الأليمة.

ورغم وعورة المسالك المؤدية إلى الدواوير المتضررة، تنطلق على مدار اليوم قافلات تحمل مساعدات إنسانية تتضمن مختلف المواد الأساسية، منها ما يتعلق بالتغذية مثل حليب، سكر، شاي، معلبات، دقيق، زيت...، وأخرى تهم النظافة مثل الحفاضات، والمناديل الصحية للأطفال؛ بالإضافة، إلى الأغطية والأفرشة، فيما تجسدت بعض المساهمات الأخرى في توفير كميات كبيرة من الأدوية وسيارات الإسعاف.

جمعية آفاق تاوريرت تضطر لنقل المساعدات على البهائم بعد وصولهم إلى طريق مقطوعة بسبب مخلفات الزلزال

وفي هذا السياق، قال لحسن بوستوتو، رئيس جمعية آفاق تاوريرت للتنمية، إنهم فور مشاهدتهم لمقاطع فيديو تظهر بعض المناطق المتضررة من الهزات الأرضية لم تستفد بعد من المساعدات اللازمة، على غرار العديد من الدواوير التابعة لجماعة ستي فاطمة، مثل دوار نيعباسن، دوار أبو نسا ودوار تيمشي...، ارتأوا الانخراط في حملة تضامنية.

وأبرز المتحدث، في تصريح لـ"العلم" أن نوع الإعانات التي تقدمها الجمعية للسكان، تتضمن مواد غذائية والأغطية والأفرشة والملابس للأطفال الصغار، مضيفا أن عمليات تقديم المساعدات تتم في ظروف جيدة من خلال التعاون مع أبناء الدواوير المعنية.

بالمقابل، سجل رئيس جمعية آفاق تاوريرت للتنمية أنهم وجدوا صعوبة في توصيل الإعانات إلى أحد دواوير الجماعة المذكورة بسبب الطريق المقطوعة على إثر الزلزال، مشيرا إلى اعتمادهم فقط على البهائم من أجل نقل المساعدات للدواوير المعزولة التي يعاني الناجون فيها من نقص في الإمدادات في ظل صعوبة العبور إليهم.

وتابع المتحدث، أنهم أطلقوا رفقة متطوعين عن فندق باب اوريكا نداء من أجل جمع التبرعات لتغطية المساعدات اللازمة الخاصة بآهالي المنطقة.

وبدوره، أعرب عضو من جمعية أرسوم البسمة، عن تأثرهم كغيرهم من المغاربة بمعاناة سكان المناطق المنكوبة، ليقرروا جمع بعض المساهمات الإنسانية وتقديمها للمتضررين، مؤكدا لـ"العلم" أن أعضاء الجمعية يتحملون تكاليف التبرعات وأنهم لم يتلقوا أية مساهمة خارجية.

وذكر عضو الجمعية التي تضم 120 شخصا جلهم طلبة بجامعة القاضي عياض بمراكش، أنهم وزعوا إعانات على ثلاثة دواوير اثنين منهم بجماعة أمزميز والآخر بمولاي ابراهيم إقليم الحوز، بينما ستكون الوجهة الثالثة إقليم تارودانت، منبها إلى أنهم يعملون على التنسيق مع شخص موثوق فيه ويعلم بعدد وأحوال الأسر من أجل توزيع المساعدات عليهم بشكل عادل.

جامعة القاضي عياض، كانت حاضرة أيضا من خلال طلبتها غير المنتمين للجمعيات، حيث يفضلون العمل في استقلال وتنسيق بينهم. وقال المتطوعون في تصريح لـ"العلم، إنهم قاموا باقتناء بعض المواد الأساسية التي من شأنها مساعدة وتخفيف معاناة السكان المكلومين في هذه الفاجعة، مثل الحليب والرضّاعات واللهايات والحفاضات وغيرها من الأشياء التي تهم بالدرجة الأولى الأطفال.

وذكر الطلبة المتضامنون، أن انخراطهم في إعانة ضحايا الزلزال انطلقت منذ الإثنين، حيث تذهب كل مجموعة منهم إلى منطقة، منبهين إلى أن وجهتهم هذه المرة ستكون إقليم شيشاوة الذي يعاني من شح في التبرعات.

وأعرب أيضا مجموعة من الأصدقاء قادمون من مدينة الصخيرات، لـ"العلم" عن تضامنهم مع أسر ضحايا هذه الكارثة الطبيعية، من خلال تطوعهم لاقتناء تبرعات وتوزيعها على المتضررين، موضحين أنهم زاروا عدة دواوير تقع بالجماعات التي ضربتها الهزة الأرضية.

وقد انضاف إلى المساعدات التي تقدمها الجهات الحكومية وجمعيات مدنية ومغاربة متطوعين، تعاطف من الأجانب المقيمين بالمغرب خصوصا مدينة مراكش والنواحي مع ضحايا الزلزال.

كما عبر مجموعة من المتطوعين الفرنسيين الذين يشتغلون بتنسيق مع مؤسسة فكتور هيغو والصليب الأحمر عن انخراطهم في هذه الالتفاتة الإنسانية، من أجل مد ساكنة المناطق المتضررة بالمواد الأساسية المتضمنة منتوجات غذائية وأخرى خاصة بالإسعافات الأولية، بالإضافة إلى الخيام والأغطية.

وفي تصريح لها لـ"العلم"، أكدت متطوعة فرنسية انخراطها في هذه الالتفاتة الإنسانية إلى جانب زملائها من أجل تقديم الدعم المادي والاجتماعي والنفسي للمتضررين من الزلزال على أمل تجاوز هذه المحنة، معبرة في الوقت نفسه، عن انزعاجها من العزلة التي يعيشها سكان المناطق الجبلية بإقليم الحوز.

الموقف نفسه، أكدته متطوعة فرنسية أخرى، بالقول "لا يمكن أن يظل سكان هذه المناطق يعيشون هذه الوضعية التي تحز في النفس، بغض النظر عن معاناتهم بسبب الزلزال".

المساعدات التي انهالت على الأقاليم المتضررة بفعل الزلزال، لم تقتصر على المواد الغذائية والأغطية فقط، بل هناك تبرعات أخرى، تتمثل في دعم مجهودات السلطات العمومية من خلال توفير مستشفى ميداني وسيارات إسعاف.

في هذا الصدد، قال محمد خنتر، رئيس الجمعية الوطنية لأرباب سيارات الإسعاف ونقل الأموات، إن المستشفى الميداني الخاص بجماعة ثلاث نيعقوب (مركز الهزة الأرضية) جاء كمبادرة منهم، قصد تغطية الخصاص في التدخلات الطبية التي يعرفها ثلاث نيعقوب بإقليم الحوز، مضيفا أن هناك فروعا أخرى بكل من إقليم تارودانت وإقليم شيشاوة اللذين تضررا بدورهما من أثر الزلزال.

وأفاد محمد خنتر، في تصريح لـ"العلم" أن المستشفى الميداني تم تثبيته منذ صباح الإثنين لإسعاف المصابين الذين يتم انتشالهم من تحت الأنقاض بالمناطق المجاورة، منبها إلى أن المركز استقبل مئات المصابين بينهم قتلى.

وأوضح رئيس الجمعية الوطنية لأرباب سيارات الإسعاف ونقل الأموات، أن المستشفى المذكور يقدم إسعافات أولية إلى الحالات التي تعاني من إصابات خفيفة، بينما يتم نقل الخطيرة منها إلى المركز الصحي لتحناوت أو المستشفى الجامعي محمد السادس بمراكش.

منظمة الهلال الأحمر كانت حاضرة بدورها لمد يد العون عن طريق تقديم الإسعافات الأولية للمصابين، حيث عبرت كلثوم آيت مومن، فاعلة جمعوية ومسعفة بمنظمة الهلال الأحمر، عن حزنها لما أصاب إقليم الحوز عامة ومنطقة أمزميز خاصة، مؤكدة انخراط المنظمة في تقديم خدمات طبية إلى المصابين، ودعم نفسي لأسر الضحايا، مشيرة إلى أن هناك من فقد عائلته بالكامل.

وقالت المتحدثة في تصريحها لـ"العلم"، إن مجموعة من دواوير المنطقة هدمها الزلزال بالكامل، ما جعل فرق الإنقاذ تجد صعوبة في الوصول إلى المصابين أو استخراج القتلى، لافتة الانتباه إلى أن عددهم لا زال في تصاعد.

واطلقت المتطوعة، نداء لتقديم المزيد من المساعدات، على اعتبار أن الناجين لا زاولوا في حاجة ملحة إلى الإسعافات الطبية والغذاء والأغطية.

جدير بالذكر، أن وزارة الداخلية أعلنت في أحدث حصيلة صادرة يومه الأربعاء 13 شتنبر، أن عدد الوفيات الذي خلفته الهزة الأرضية بلغ 2946 شخصا، تم دفن 2944 منهم، تغمدهم الله بواسع رحمته وأسكنهم فسيح جناته.

فيما وصل عدد الجرحى إلى حدود يوم الجمعة 15 شتنبر، 6125 شخص، حسب معطيات رسمية لوزارة الصحة والحماية الاجتماعية حول عدد الجرحى والمصابين الذين تكفلت بهم.

حيث أفادت الوزارة، بأن هذه الحالات تشمل 873 حالة إصابة بجروح خطيرة، و3438 حالة إصابة بجروح طفيفة، مشيرة إلى أن عدد المصابين حاليا بالمستشفيات يقدر بـ 476 حالة، 81 منها تتواجد في أقسام العناية المركزة، فيما بلغ عدد المتعافين 4986 حالة.



في نفس الركن