2022 شتنبر 22 - تم تعديله في [التاريخ]

تشجيع الجالية على الاستثمار يتطلب تدابير جريئة

مليكة لحيان: التحفيزات تتطلب تسوية عدة مشاكل واستحضار الصعوبات التي تعرقل المشاريع خاصة على مستوى الجمارك والمحاكم والمحافظة العقارية والضرائب


النائبة البرلمانية مليكة لحيان
العلم الإلكترونية - سمير زرادي

استعرضت النائبة البرلمانية مليكة لحيان جملة من الصعوبات التي تعترض نجاح الاستثمار بالمغرب، وذلك في إطار تقاسمها لتجربتها الشخصية كمغربية منحدرة من الجالية المقيمة في بلجيكا ومستثمرة بالمغرب منذ سنوات.

وقد تدخلت النائبة البرلمانية عضو الفريق الاستقلالي بمجلس النواب وممثلة الجالية المغربية بالخارج خلال أشغال اللقاء الدراسي لفرق الأغلبية المنعقد يوم الثلاثاء الماضي بشأن مشروع القانون الإطار بمثابة ميثاق الاستثمار حيث تحدثت بحرقة ومرارة عما يعترض المستثمر من عراقيل واصفة بانها واجهت تجربة قاسية لا تتمنى ان يعيشها أي مستثمر، حيث كان عنوانها العراقيل والتماطل بدرجة تفوق التصور، مشبهة الواقع بالمصيدة التي تنغلق على المستثمر لأنه يواجه المجهول.

وأكدت أن الدعوات لتحفيز مغاربة العالم على الاستثمار في بلادهم والاستفادة بدورهم من الفرص موجودة تتطلب إزاحة كل المشاكل التي تقف أمام طريقهم ومعالجة الإكراهات المتعددة التي تنفر أكثر مما تشجع على المغامرة بما ادخره المغاربة لسنوات.   

الملفات المقلقة
 
ومضت بعد ذلك في تناول بعض الملفات المقلقة من قبيل ما يواجه المستثمر مع الجمارك التي تطالب بمبالغ مغايرة لنفس المواد المستوردة، وليس هناك من يمكنه حل هذا المشكل لتسهيل عملية التعشير، كما أن النظام المعلوماتي للجمارك يتوقف أسبوعين في الشهر، ويؤدي المستثمر مدة بقاء البضائع لدى الجمرك رغم أنه ليس له يد في المشكل.

كما انتقدت بعض تصرفات موظفين بالمحاكم تصل حد المساومة والابتزاز، ويتحول الأمر إلى اللجوء للتقييد الاحتياطي وتوقيف المشاريع وتضييع فرص العمل.

وذكرت أن المعاناة تهم كذلك مسار الحصول على رخص البناء والوقوع في دوامة من المشاكل والصعوبات داخل المؤسسات على غرار الوكالات الحضرية والمحافظة العقارية، ورغم وجود منصة رخص اليوم فينبغي التواصل مع سبعة أطراف، بينما تضرب المحافظة العقارية عرض الحائط قرارات المحاكم.

وكشفت كذلك أن المراجعة الضريبية تنزل على المستثمر كالفأس على الرأس، ولا يتم أخذ الجانب المحاسباتي في الاعتبار، معلنة ان هذه الجوانب مجتمعة لا تشجع على إنجاز المشاريع، وهذا في الوقت الذي ما فتئ جلالة الملك ينادي ويحث المسؤولين على تسهيل الطريق وتذليل العقبات أمام مغاربة العالم.
 
دور مجلس الجالية والقنصليات
 
في ضوء هذه الملاحظات أشارت النائبة البرلمانية مليكة لحيان أن مجلس الجالية يجب أن يلعب دوره المطلوب ويكون قوة اقتراحية وفاعلا حقيقيا في كل المجالات التي ينتظرها مغاربة العالم، داعية إلى تشكيل لجنة في وزارة الخارجية تهتم بالجانب الاستثماري للجالية وتوفر آليات المصاحبة، وتكون لها فروع في القنصليات مهمتها تمكين المستثمر المغربي من كل المعلومات والمعطيات ذات الصلة بالاستثمار والوثائق المطلوب توفيرها قبل أن يأتي إلى المغرب، وذلك حتى لا يعود خاوي الوفاض أو يضيع عليه الوقت والمال.

وركزت بعد ذلك على أهمية الجانب التواصلي والإعلامي حيث هناك قوانين وتفاصيل مهمة ينبغي أن نُطلع عليها المغاربة في الخارج، وبالتالي لا بد في رأيها من برامج إعلامية منتظمة تُعنى بتوفير المعلومات للجالية خاصة ما يتعلق بالجانب القانوني.

وسجلت أنه خلال لقاء شخصي لها مع مغاربة العالم بمدينة أمستردام الهولندية اتضح أنهم غير مُلِمين بحقوقهم في المغرب، بل لهم تخوفات بشأن اقتناء السكن وإقامة المشاريع، لذا فالتواصل مهم لتختتم بقولها "لا نريد أن نكون عدميين، ولكن الواقع يؤكد أنه من الضروري مساعدة مغاربة العالم وتذليل العراقيل أمامهم بتدابير جريئة وناجعة". 



في نفس الركن