العلم الإلكترونية - الرباط
في لقاء مفعم بالوفاء والعرفان لقامة إعلامية وسياسية ودبلوماسية بصمت بقوة حضورا متوهجا الساحة المغربية على مدى عقود، شهدت المكتبة الوطنية يوم الجمعة 7 يوليوز الجاري حفل توقيع اتفاقية تم بموجبها تسليم خزانة كتب الراحل الكبير والفقيد الطيب الذكر والأثر الأستاذ محمد العربي المساري.
في لقاء مفعم بالوفاء والعرفان لقامة إعلامية وسياسية ودبلوماسية بصمت بقوة حضورا متوهجا الساحة المغربية على مدى عقود، شهدت المكتبة الوطنية يوم الجمعة 7 يوليوز الجاري حفل توقيع اتفاقية تم بموجبها تسليم خزانة كتب الراحل الكبير والفقيد الطيب الذكر والأثر الأستاذ محمد العربي المساري.
وتميز اللقاء بحضور كثيف عكس قيمة الرجل في قلوب ووجدان محبيه من عائلته وأصدقائه وتلامذته، وذلك من خلال مشاركة نخبة من السياسيين والمفكرين والأدباء والمثقفين والدبلوماسيين والسياسيين.
حيث جرى حفل التوقيع على اتفاقية تسليم خزانة الراحل، وهي الخزانة التي تضم 3493 كتابا و1120 مجلة في مجالات الفن والأدب والسياسة والتاريخ بأربع لغات، وسبعة أقراص مدمجة بالإضافة إلى الأرشيف الأدبي للراحل، حيث تمثل ذخيرة وفيرة من أمهات الكتب والوثائق التي جمعها المرحوم محمد العربي المساري وتمثل جميع المجالات المعرفية المطروقة، كما تعكس موسوعية الرجل واطلاعه الكبير وثقافته الشاملة، والتي انعكست على سيرة ومساره وميزته على الدوام.
ومثلت منى المساري، نجلة الراحل محمد العربي المساري، الأسرة في توقيع اتفاقية تسليم الخزانة إلى المكتبة الوطنية للمملكة المغربية في شخص مديرها محمد الفران، والذي أكد بالمناسبة أهمية هذه الخزانة وقيمتها المعرفية الزاخرة والتي ستصبح رهن إشارة الباحثين والمهتمين، مشيرا بهذا الخصوص إلى أهمية المكتبة الوطنية في الحفاظ على الذاكرة المغربية وصيانة كتبها ووثائقها وتاريخ علمائها وأعلامها.
كما نوه محمد الفران، مدير المكتبة الوطنية، بخصال الراحل الإنسانية والمهنية والفكرية، معتبرا أنه كان يعد منارة علمية شامخة وعلما من أعلام الثقافة المغربية عموما، وفارسا من فرسان الصحافة والإعلام على وجه الخصوص.
وتميز حفل تكريم الفقيد محمد العربي المساري بكلمة هامة للإعلامي محمد الصديق معنينو، وهي الكلمة التي دعا فيها إلى ضرورة العناية بأرشيف الراحل المساري، والدفع بالبحث الأكاديمي فيه والانكباب على دراسة مواقف الراحل ومساره، مبرزا في نفس الإطار تنوع خزانة الفقيد التي قضى في جمعها ما يزيد عن سبعة عقود، باعتباره صحافيا ووزيرا وسفيرا ونقابيا.
وخلال كلمته، ذكر عبد الجبار الراشدي، عضو اللجنة التنفيذية لحزب الاستقلال بكون الراحل محمد العربي المساري كان رجلا استثنائيا ومتفردا بصيغة الجمع، كيف لا وقد كان بالغ العطاء دفاعا عن القيم والمثل العليا التي كان يمثلها، خصوصا إسهاماته الجلية في الدفاع عن قضية الوحدة الترابية للمغرب وأيضا دوره المركزي في الدفع بعجلة الصحافة والإعلام ببلادنا على مستوى قوانين الصحافة والنشر وأيضا على مستوى تعزيز التقارب الحضاري والثقافي بين ضفتي البحر الأبيض المتوسط.
طالع سعود الأطلسي، الكاتب الصحافي، أكد أن منح خزانة الراحل المساري للمكتبة الوطنية للمملكة المغربية يمنحها حياة جديدة، مذكرا في كلمة هامة بتواضع الراحل وانفتاحه وبخصاله الإنسانية الرفيعة التي ظلت تجمعه بجميع من عرفه، وكذا بالأدوار البارزة التي اضطلع بها سواء بصفته نقابيا أو وزيرا أو دبلوماسيا.
ومن جانبه، شكر نزار المساري، ابن المرحوم العربي المساري الحضور الكثيف الذي تقاطر على القاعة الكبرى للمكتبة الوطنية، مؤكدا إن تسليم الخزانة الخاصة لوالده للمكتبة الوطنية للمملكة المغربية التي تتضمن رصيدا وثائقيا مهما بأربع لغات، يأتي تنفيذا لوصيته، ومعتبرا أن استفادة مرتادي المكتبة الوطنية منها سيعطيها حياة جديدة.