2023 شتنبر 24 - تم تعديله في [التاريخ]

تدابير استباقية واحترازية بتاوريرت لمواجهة موجة البرد وتساقط الثلوج

آن الآوان لوضع مزيد من المخططات التنموية الاقتصادية والاجتماعية لإنقاذ السكان من كارثة اقتصادية تجنبهم هجرة جماعية تنذر بفراغ بشري


العلم الإلكترونية - عزيز العياشي

في إطار الاستعدادات الاستباقية اللازم اتخاذها لمواجهة موجة اثار وتقلبات الطقس التي تعرفها بعض مناطق إقليم تاوريرت خلال فصل الشتاء، انعقد صباح الجمعة 22 شتنبر 2023، اجتماع موسع بقاعة الاجتماعات الكبرى بمقر عمالة اقليم تاوريرت، ترأسه السيد العربي التويجر عامل الاقليم بحضور السيد عبد الرحمان السهلي والسيد نبيل عيادي رئيس المجلس الإقليمي للعمالة ورؤساء المصالح العسكرية والأمنية والسلطات المحلية ورؤساء الجماعات الترابية القروية ايضا (تانشرفي ومستكمار ومشرع حمادي ووادي زا، وسيدي لحسن واولاد امحمد والعطف) والمصالح الخارجية المعنية بالإقليم بالإضافة الى ممثلي الصحافة الوطنية والمواقع الالكترونية...
 
وذكر السيد العربي التويجر عامل الاقليم في كلمته الافتتاحية بأهمية هذا الاجتماع الذي يندرج في إطار تفعيل المخطط الإقليمي للتخفيف من آثار موجة البرد، ولربح رهان التخفيف من آثارها السلبية على ساكنة الإقليم،  مؤكدا على ضرورة تكثيف الجهود بين مختلف المصالح المعنية لتدبير هذه الفترة الشتوية بنجاح، وذلك باتخاذ كل التدابير والاستعدادات الاستباقية لمواجهة موجة البرد ووضع استراتيجيات للوقاية من الفيضانات، وحماية أرواح سكان الإقليم، موضحا أن السلطات الإقليمية وضعت مخطط عمل وتدخل مندمج يحدد المناطق المعنية بموجة البرد، مع تحليل المعطيات المتعلقة بساكنة هذه المناطق.
 
وقد أوضح السيد العامل أن الأمر في هذا الصدد يتعلق بـ 13 قرية تقع على ارتفاع يفوق 1500 مترا بخمس جماعات ترابية، ويتعلق الأمر بدوار بني وجكل بسيدي لحسن، ودوار عياط، ودوار تيموسلين، ودوار دادا علي، ودوار ادراوش، ودوار تانزرت، ودوار تغسلين بالجماعة الترابية تانشرفي، ودوار سراتة ودوار بني ريص بالجماعة الترابية سيدي علي بلقاسم، ودوار اولاد الصغير ودوار الحاج بن الصغير ودوار أولاد بوطيب وأولاد بوضامك بالجماعتين الترابيتين العطف وأولاد امحمد/الزوى) مبرزا أنه تم تحليل البيانات الاجتماعية والاقتصادية لهذه المناطق وإحصاء الأشخاص المسنين والذين يعانون من أمراض مزمنة والنساء الحوامل، بالإضافة إلى إعداد أماكن لاستقبال الأشخاص دون مأوى ومتابعة وضعية الطرق بالإقليم.
 
ويرى السيد العامل في تدخله أنه لضمان فعالية تدخلات السلطات الاقليمية والمصالح الخارجية والجماعات الترابية، يتعين تعبئة كافة العتاد اللوجستي والموارد البشرية المتوفرة، سواء في ملكية الدولة أو في ملكية الجماعات الترابية أو القطاع الخاص.
 
كما دعا العامل إلى تضافر جهود كافة المتدخلين من أجل تقديم الدعم والمساعدة إلى المواطنين الذين يعيشون في المناطق التي تشهد تساقط الثلوج من اجل تخفيف آثار موجة البرد، والمساهمة في فك العزلة عن الدواوير المعنية، بروح من المسؤولية ووفق مقاربة استباقية ومنهجية فعالة.
 
وألح اشد الالحاح على كافة المتدخلين من أجل تكثيف الجهود لتدبير المرحلة بنجاح، ونكران الذات لتفادي المشاكل التي تقلق راحة المواطنين، مؤكدا على أن نجاعة تدخل السلطات المحلية والأمنية والمصالح الخارجية، الذي يمر عبر التعبئة الشاملة لجميع الوسائل اللوجستيكية وكذا الموارد البشرية، حتى يتسنى التخفيف من الأضرار الناجمة عن هذه الموجة وما يمكن أن تحمله من آثار، خصوصا على العنصر البشري.
 
وأكد السيد عامل الإقليم كذلك أنه تم اتخاذ مجموعة من التدابير الاستباقية والاحترازية لمواجهة الانعكاسات السلبية المحتملة لموجة البرد، من بينها تحيين المعطيات السوسيو - اقتصادية لدواوير الجماعات الترابية المستهدفة، وتحيين لائحة الأشخاص المسنين الذين يعانون من الأمراض المزمنة ، ولوائح النساء الحوامل اللواتي من المتوقع أن يضعن حملهن خلال الفترة الشتوية قصد التكفل بهن.
 
كما دعا السيد العامل جميع المسؤولين ان يتحملوا مسؤوليتهم كاملة مما حدث ويحدث وان لا يتهاونوا في عملهم كما دعا عدة مرات إلى تضافر جهود جميع المتدخلين لدرء كل ما من شأنه أن يمس بصحة وسلامة المواطنين من خلال تقوية الحملات التحسيسية والتواصلية مع الساكنة وحثها على اتخاذ كل ما يلزم من الاحتياطات الاحترازية لتفادي كل المخاطر التي قد تنتج عن التقلبات المناخية والتعامل بفعالية وإيجابية مع النشرات الإنذارية والمعلومات الواردة لخرائط اليقظة التي تصدر عن المديرية الوطنية للأرصاد الجوية.
 
وفي ذات السياق، استعرض رؤساء المصالح الخارجية المعنية ( قسم الشؤون العامة بالعمالة، مصلحة الارصاد الجوية، مديرية التجهيز والنقل، مندوبية الصحة، القيادة الاقليمية للوقاية المدنية، المديرية الاقليمية لوزارة التربية الوطنية...) الخطوط العريضة لبرامج التدخل التي تم تسطيرها والتي تتميز بطابع الاستباقية والتنسيق مع باقي الفرقاء المعنيين...
 
وفي هذا الصدد اكد السيد محمد التاج رئيس قسم الشؤون الداخلية بالعمالة على انه تم اتخاذ مجموعة من التدابير الاستباقية والاحترازية لمواجهة الانعكاسات السلبية المحتملة لمواجهة البرد، من بينها تحيين المعطيات الاجتماعية والاقتصادية للعديد من الاسر التابعة لـ 5 جماعات قروية...
 
كما ذكر السيد محمد التاج بالآليات والوسائل الضرورية التي تمت تعبئتها لمواجهة الانعكاسات للتقلبات المناخية على ساكنة الاقليم خاصة المناطق الجبلية التي تعاني اكثر من موجة البرد القارس والتساقطات الثلجية (خاصة مثل اولاد امحمد والعطف وبني وجكل ومنطقة بوخوالي)
 
اما الدكتور عبد العزيز بوطيبي فقد اكد (نيابة عن المندوب الاقليمي لوزارة الصحة) أن التدابير الاستعجالية التي ما فتئت تقوم بها المندوبية الاقليمية للصحة من قبيل تعزيز احتياط الأدوية الأساسية للمراكز الصحية الأقرب لساكنة المناطق المهددة بموجات البرد، عبر توفير حزمة من الخدمات العلاجية اللازمة، وبرمجة وإعداد جولات للأطقم الطبية طيلة فصل الشتاء، وتزويد الساكنة بالمناطق المهددة بالأدوية الأساسية خاصة أدوية الأمراض المزمنة، وكذا إخلاء ونقل الحالات المستعجلة التي تحتاج إلى التطبيب، هذا بالإضافة الى إنجاز حصص للإخبار والتربية والتواصل لفائدة السكان،
 
كما ذكر السيد عبد العزيز بوطيبي بالقوافل الطبية التي ستعرفها العديد من الجماعات بالإقليم، حيث تمت برمجة العديد من القوافل الطبية تهم كل من تاوريرت والعيون سيدي ملوك وفي الجماعات الترابية تانشرفي وسيدي علي بلقاسم وسيدي لحسن، وتستهدف بشكل أساسي سكان المناطق المعنية بموجة البرد.

أما مدير التجهيز والنقل فقد عبر في تدخله هو الاخر عن تعبئة مديريته عدد من الآليات المختصة بإزاحة الثلوج وتوفير الموارد البشرية اللازمة لذلك واتخاذ مجموعة من التدابير المتعلقة بالإخبار والتواصل مع الساكنة المحلية والعموم.
 
كما اتخذت المديرية الاقليمية لوزارة التربية الوطنية والتكوين كما جاء على لسان السيد سعيد العاطفي المدير الاقليمي لوزارة التربية الوطنية مجموعة من الاجراءات والتدابير منها على الخصوص محور التحسيس والتوعية العمل على تفعيل التوجهات الوزارية في شان الحماية من الاخطار الناجمة عن التقلبات المناخية وسوء الاحوال الجوية ، للتفعيل الجدي والفوري مع النشرات الجوية ، والتعليق المؤقت للدراسة والنقل المدرسي كلما تطلب الامر ذلك، بتنسيق مع السلطات المحلية والجهات المختصة وتجنب استعمال البنايات الآيلة للسقوط والمتضررة.
 
وأفاد السيد المدير الاقليمي بأنه تم اصدر دليل جهوي خاص بإنجاز المخطط الخاص بمواجهة المخاطر بالمؤسسات التعليمية ،، كما افاد كذلك على ان المديرية الاقليمية عملت على اتخاذ مجموعة من الاجراءات والتدابير لتوفير التجهيزات والمؤونة وحطب التدفئة.
 
ولا نبالغ اذا اكدنا بروح الوطنية الوفية ان اقليمنا بأمس حاجة الى مزيد من الدعم لقطع التدفئة، خاصة بالنسبة للماشية حتى لا يتخلى صغار الفلاحين عنها، ويهاجروا الى مدن تاوريرت ودبدو والعيون سيدي ملوك والمناطق المجاورة.
 
وفي ختام الاجتماع  طالب عامل الاقليم بتضافر جهود جميع المتدخلين ان يتحملوا (في زمن ربط المسؤولية بالمحاسبة) مسؤوليتهم كاملة لدرء كل ما من شانه ان يمس بصحة وسلامة المواطنين من خلال توزيع حطب التدفئة على المدارس والمؤن الغذائية على الداخليات بالجماعات المعنية والحرص على عدم نفادها، وتنظيم القوافل الطبية المتخصصة وتقوية الحملات التحسيسية والتواصلية مع الساكنة وحثها على اتخاذ كل ما يلزم من احتياطات الاحترازية لتفادي كل المخاطر التي قد تنتج عن التقلبات المناخية والتعامل بفعالية وايجابية مع النشرات الانذارية والمعلومات الواردة لخرائط اليقظة التي تصدر عن المديرية الوطنية للأرصاد الجوية.
 
ونؤكد مرة اخرى، انه يتحتم على الجهات الوصية (بعد تثميننا للمجهودات المبذولة) وضع مزيد من المخططات التنموية الاجتماعية والاقتصادية اذا ما اريد انقاذ مواطني المنطقة وخاصة عالمنا القروي من كارثة منتظرة تجنبهم هجرة جماعية تؤدي الى فراغ بشري بالمنطقة...




في نفس الركن