العلم الإلكترونية - لحسن الياسميني
صرح وزير الخارجية الاسباني خوسي مانويل آلباريس أن تحقيقات مستمرة لكشف كل ملابسات ما وقع من هجوم لآلاف الأفارقة جنوب الصحراء، القادمين إلى المغرب عبر التراب الجزائري، على مليلية المحتلة، ومن المنتظر أن تحدد التحقيقات مدى تورط الجزائر في تجنيد ميليشيات من المهاجرين القادمين على الخصوص من إقليم دارفور السوداني، لإخراج هذه التراجيديا على أرض المغرب، محاولة منها لتوريط المملكة، ولتشويه صورتها، بسبب التقارب الأخير المسجل مع إسبانيا.
وكانت السلطات المغربية وبلهجة ديبلوماسية رصينة قد اتهمت نظيرتها الجزائرية بـ»التراخي المتعمد» على الحدود، والسماح بدخول مهاجرين غير نظاميين «مدربين»، من أجل اقتحام السياج الحدودي الفاصل بين مليلية المحتلة والناظور.
هذا في الوقت الذي يظهر فيه أن السلطات الجزائرية لا تقوم بأي مجهود، بل إنها تتعمد إغراق المغرب بالمهاجرين السريين وعدم تحمل مسؤوليتها، كما وقع مع مهاجرين سوريين في سنة 2017 تم ترحليهم إلى منطقة حدودية مع المغرب، حيث بقوا عالقين هناك لعدة أيام في ظروف إنسانية مزرية.
أما الاقتحام الأخير، فإنه يبدو مدروسا في الوقت الذي ساءت فيه العلاقات الإسبانية الجزائرية، بعد سحب الجارة الشرقية لسفيرها في مدريد، وتلويحها بعدة تهديدات ضد إسبانيا، منها قطع الغاز، وإيقاف المعاملات التجارية والسياحية ، وفي كل مرة تتراجع عن تهديداتها بعد تلقيها لإنذارات قوية من الاتحاد الأوربي، وبهذه العملية أرادت الجزائر افتعال حادث يؤثر على العلاقات الجيدة بين المغرب وإسبانيا، بعد التأييد الإسباني لمقترح الحكم الذاتي المغربي الذي لم يعجب الجزائر التي تدعي الحياد في النزاع المفتعل في الصحراء المغربية.
وفي نفس السياق، وظنا منها أن العالم في غفلة، نهجت الجزائر نفس غض الطرف على المهاجرين الجزائريين المنطلقين من سواحلها، حيث نقلت وسائل إعلامية إسبانية، أخبار وصول عدد مهم من المراكب القادمة من الجزائر إلى جزر البليار ومالقا في محاولة من الجارة الشرقية للعب ورقة الهجرة.
أما بخصوص التحقيقات، فقد دلت القرائن الأولى المترتبة عن الحادث المؤلم لاقتحام مليلية المحتلة يوم الجمعة 24 يونيو ، أن هذا الاقتحام لم يشبه سابقيه، بل كان عملا مدبرا ومن نوعية جديدة دخلت فيها عناصر قادمة من مناطق النزاع ، واستدلت الجهات الرسمية سواء في إسبانيا أو في المغرب، والتي رجحت هذه الفرضية لأسلوب الاقتحام ، وبما كان يحمله المقتحمون من عصي وأسلحة بيضاء استعملت في الحادث.
وفي هذا الاتجاه أظهرت التحريات الأولى حول هذا الحادث أن زعيم هذا التنظيم في مخيمات الناضور شخص سوداني يدعى أحمد.
كما أظهرت التحريات الأولى التي جرت مع بعض المهاجرين المستجوبين أن شبكات التهريب تمتد على مدى حوالي 5000 كيلومتر، من بلد المنطلق في السودان إلى الجزائر حيث يوجد شخص من مليلية المحتلة يدعى الزعيم Boss متواجد بمدينة مغنية يبلغ 35 سنة من العمر ويحمل وشم الزعيم حسبما أوردت صحيفة لاراثون الإسبانية ، وأن هذا الشخص هو الذي يقوم انطلاقا من الأراضي الجزائرية بتنظيم وصول هؤلاء المهاجرين إلى ضواحي مليلية المحتلة حيث يجدون هناك زعماء آخرين يقومون بتسيير المخيم ، وتنظيم حملات الاقتحام .
وقد صرح بعض المستجوبين أن الاتصالات بين مافيات الهجرة تتم عن طريق مجموعة مغلقة على صفحة الفايسبوك حيث تعطى للمهاجرين التعليمات والمعلومات عن مواقيت الاقتحام، وأشارت الصحيفة أن المهاجرين يقطعون آلاف الكيلومترات عبر طريقين رئيسين الأولى عبر ليبيا والجزائر، والثانية عبر تشاد والنيجر ومالي ثم الجزائر.
وأضافت الصحيفة أنه بعد المرور من الحدود الجزائرية ووصولهم إلى المغرب يتكفل بهم أشخاص آخرون ليمروا من وجدة ثم بركان ثم الناضور في انتظار الاقتحام، وأن اسم الزعيم واسم أحمد السوداني يتكرر في كل هذا السيناريو.
وكانت الجهات الرسمية في المغرب وبناء على القرائن الأولية قد أشارت إلى أن اقتحام المهاجرين لمدينة مليلية المحتلة نفذته شبكات مافيا دولية منظمة، تعمل في الاتجار بالبشر.
حيث حاول 2000 مهاجر، أغلبهم من دول إفريقيا جنوب الصحراء والسودان، اقتحام مليلية ولقي على إثر ذلك 23 مهاجرا مصرعهم وجرح عدد مهم من المهاجرين يصل إلى 150 ، ومن قوا ت الأمن المغربية عدد يصل إلى 50 فردا.
وكان الاقتحام قد تم تنفيذه بعنف شديد وبطريقة مخططة عند دخول نقطة للتفتيش بين الناظور ومليلية المحتلة، حيث شهد الحاجز الحدودي تدفقا هائلا للمهاجرين وقام المهاجرون المسلحون بالعصي والحجارة والسكاكين، بمهاجمة عناصر الأمن المغربي، مما أدى إلى إصابة 150 منهم.
ومن جهتها وفي تطابق مع وجهة نظر المغرب، أكدت الحكومة الإسبانية على لسان رئيسها السيد سانشيز، أن المغرب، كبلد عبور، يعاني من إشكالية الهجرة غير الشرعية ، وهو يحتاج للمساعدة .
أما الجزائر، فلا تفعل شيئا غير رد الفعل والجواب، فقد اعتبر من سمته «مبعوثها “ إلى الصحراء والمغرب العربي»، عمار بلاني أن ما وقع في مليلية المحتلة يوم الجمعة 24 يونيو، يلام فيه المغرب.
وعلى عكس مزاعم بلاني، كشفت صحيفة “الموندو” الإسبانية، خشية مسؤولين أمنيين بإسبانيا، من تخفيف السلطات الجزائرية سيطرتها على حدودها مع المغرب.
وأشارت الصحيفة ذاتها، بناء على مصادرها الأمنية، أن الجزائر تسعى عبر هذه الخطوة الضغط على إسبانيا في مسألة الهجرة.
وأكدت أن الخطوة الجزائرية ستؤدي إلى تحول المسار الشرقي للهجرة الأفريقية، والذي يمر عادة عبر مصر وليبيا وتونس إلى دول البحر الأبيض المتوسط الأخرى في شمال غربي إفريقيا.
وفي سياق متصل، كانت تقارير صحفية إسبانية ماي الماضي، أشارت إلى أن الجزائر بدأت تنتقم من إسبانيا بسبب موقف الأخيرة من مبادرة الحكم الذاتي في الصحراء المغربية.
وقالت صحيفة “ذا أوبجيكتيف” الإسبانية في ذات الصدد، إن الجزائر سمحت بوصول ومغادرة مئات المهاجرين السوريين والأفغان والبنغاليين خلال الشهر الماضي، على متن قوارب صغيرة إلى سواحل ألميريا ومورسيا جنوبي إسبانيا.
وذكرت الصحيفة الإسبانية أنه ووفق مصادرها في الشرطة، تشير التقديرات إلى أن حوالي 1000 شخص تمكنوا من الوصول إلى إسبانيا عبر الجزائر خلال الفترة الأخيرة.
وأضافت الصحيفة أن الدليل على بداية انتقام الجزائر، حسب مصادرها الأمنية، هو أن وصول هؤلاء المهاجرين إلى الشواطئ الإسبانية أمر غير معتاد، مشيرة إلى أن هناك تفعيلا للخط البحري بين الجزائر والمدن الجنوبية الإسبانية.
صرح وزير الخارجية الاسباني خوسي مانويل آلباريس أن تحقيقات مستمرة لكشف كل ملابسات ما وقع من هجوم لآلاف الأفارقة جنوب الصحراء، القادمين إلى المغرب عبر التراب الجزائري، على مليلية المحتلة، ومن المنتظر أن تحدد التحقيقات مدى تورط الجزائر في تجنيد ميليشيات من المهاجرين القادمين على الخصوص من إقليم دارفور السوداني، لإخراج هذه التراجيديا على أرض المغرب، محاولة منها لتوريط المملكة، ولتشويه صورتها، بسبب التقارب الأخير المسجل مع إسبانيا.
وكانت السلطات المغربية وبلهجة ديبلوماسية رصينة قد اتهمت نظيرتها الجزائرية بـ»التراخي المتعمد» على الحدود، والسماح بدخول مهاجرين غير نظاميين «مدربين»، من أجل اقتحام السياج الحدودي الفاصل بين مليلية المحتلة والناظور.
هذا في الوقت الذي يظهر فيه أن السلطات الجزائرية لا تقوم بأي مجهود، بل إنها تتعمد إغراق المغرب بالمهاجرين السريين وعدم تحمل مسؤوليتها، كما وقع مع مهاجرين سوريين في سنة 2017 تم ترحليهم إلى منطقة حدودية مع المغرب، حيث بقوا عالقين هناك لعدة أيام في ظروف إنسانية مزرية.
أما الاقتحام الأخير، فإنه يبدو مدروسا في الوقت الذي ساءت فيه العلاقات الإسبانية الجزائرية، بعد سحب الجارة الشرقية لسفيرها في مدريد، وتلويحها بعدة تهديدات ضد إسبانيا، منها قطع الغاز، وإيقاف المعاملات التجارية والسياحية ، وفي كل مرة تتراجع عن تهديداتها بعد تلقيها لإنذارات قوية من الاتحاد الأوربي، وبهذه العملية أرادت الجزائر افتعال حادث يؤثر على العلاقات الجيدة بين المغرب وإسبانيا، بعد التأييد الإسباني لمقترح الحكم الذاتي المغربي الذي لم يعجب الجزائر التي تدعي الحياد في النزاع المفتعل في الصحراء المغربية.
وفي نفس السياق، وظنا منها أن العالم في غفلة، نهجت الجزائر نفس غض الطرف على المهاجرين الجزائريين المنطلقين من سواحلها، حيث نقلت وسائل إعلامية إسبانية، أخبار وصول عدد مهم من المراكب القادمة من الجزائر إلى جزر البليار ومالقا في محاولة من الجارة الشرقية للعب ورقة الهجرة.
أما بخصوص التحقيقات، فقد دلت القرائن الأولى المترتبة عن الحادث المؤلم لاقتحام مليلية المحتلة يوم الجمعة 24 يونيو ، أن هذا الاقتحام لم يشبه سابقيه، بل كان عملا مدبرا ومن نوعية جديدة دخلت فيها عناصر قادمة من مناطق النزاع ، واستدلت الجهات الرسمية سواء في إسبانيا أو في المغرب، والتي رجحت هذه الفرضية لأسلوب الاقتحام ، وبما كان يحمله المقتحمون من عصي وأسلحة بيضاء استعملت في الحادث.
وفي هذا الاتجاه أظهرت التحريات الأولى حول هذا الحادث أن زعيم هذا التنظيم في مخيمات الناضور شخص سوداني يدعى أحمد.
كما أظهرت التحريات الأولى التي جرت مع بعض المهاجرين المستجوبين أن شبكات التهريب تمتد على مدى حوالي 5000 كيلومتر، من بلد المنطلق في السودان إلى الجزائر حيث يوجد شخص من مليلية المحتلة يدعى الزعيم Boss متواجد بمدينة مغنية يبلغ 35 سنة من العمر ويحمل وشم الزعيم حسبما أوردت صحيفة لاراثون الإسبانية ، وأن هذا الشخص هو الذي يقوم انطلاقا من الأراضي الجزائرية بتنظيم وصول هؤلاء المهاجرين إلى ضواحي مليلية المحتلة حيث يجدون هناك زعماء آخرين يقومون بتسيير المخيم ، وتنظيم حملات الاقتحام .
وقد صرح بعض المستجوبين أن الاتصالات بين مافيات الهجرة تتم عن طريق مجموعة مغلقة على صفحة الفايسبوك حيث تعطى للمهاجرين التعليمات والمعلومات عن مواقيت الاقتحام، وأشارت الصحيفة أن المهاجرين يقطعون آلاف الكيلومترات عبر طريقين رئيسين الأولى عبر ليبيا والجزائر، والثانية عبر تشاد والنيجر ومالي ثم الجزائر.
وأضافت الصحيفة أنه بعد المرور من الحدود الجزائرية ووصولهم إلى المغرب يتكفل بهم أشخاص آخرون ليمروا من وجدة ثم بركان ثم الناضور في انتظار الاقتحام، وأن اسم الزعيم واسم أحمد السوداني يتكرر في كل هذا السيناريو.
وكانت الجهات الرسمية في المغرب وبناء على القرائن الأولية قد أشارت إلى أن اقتحام المهاجرين لمدينة مليلية المحتلة نفذته شبكات مافيا دولية منظمة، تعمل في الاتجار بالبشر.
حيث حاول 2000 مهاجر، أغلبهم من دول إفريقيا جنوب الصحراء والسودان، اقتحام مليلية ولقي على إثر ذلك 23 مهاجرا مصرعهم وجرح عدد مهم من المهاجرين يصل إلى 150 ، ومن قوا ت الأمن المغربية عدد يصل إلى 50 فردا.
وكان الاقتحام قد تم تنفيذه بعنف شديد وبطريقة مخططة عند دخول نقطة للتفتيش بين الناظور ومليلية المحتلة، حيث شهد الحاجز الحدودي تدفقا هائلا للمهاجرين وقام المهاجرون المسلحون بالعصي والحجارة والسكاكين، بمهاجمة عناصر الأمن المغربي، مما أدى إلى إصابة 150 منهم.
ومن جهتها وفي تطابق مع وجهة نظر المغرب، أكدت الحكومة الإسبانية على لسان رئيسها السيد سانشيز، أن المغرب، كبلد عبور، يعاني من إشكالية الهجرة غير الشرعية ، وهو يحتاج للمساعدة .
أما الجزائر، فلا تفعل شيئا غير رد الفعل والجواب، فقد اعتبر من سمته «مبعوثها “ إلى الصحراء والمغرب العربي»، عمار بلاني أن ما وقع في مليلية المحتلة يوم الجمعة 24 يونيو، يلام فيه المغرب.
وعلى عكس مزاعم بلاني، كشفت صحيفة “الموندو” الإسبانية، خشية مسؤولين أمنيين بإسبانيا، من تخفيف السلطات الجزائرية سيطرتها على حدودها مع المغرب.
وأشارت الصحيفة ذاتها، بناء على مصادرها الأمنية، أن الجزائر تسعى عبر هذه الخطوة الضغط على إسبانيا في مسألة الهجرة.
وأكدت أن الخطوة الجزائرية ستؤدي إلى تحول المسار الشرقي للهجرة الأفريقية، والذي يمر عادة عبر مصر وليبيا وتونس إلى دول البحر الأبيض المتوسط الأخرى في شمال غربي إفريقيا.
وفي سياق متصل، كانت تقارير صحفية إسبانية ماي الماضي، أشارت إلى أن الجزائر بدأت تنتقم من إسبانيا بسبب موقف الأخيرة من مبادرة الحكم الذاتي في الصحراء المغربية.
وقالت صحيفة “ذا أوبجيكتيف” الإسبانية في ذات الصدد، إن الجزائر سمحت بوصول ومغادرة مئات المهاجرين السوريين والأفغان والبنغاليين خلال الشهر الماضي، على متن قوارب صغيرة إلى سواحل ألميريا ومورسيا جنوبي إسبانيا.
وذكرت الصحيفة الإسبانية أنه ووفق مصادرها في الشرطة، تشير التقديرات إلى أن حوالي 1000 شخص تمكنوا من الوصول إلى إسبانيا عبر الجزائر خلال الفترة الأخيرة.
وأضافت الصحيفة أن الدليل على بداية انتقام الجزائر، حسب مصادرها الأمنية، هو أن وصول هؤلاء المهاجرين إلى الشواطئ الإسبانية أمر غير معتاد، مشيرة إلى أن هناك تفعيلا للخط البحري بين الجزائر والمدن الجنوبية الإسبانية.