2024 أكتوبر 1 - تم تعديله في [التاريخ]

بينما‭ ‬التصعيد‭ ‬يبلغ‭ ‬ذروته‭.. ‬العالم‭ ‬‮ ‬يؤكد‭ ‬نجاعة‭ ‬الدبلوماسية‭ ‬المغربية


العلم الإلكترونية - الرباط 

جميع‭ ‬الدول‭ ‬193‭ ‬الأعضاء‭ ‬في‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة،‭ ‬باستثناء‭ ‬إسرائيل‭ ‬وحفنة‭ ‬صغيرة،‭ ‬أكدت‭ ‬على‭ ‬ضرورة‭ ‬‮ ‬اعتماد‭ ‬حل‭ ‬دولتين‭ ‬لإنهاء‭ ‬الصراع‭ ‬الفلسطيني‭ ‬الإسرائيلي‭. ‬وفي‭ ‬كلمة‭ ‬المملكة‭ ‬المغربية‭ ‬التي‭ ‬ألقاها‭ ‬عزيز‭ ‬أخنوش‭ ‬رئيس‭ ‬الحكومة،‭ ‬من‭ ‬على‭ ‬منبر‭ ‬الجمعية‭ ‬العامة‭ ‬للأمم‭ ‬المتحدة،‭ ‬تم‭ ‬التركيز‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬إرساء‭ ‬أمن‭ ‬المنطقة‭ ‬واستقرارها‭ ‬،‭ ‬لن‭ ‬يكتمل‭ ‬إلا‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬حل‭ ‬دولتين،‭ ‬تكون‭ ‬فيه‭ ‬غزة‭ ‬جزءاً‭ ‬لا‭ ‬يتجزأ‭ ‬من‭ ‬الدولة‭ ‬الفلسطينية‭ ‬المستقلة‭ ‬وعاصمتها‭ ‬القدس‭ ‬الشرقية‭ . ‬وبالرجوع‭ ‬إلى‭ ‬خطاب‭ ‬العرش‭ ‬للسنة‭ ‬الحالية،‭ ‬‮ ‬نجد‭ ‬فيه‭ ( ‬إذا‭ ‬كان‭ ‬التوصل‭ ‬إلى‭ ‬وقف‭ ‬الحرب‭ ‬في‭ ‬غزة‭ ‬أولوية‭ ‬عاجلة،‭ ‬فإنه‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يتم‭ ‬بموازاة‭ ‬مع‭ ‬فتح‭ ‬أفق‭ ‬سياسي‭ ‬كفيل‭ ‬بإقرار‭ ‬سلام‭ ‬عادل‭ ‬و‭ ‬دائم‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭ ). ‬و‭ ‬زاد‭ ‬الخطاب‭ ‬الملكي‭ ‬فأوضح‭ (‬أن‭ ‬اعتماد‭ ‬المفاوضات‭ ‬لإحياء‭ ‬عملية‭ ‬السلام‭ ‬بين‭ ‬الطرفين‭ ‬الفلسطيني‭ ‬والإسرائيلي،‭ ‬يتطلب‭ ‬قطع‭ ‬الطريق‭ ‬على‭ ‬المتطرفين‭ ‬من‭ ‬أية‭ ‬جهة‭ ‬كانوا‭ ) . ‬و‭ ‬المتطرفون‭ ‬هم‭ ‬الذين‭ ‬يرفضون‭ ‬حل‭ ‬دولتين‭ ‬،‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬زاوية‭ ‬نظره،‭ ‬واستناداً‭ ‬إلى‭ ‬خلفيته‭ ‬الأيديولوجية‭ .‬
 
وباعتبار‭ ‬أن‭ ‬القضية‭ ‬الفلسطينية‭ ‬ترتقي‭ ‬إلى‭ ‬مرتبة‭ ‬القضية‭ ‬الوطنية‭ ‬،‭ ‬فإن‭ ‬الاهتمام‭ ‬بالأوضاع‭ ‬الداخلية‭ ‬،‭ (‬فلن‭ ‬ينسينا‭ ‬المأساة‭ ‬التي‭ ‬يعيشها‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطيني‭ ‬الشقيق‭ )‬،‭ ‬كما‭ ‬جاء‭ ‬في‭ ‬كلمة‭ ‬المغرب‭ ‬أمام‭ ‬الجمعية‭ ‬العامة‭ ‬للأمم‭ ‬المتحدة،‭ ‬التي‭ ‬أعربت‭ ‬عن‭ ‬القلق‭ ‬البالغ‭ ‬بشأن‭ ‬الأوضاع‭ ‬الخطيرة‭ ‬غير‭ ‬المسبوقة‭ ‬التي‭ ‬تعيشها‭ ‬الأراضي‭ ‬الفلسطينية‭ ‬المحتلة‭ ‬،‭ ‬منذ‭ ‬شهر‭ ‬أكتوبر‭ ‬سنة‭ ‬2023‭ .‬
 
وإذا‭ ‬كان‭ ‬التصعيد‭ ‬الخطير‭ ‬قد‭ ‬بلغ‭ ‬ذروته‭ ‬في‭ ‬المنطقة،‭ ‬وخصوصاً‭ ‬على‭ ‬الحدود‭ ‬اللبنانية‭ ‬و‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬،‭ ‬فإن‭ ‬المغرب‭ ‬لم‭ ‬يفته‭ ‬أن‭ ‬يعرب‭ ‬عن‭ ‬تضامنه‭ ‬الكامل‭ ‬مع‭ ‬لبنان‭ ‬حكومة‭ ‬و‭ ‬شعباً،‭ ‬وأن‭ ‬يطالب‭ ‬باحترام‭ ‬وحدة‭ ‬لبنان‭ ‬الترابية‭ ‬وسيادته‭ ‬الوطنية،‭ ‬وهو‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬يقتضي‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬شرعية‭ ‬الدولة‭ ‬اللبنانية‭ ‬‮ ‬ومؤسساتها‭ ‬الدستورية،‭ ‬بما‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬سيادة‭ ‬قرار‭ ‬الحرب‭ ‬والسلم،‭ ‬و‭ ‬الإذعان‭ ‬للقرارات‭ ‬الدولية‭ ‬،‭ ‬وفي‭ ‬مقدمتها‭ ‬قرار‭ ‬مجلس‭ ‬الأمن‭ ‬الدولي‭ ‬رقم1701‮ ‬،‭ ‬الذي‭ ‬يجعل‭ ‬الجيش‭ ‬اللبناني‭ ‬هو‭ ‬وحده‭ ‬صاحب‭ ‬الحق‭ ‬في‭ ‬حمل‭ ‬السلاح‭ ‬و‭ ‬التموقع‭ ‬في‭ ‬جنوب‭ ‬لبنان‭ ‬و‭ ‬في‭ ‬نقطة‭ ‬من‭ ‬التراب‭ ‬الوطني‭ ‬اللبناني‭ .‬
 
لقد‭ ‬ثبت‭ ‬بشكل‭ ‬قاطع‭ ‬أن‭ ‬مواقف‭ ‬المغرب‭ ‬حيال‭ ‬القضية‭ ‬الفلسطينية‭ ‬‮ ‬وإزاء‭ ‬الصراع‭ ‬الفلسطيني‭ ‬الإسرائيلي،‭ ‬مطبوعة‭ ‬بالجدية‭ ‬والعقلانية‭ ‬والواقعية‭ ‬ومستندة‭ ‬إلى‭ ‬مرجعية‭ ‬الشرعية‭ ‬الدولية‭. ‬فمنذ‭ ‬اندلاع‭ ‬الحرب‭ ‬في‭ ‬قطاع‭ ‬غزة،‭ ‬و‭ ‬المغرب‭ ‬لا‭ ‬يترك‭ ‬فرصة‭ ‬تمر،‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬يعلن‭ ‬،‭ ‬وبقوة‭ ‬وصراحة،‭ ‬عن‭ ‬موقفه‭ ‬المبدئي‭ ‬مما‭ ‬يجري‭ ‬في‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط،‭ ‬و‭ ‬هو‭ ‬الموقف‭ ‬الثابت‭ ‬والدائم،‭ ‬الذي‭ ‬يقوم‭ ‬على‭ ‬وقف‭ ‬إطلاق‭ ‬النار‭ ‬فوراً،‭ ‬و‭ ‬إحياء‭ ‬عملية‭ ‬السلام‭ ‬للتوصل‭ ‬إلى‭ ‬حل‭ ‬نهائي‭ ‬للأزمة‭ ‬المعقدة‭ ‬،‭ ‬عبر‭ ‬المفاوضات‭ ‬بين‭ ‬حكومة‭ ‬دولة‭ ‬فلسطين‭ ‬وحكومة‭ ‬إسرائيل،‭ ‬تحت‭ ‬رعاية‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة،‭ ‬واستناداً‭ ‬إلى‭ ‬قرارات‭ ‬مجلس‭ ‬الأمن‭ ‬و‭ ‬الجمعية‭ ‬العامة‭ ‬للأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬والرأي‭ ‬الاستشاري‭ ‬لمحكمة‭ ‬العدل‭ ‬الدولية‭ ‬‮ ‬‭.‬
 
‭ ‬وهو‭ ‬الموقف‭ ‬ذاته‭ ‬الذي‭ ‬أكد‭ ‬عليه‭ ‬المغرب‭ ‬في‭ ‬مؤتمرات‭ ‬القمة‭ ‬العربية‭ ‬والإسلامية،‭ ‬وفي‭ ‬اجتماعات‭ ‬جامعة‭ ‬الدول‭ ‬العربية،‭ ‬وفي‭ ‬المحافل‭ ‬الدولية‭ ‬والإقليمية‭. ‬وكانت‭ ‬الذكرى‭ ‬التاسعة‭ ‬والسبعون‭ ‬لتأسيس‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة،‭ ‬مناسبة‭ ‬اغتنمها‭ ‬المغرب‭ ‬ليجدد‭ ‬التأكيد‭ ‬على‭ ‬مواقفه‭ ‬الثابتة‭ ‬حول‭ ‬القضية‭ ‬الفلسطينية،‭ ‬وليعلن‭ ‬من‭ ‬على‭ ‬منصة‭ ‬الجمعية‭ ‬العامة‭ ‬للأمم‭ ‬المتحدة،‭ ‬أن‭ ‬إرساء‭ ‬أمن‭ ‬المنطقة‭ ‬و‭ ‬استقرارها‭ ‬لن‭ ‬يكتمل‭ ‬إلا‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬حل‭ ‬دولتين‭.‬‭ ‬وهو‭ ‬الحل‭ ‬الذي‭ ‬يدعمه‭ ‬و‭ ‬يسانده‭ ‬ويؤكد‭ ‬عليه‭ ‬جميع‭ ‬أعضاء‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة،‭ ‬ما‭ ‬عدا‭ ‬‮ ‬إسرائيل‭ ‬وعدد‭ ‬قليل‭ ‬جداً‭ ‬من‭ ‬دول‭ ‬أخرى‭.‬
 
وهكذا‭ ‬يكون‭ ‬المغرب‭ ‬في‭ ‬قلب‭ ‬السياسة‭ ‬الدولية‭ ‬التي‭ ‬تتبنى‭ ‬حل‭ ‬دولتين‭ ‬للصراع‭ ‬الفلسطيني‭ ‬الإسرائيلي،‭ ‬عبر‭ ‬المفاوضات‭ ‬،‭ ‬وفي‭ ‬إطار‭ ‬القرارات‭ ‬الدولية‭.‬



في نفس الركن