وتذكرت بالمناسبة مضمون البرقية التي بعث بها صاحب الجلالة الملك محمد السادس إلى الرئيس الجزائري، بعد أن ظهر مؤخرا في فيديو قصير يخاطب شعبه ويطمئنه على صحته، حيث دعا جلالته قائلا “أدعو الله العلي القدير أن يعجل بشفائكم، وباستعادتكم لكامل عافيتكم، وبأن يرزقكم موفور الصحة ويمتعكم بطول العمر“. تذكرت البرقية وتأملت بافتخار في دلالات دعاء مليء بالنبل وقيم الخير والازدهار وكريم العبارات، من ملك دولة عريقة لرئيس دولة جارة ولشعبها، يتم في كل مناسبة بشكل حضاري راقي يتسامى على ما ليس من أخلاق الشهامة التي يؤمن بها أبناء الأمة المغربية.
صحيح، لم يكن يخفى علينا أنه في الدولة "الشقيقة" كانت دائما هنالك "غرفة شؤم" سوداء عالية المستوى، تتآمر علينا ليل نهار، وتحرض على بلادنا وتناصب العداء لدولتنا، وتشتغل في السر والعلن ضد مصالحنا وحقوقنا التاريخية المشروعة. لكن، يبدو أن ما جرى يوم 10 دجنبر 2020، من اعتراف أمريكي بالسيادة المغربية على الصحراء، قد أصاب القائمين على "غرفة الشؤم" تلك، بحالة من الانفعال الهستيري، أصبحوا معها مستعدين لافتعال كل المصائب والتخطيط لكل الشرور، دون استحضار للعواقب على الشعبين الشقيقين. وآخر الأدلة أنهم اتبعوا شيطانهم، وأمروا باستغلال المساجد في غير وظيفتها، والقيام بتحويل خطبة صلاة الجمعة إلى مناسبة للتحريض على مصالح شعب "شقيق" ودولة جارة، عبر خلط الأمور والترويج للكذب والبهتان ...
ما نعرفه منذ قرون في أرض المغرب، هو أن المساجد بيوت الله، جعلها خالصة للتعبد والتقرب منه سبحانه، والتدبر في ملكوته والتماس السكينة، والرقي بالروح إلى مقامات النور، ونشر قيم الخير والمحبة والتسامح والإخاء والوئام بين الناس جميعا. لكن يبدو أن من في "غرفة الشؤم" في الدولة "الشقيقة"، قد ظلوا السبيل، وفهموا من دين الله غير ما يدعو إليه.
وحيث أن "أشقاءنا" قد لجأوا إلى "الروحانيات" في معركتهم المقدسة ضد المغرب، أتعجب كيف لم ينتبهوا إلى أنه حتى في هذا المجال، السبق والتفوق هو لأرض الأولياء الصادقين والعلماء الأفذاذ والعارفين الربانيين، ورجالات الوطن المخلصين، الذين لو أقسموا على الله لأبرهم، لما يحملونه من حب لرب العباد وإقبال على مناجاته بما لا يطيقه غيرهم من شعوب الأرض.
و محظوظون هم لأننا تربينا على أن الدين هو محبة خلق الله والدعاء لكل الناس بالخير، وتخصيص الضالين الظالمين لأنفسهم و لأوطانهم وشعوبهم، بالدعاء بالهداية كي يعودوا عن غيهم ...
نحن في مساجدنا، وخارجها، دعاؤنا هو مع بلدنا كي يشمله الله بالحفظ ويحقق له مقامات العلا والتنمية والازدهار ... ودعاؤنا كان وسيبقى لسلطاننا الغالي المشمول بالعناية الربانية والحفظ والصحة والعافية وطول العمر والسداد والتوفيق... ودعاؤنا هو لأبناء شعبنا جميعا بأن يعزهم الله وينصرهم ويجعل لهم الخير في كل خطوة... ودعاؤنا هو لقواتنا المسلحة الملكية بالقوة والنصر المبين والحفظ من كل شر وكيد ... ودعاؤنا هو لأبناء كل الأجهزة والمؤسسات الساهرة على مراقبة وحماية تراب الوطن بالنجاح وقوة العزيمة...
أما من يظنون أن دعاءهم علينا سينفعهم، فعليهم أن يعلموا أننا، في أرض الشرفاء لنا يقين وإيمان أن الله ولينا ومولانا وهو حسبنا ونعم الوكيل، نجعله في نحور كل من يحمل في قلبه ضد المغرب، درة شر و نية سوء وغدر وتآمر وخيانة... "وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون"...
في المرحلة المقبلة، علينا توعية أبناء وطننا بضرورة أن يأخذوا الأمور الجارية بالجدية اللازمة، وينتبهوا إلى ما يحيط بنا من تآمر وتكالب لقوى الشر، التي وإن اختلفت هوياتها فهي تتفق على هدف النيل من بلادنا ومن مصالحنا الوطنية المشروعة....
لذلك، علينا أن نجعل مما جرى، مناسبة للاعتزاز بأبناء وطننا على ما يبدونه من وعي و توحد دفاعا عن بلدهم، وكلهم يقين أنه لا خلاص سوى بأن نلتحم وراء دولتنا الوطنية، و ندافع عن ثوابت الأمة المغربية، وندعم المجهود الوطني للتأهيل الشامل في المجالات التدبيرية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، كي نحصن مجتمعنا ونعزز كياننا الوطني في وجه كل الشر المحيط بنا من الشرق "الشقيق" والشمال "الصديق"، وننتصر على كيد الكائدين...
علينا أن نستمر في دعائنا بالخير لنا ولغيرنا من الشعوب، ولا نسقط في فخ العداء والضغينة. لكن، علينا بكل قوة أن نتبع الدعاء بالعمل الجاد، بعزيمة وبهمة عالية، حتى نجعل واقعنا أفضل بمزيد من التعاون والتضامن، والتزام المعقول والجدية والعطاء، والسعي لما فيه مصلحة أبناء المغرب، وتكثيف المجهودات للتيسير على الناس في كل جوانب الحياة والعيش المشترك، ونشر التآخي ودعم بعضنا البعض بصدق و بغيرة وطنية...
"فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللَّهُ ۚ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ"... صدق الله العظيم
و #سالات_الهضرة
#مغاربة_و_غادي_ننتصرو
#المغرب_فخر_الانتماء
#المغرب_كبير_على_السفهاء