2025 مارس 16 - تم تعديله في [التاريخ]

بعدما‭ ‬شكل‭ ‬خطورة‭ ‬على‭ ‬أمن‭ ‬البلدين‭.. ‬‭ ‬تظافر‭ ‬جهود‭ ‬المغرب‭ ‬وإسبانيا‭ ‬لإغلاق‭ ‬‮«‬نفق‭ ‬التهريب‮»‬‭ ‬


العلم الالكترونية - أنس الشعرة
 
في‭ ‬تطور‭ ‬أمني‭ ‬بارز‭ ‬كشفت‭ ‬صحيفة‭ ‬‮«‬إل‭ ‬فارو‭ ‬دي‭ ‬سبتة‮»‬،‭ ‬عن‭ ‬تفاصيل‭ ‬جديدة‭ ‬حول‭ ‬التحقيقات‭ ‬الجارية‭ ‬بشأن‭ ‬نفق‭ ‬سري‭ ‬استُخدم‭ ‬في‭ ‬تهريب‭ ‬المخدرات‭ ‬بين‭ ‬مدينتي‭ ‬سبتة‭ ‬المحتلة‭ ‬والفنيدق‭.‬
 
وبحسب‭ ‬الصحيفة‭ ‬الإسبانية،‭ ‬فقد‭ ‬لعب‭ ‬التنسيق‭ ‬بين‭ ‬مدريد‭ ‬والرباط‭ ‬دورًا‭ ‬أساسيًا‭ ‬في‭ ‬تقدم‭ ‬التحقيقات،‭ ‬حيث‭ ‬أرسلت‭ ‬السلطات‭ ‬الإسبانية‭ ‬طلب‭ ‬إنابة‭ ‬قضائية‭ ‬إلى‭ ‬نظيرتها‭ ‬المغربية،‭ ‬تلاه‭ ‬تنسيق‭ ‬دبلوماسي‭ ‬رفيع‭ ‬المستوى،‭ ‬مما‭ ‬أسفر‭ ‬عن‭ ‬تعاون‭ ‬مكثف‭ ‬من‭ ‬الجانب‭ ‬المغربي‭.‬
 
وفي‭ ‬إطار‭ ‬التحقيقات،‭ ‬قررت‭ ‬القاضية‭ ‬‮«‬ماريا‭ ‬تاردون‮»‬،‭ ‬المشرفة‭ ‬على‭ ‬القضية‭ ‬في‭ ‬المحكمة‭ ‬الوطنية‭ ‬الإسبانية،‭ ‬تمديد‭ ‬سرية‭ ‬التحقيق،‭ ‬خشية‭ ‬أن‭ ‬يؤدي‭ ‬الكشف‭ ‬المبكر‭ ‬عن‭ ‬تفاصيل‭ ‬العملية‭ ‬إلى‭ ‬عرقلة‭ ‬جهود‭ ‬الأجهزة‭ ‬الأمنية‭.‬
 
وشهد‭ ‬يوم‭ ‬السبت‭ ‬الأخير،‭ ‬خطوة‭ ‬هامة‭ ‬في‭ ‬مسار‭ ‬التحقيق،‭ ‬حيث‭ ‬دخلت‭ ‬فرق‭ ‬من‭ ‬السلطات‭ ‬المغربية‭ ‬إلى‭ ‬الموقع‭ ‬المحيط‭ ‬بالنفق،‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬‮«‬أرويو‭ ‬دي‭ ‬لاس‭ ‬بومباس‮»‬،‭ ‬باستخدام‭ ‬خوذات‭ ‬واقية‭ ‬وأسطوانات‭ ‬أكسجين،‭ ‬بغرض‭ ‬النزول‭ ‬إلى‭ ‬الفجوة‭ ‬التي‭ ‬تم‭ ‬اكتشافها‭ ‬مؤخرًا،‭ ‬حيث‭ ‬أجروا‭ ‬قياسات‭ ‬دقيقة‭ ‬لتحديد‭ ‬عمق‭ ‬وطول‭ ‬ومسار‭ ‬النفق،‭ ‬كما‭ ‬تم‭ ‬حفر‭ ‬فتحات‭ ‬إضافية‭ ‬في‭ ‬محاولة‭ ‬لربط‭ ‬الممر‭ ‬المكتشف‭ ‬ببنية‭ ‬تحتية‭ ‬أخرى،‭ ‬يُعتقد‭ ‬أنها‭ ‬كانت‭ ‬تُستخدم‭ ‬في‭ ‬تخزين‭ ‬المخدرات‭ ‬قبل‭ ‬نقلها‭ ‬إلى‭ ‬إسبانيا،‭ ‬وفق‭ ‬ما‭ ‬أوردته‭ ‬‮«‬إل‭ ‬فارو‮»‬‭.‬
 
وتشير‭ ‬المعطيات‭ ‬التي‭ ‬أوردتها‭ ‬الصحيفة،‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬النفق‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬مجرد‭ ‬ممر‭ ‬تقليدي‭ ‬للتهريب،‭ ‬بل‭ ‬كان‭ ‬جزءًا‭ ‬من‭ ‬شبكة‭ ‬تهريب‭ ‬معقدة‭ ‬استخدمت‭ ‬مركبات‭ ‬لعبور‭ ‬الحدود‭ ‬بشحنات‭ ‬ضخمة‭ ‬من‭ ‬المخدرات‭.‬
 
ووفقًا‭ ‬للتحقيقات‭ ‬الأولية،‭ ‬فإن‭ ‬ثلاث‭ ‬شحنات‭ ‬على‭ ‬الأقل‭ ‬مرتبطة‭ ‬بهذه‭ ‬الشبكة،‭ ‬من‭ ‬بينها‭ ‬شحنتان‭ ‬تم‭ ‬اعتراضهما‭ ‬في‭ ‬إشبيلية‭ ‬وأخرى‭ ‬في‭ ‬إحدى‭ ‬بلدات‭ ‬مالقا،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬مقطورة‭ ‬محملة‭ ‬بحيوانات‭ ‬نافقة‭ ‬ضُبطت‭ ‬في‭ ‬ميناء‭ ‬الجزيرة‭ ‬الخضراء‭ ‬خلال‭ ‬عطلة‭ ‬أعياد‭ ‬الميلاد‭ ‬لعام‭ ‬2023‭.‬
 
وفي‭ ‬ظل‭ ‬استمرار‭ ‬التحقيقات،‭ ‬تواصل‭ ‬السلطات‭ ‬المغربية‭ ‬حملتها‭ ‬ضد‭ ‬التهريب،‭ ‬حيث‭ ‬عززت‭ ‬انتشارها‭ ‬الأمني‭ ‬في‭ ‬المناطق‭ ‬الحدودية،‭ ‬بهدف‭ ‬تتبع‭ ‬أي‭ ‬امتدادات‭ ‬محتملة‭ ‬لهذا‭ ‬النفق‭ ‬ورصد‭ ‬الشبكات‭ ‬التي‭ ‬قد‭ ‬تكون‭ ‬متورطة‭ ‬في‭ ‬استغلاله‭.‬
 
وكشفت‭ ‬هذه‭ ‬العملية‭ ‬عن‭ ‬اختلال‭ ‬أمني‭ ‬في‭ ‬منظومة‭ ‬مراقبة‭ ‬الحدود،‭ ‬ما‭ ‬دفع‭ ‬السلطات‭ ‬الإسبانية‭ ‬إلى‭ ‬إطلاق‭ ‬عمليات‭ ‬أمنية‭ ‬عُرفت‭ ‬إعلاميًا‭ ‬باسم‭ ‬‮«‬هاديس‮»‬،‭ ‬ففي‭ ‬يناير‭ ‬من‭ ‬العام‭ ‬الماضي،‭ ‬نفذت‭ ‬قوات‭ ‬الحرس‭ ‬المدني‭ ‬الإسباني‭ ‬مداهمات‭ ‬استهدفت‭ ‬مواقع‭ ‬يُشتبه‭ ‬في‭ ‬استخدامها‭ ‬للتهريب،‭ ‬حيث‭ ‬عثر‭ ‬على‭ ‬النفق‭ ‬داخل‭ ‬مستودع‭ ‬مغلق‭ ‬منذ‭ ‬عدة‭ ‬أعوام‭.‬
 



في نفس الركن