العلم الإلكترونية - لحسن الياسميني
ما زالت أحداث مليلية المحتلة التي ذهب ضحيتها 23 مهاجرا سريا في عملية اقتحام عنيفة تثير مزيدا من التفاعلات، حيث من المنتظر أن تصدر آلية الأمم المتحدة المعنية بالنهوض بالعدالة والمساواة العرقيتين توصيات إلى حكومتي المغرب وإسبانيا لمنع تكرار مأساة اقتحام مليلية المحتلة.
ما زالت أحداث مليلية المحتلة التي ذهب ضحيتها 23 مهاجرا سريا في عملية اقتحام عنيفة تثير مزيدا من التفاعلات، حيث من المنتظر أن تصدر آلية الأمم المتحدة المعنية بالنهوض بالعدالة والمساواة العرقيتين توصيات إلى حكومتي المغرب وإسبانيا لمنع تكرار مأساة اقتحام مليلية المحتلة.
وفي هذا الصدد قالت جاستيس موكغورو، رئيسة الآلية الدولية للخبراء المستقلين المعنية بالنهوض بالعدالة والمساواة العرقيتين في سياق تنفيذ القانون، والفريق العامل المعني بالسكان المنحدرين من أصل إفريقي أن الأمم المتحدة ترغب في تزويد الحكومتين بتوصيات محددة لإنهاء هذه الحلقة من المواجهات المميتة للأفارقة مع سلطات تنفيذ القانون.
و دعا خبراء الآلية الأممية في بيان لهم، حكومتي إسبانيا والمغرب إلى إجراء تحقيق مستقل في وفاة المهاجرين على سياج مليلية المحتلة، والإبلاغ عن التقدم المحرز في التحقيقات.
واعتبروا أن أي استخدام للقوة من قبل قوات السلطات يجب أن يسترشد بمبادئ الشرعية والحيطة والضرورة والتناسب والمساءلة وعدم التمييز."
وأشار الخبراء الحقوقيون إلى أنه بناء على المعلومات التي تم جمعها، سيقومون أيضا بتقييم التشريعات وممارسات تنفيذ القانون في كلا البلدين مقابل معايير حقوق الإنسان المعمول بها، بما في ذلك مبادئ الأمم المتحدة الأساسية بشأن استخدام القوة والأسلحة النارية من قبل المسؤولين عن إنفاذ القانون، وإرشادات الأمم المتحدة لحقوق الإنسان بشأن الأسلحة الأقل فتكا في تنفيذ القانون.
وكانت الأمم المتحدة في إبان الحادث قد اتهمت كلا من المغرب وإسبانيا باستخدام "مفرط للقوة" ضد المهاجرين، ودعت إلى فتح تحقيق مستقل. كما أمر المدعي العام الإسباني بفتح تحقيق بالحادثة.
إذ استنكر الناطق باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك لجوء المغرب وإسبانيا إلى "استخدام مفرط للقوة" ضد المهاجرين، في مأساة أسفرت عن "مقتل العشرات من طالبي لجوء ومهاجرين".
وأضاف دوجاريك: أن ذلك الأمر غير مقبول و"يجب التحقيق" في هذه المأساة، مشيرًا إلى أن الأمم المتحدة لاحظت الاستخدام المفرط للقوة "على جانبي الحدود"، وقال "لقد صدمنا بمشاهد العنف الذي وقع عند الحدود بين المغرب وإسبانيا في شمال إفريقيا نهاية هذا الأسبوع والذي أسفر عن مقتل العشرات من طالبي لجوء ومهاجرين". وأشار دوجاريك إلى أن "الأشخاص الذين يهاجرون لديهم حقوق يجب احترامها، وكثيرًا ما نراها تنتهك".
وفي وقت سابق، دعت ناطقة باسم مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان رافينا شامداساني في جنيف إلى فتح تحقيق مستقل بعد محاولة مهاجرين لدخول جيب مليلية المحتلة.
ومن الجانب الإسباني أمر المدعي العام الإسباني بفتح تحقيق لتوضيح الملابسات التي أدت إلى مقتل المهاجرين، كما أرسل المجلس الوطني لحقوق الإنسان في المغرب بعثة لتقصي الحقائق المتعلقة بالحادث.
حيث قدمت أمينة بوعياش، رئيسة المجلس الوطني لحقوق الإنسان، خلاصات أولية لما توصلت إليه اللجنة الاستطلاعية حول الأحداث التي عرفتها مليلية المحتلة ، مؤكدة أن التحريات الأولية خلصت إلى أنه لم يتم استخدام الرصاص خلال هذه العملية، مع احتمال فرضية العنف من خلف السياج الحدودي.
وقالت أمينة بوعياش في ندوة صحافية تم تنظيمها لتقديم الخلاصات الأولية للجنة الاستطلاعية، أنه من خلال لقاء مع المصابين، كانت الأجوبة تفيد بأن الإصابات نتجت عن كون الكل أراد ان يتسلق في نفس اللحظة ونفس الآن، مؤكدة أن المعبر مغلق بشكل جيد ولا يمكن فتحه إلا من الجانب الآخر، أما عن فرضية العنف من خلف السياج، تحدثت بوعياش عن رفض السلطات الإسبانية تقديم المساعدة والإسعافات رغم سقوط مصابين وضحايا.
وخلصت اللجنة إلى أن السلطات الإسبانية ترددت في تقديم المساعدة والإسعاف رغم التدافع والازدحام الكبير للمهاجرين في البوابات الحديدية الدوارة بالمعبر التي ظلت مغلقة بإحكام، مما أدى لتفاقم الإصابات وارتفاع عدد الوفيات.