ومن جهته، نعى وزير الشباب والثقافة والتواصل، محمد المهدي بنسعيد، خبر وفاة أشهر إذاعية بالمغرب، وذلك عبر تعزية نشرها على صفحاته الرسمية.
وقال بنسعيد: “كانت واحدة من بين الشخصيات النسائية المغربية التي وضعت بصمة خاصة في المجال الإعلامي، بحيث كانت أول صوت إذاعي نسوي انساب عبر الأثير في نهاية الخمسينيات، مما جعلها ملهمة لجيل من النساء الإعلاميات اللواتي اقتحمن المجال بفضلها”.
وتقدم الوزير بالتعازي لأسرة الفقيدة الكبيرة والصغيرة.
من هي "السيدة ليلى" التي صدم خبر وفاتها جمهورها
الراحلة "مليكة الملياني" قضت طفولتها في درب "الحمام جديد" بمدينة مكناس، التي ولدت فيها عام 1939 وترعرعت فيها أيضاً.
بدأت مشوارها الإعلامي في سن مبكرة جدًا، وعرفت بتقديم برامج متنوعة تناولت مختلف القضايا والمواضيع، وسرعان ما أصبحت شخصية معروفة ومحبوبة في قلوب المستمعين. لقد كانت الراحلة أحد أوائل الأصوات الإذاعية التي طبعت الخمسينات، وتركت بصمة قوية في عالم الإعلام.
واكتسبت السيدة ليلى شهرة واسعة بفضل برامجها المخصصة للمرأة والأسرة، حيث قدمت محتوى يهدف إلى تمكين المرأة وتثقيفها في مجموعة متنوعة من المجالات. برزت كأيقونة نسائية في عالم الإعلام، حيث أصبحت رائدة في هذا المجال، وتحديدًا منذ عام 1958، وهو إنجاز لم يتحقق لأي امرأة أخرى في ذلك الوقت.
لم تقتصر إسهاماتها على الإعلام فحسب، بل امتدت إلى المجتمع بشكل عام. استضافت السيدة ليلى خبراء وعلماء في مجال المرأة والأسرة على برامجها، مما ساهم في نشر الوعي وتقديم النصائح والإرشادات للمستمعين. أصبحت مرجعًا هامًا للكثير من النساء المغربيات اللواتي وجدن في برامجها دعمًا وإلهامًا للتغلب على التحديات العائلية والاجتماعية.
إلى جانب مساهماتها الإعلامية، عرفت السيدة ليلى بنضالها ومشاركتها في الحركة الوطنية خلال فترة الاستعمار الفرنسي للمغرب، وهذا يعكس دورها البارز في النضال من أجل الحرية والاستقلال.
رغم شهرتها وإسهاماتها، لم تفقد السيدة ليلى تواصلها مع الناس وتواضعها. تجد في منزلها صوراً تذكارية مع شخصيات هامة، بما في ذلك وزير الإعلام والداخلية الراحل إدريس البصري، إلى جانب لقطات تجمعها بجلالة الملك محمد السادس، وهو دليل على التقدير الكبير الذي حظيت به من قبل القيادات الوطنية.
تركت الصحفية والمنشطة الإذاعية "السيدة ليلى" إرثاً رائعاً من الإلهام والعطاء، حيث ستظل مساهماتها في تمكين المرأة وتوعيتها تمثل مصدر إلهام للأجيال القادمة. رحيلها خسارة كبيرة للإعلام المغربي وللمجتمع بأسره، لكن إرثها سيظل حيًا من خلال أعمالها وإسهاماتها التي ستستمر في تحقيق الإيجابية والتغيير في المجتمع المغربي.
جدير بالذكر أن "السيدة ليلي" تعرضت لوعكة صحية ألمت بها خلال الأيام الماضية، ونقلت على إثرها إلى إحدى المصحات الخاصة بمدينة الرباط، وكانت الراحلة ترقد في حالة غيبوبة منذ أسبوعين، إلى أن وافتها المنية.