العلم الإلكترونية - عبد الناصر الكواي
أظهرت نتائج التصنيف العالمي البريطاني للجامعات «تايمز هاير إيدوكيشن»، حسب الحقول المعرفية لسنة 2022، الصادرة الأربعاء، تموقع ست جامعات مغربية ضمن أحسن ألف جامعة دولية في مجال علوم الهندسة والكمبيوتر.
أظهرت نتائج التصنيف العالمي البريطاني للجامعات «تايمز هاير إيدوكيشن»، حسب الحقول المعرفية لسنة 2022، الصادرة الأربعاء، تموقع ست جامعات مغربية ضمن أحسن ألف جامعة دولية في مجال علوم الهندسة والكمبيوتر.
ويتعلق الأمر، بالنسبة لمجال الهندسة، بكل من جامعة ابن طفيل بالقنيطرة في المرتبة 301-400، وجامعة الحسن الثاني بالدار بالبيضاء في المرتبة 601-800، وفي المرتبة 801-1000 كل من جامعات القاضي عياض بمراكش ومحمد الخامس بالرباط وسيدي محمد ابن عبد الله بفاس، فيما حلت جامعة الحسن الأول بسطات في المرتبة 1001 +.
كما صنفت هذه الجامعات الست، حسب بلاغ لوزارة التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي، ضمن أحسن 800 جامعة عالميًا في مجال علوم الكمبيوتر، حيث احتلت كل من جامعات الحسن الثاني بالدار بالبيضاء وابن طفيل بالقنيطرة والقاضي عياض بمراكش ومحمد الخامس بالرباط وسيدي محمد ابن عبد الله بفاس المرتبة 601-800، كما احتلت جامعة الحسن الأول بسطات المرتبة 801 +.
في هذا السياق، أشار محمد الدرويش، رئيس المرصد الوطني لمنظومة التربية والتكوين، إلى متابعة المرصد لكل ما يصدر حول التقييمات الوطنية والدولية لجامعاتنا المغربية، مذكرا بأن مؤسسات التصنيف الدولي للجامعات تعتمد معايير متعددة يمكن تلخيصها في النقط التالية: جودة التعليم، وذلك من خلال عدد الحاصلين على جوائز نوبل أو أوسمة فيلدز وتعطى لهذا المعيار حسب التصنيف 10 أو 20 في المائة، حيث تمنح عليه جامعة شانغهاي 20 في المائة.
والمعيار الثاني حسب المتحدث نفسه، هو جودة هيئة التدريس، وذلك من خلال تقييم المردودية على المستويين الداخلي والخارجي، وتكون عبر تقييمات الطلبة والشعب ويأخذ 40 في المائة من التقييم. وهناك أيضا معيار اعتماد اللغة الإنجليزية في نتائج البحث، والتي اعتبرها الدرويش، من نقط ضعف الجامعات المغربية، ذلك أن اللغة السائدة عالميا هي الإنجليزية ثم الصينية من حيث العددُ، لكن الإسبانية تنشط أكثر في مجال حركات الترجمة. من ثم فقد دعا مدير المرصد الوطني لمنظومة التربية والتكوين، إلى تدريس اللغة الإنجليزية من الابتدائي بالمغرب والاهتمام بها كلغة للبحث العلمي، إلى جانب الاهتمام باللغة العربية.
وهناك معيار آخر يتعلق بالنشر في المجلات الدولية المحكمة، وهي معلومة لدى كل معاهد التصنيف الدولي، ويمنح عليها تقييم مابين 20 و40 في المائة بحسب الجهة المصنفة. بالإضافة إلى معيار أعداد الطلبة والأساتذة وحجم الجامعات والمؤسسات البحثية، ويعطى عليه تقييم 10 في المائة. ليكون الحكم هو 100 في المائة.
ونبه الباحث ذاته، إلى وجود تفاوت أو اختلاف بين مؤسسات التصنيف، مثل تايمز، وشانغهاي، وأكسفورد، والمعهد الإسباني «سيرفانتس»، موضحا أن التصنيفات الدولية تجمع على أن الجامعات العشرين التي تصنف الأولى دائما تشمل جامعة أكسفورد، وهارفرد، والمعهد التكنولوجي لكاليفورنيا، وجامعة كامبردج، وجامعة بريدجبورت. بينما اتسمت السنوات العشر الأخيرة باحتلال الجامعات الفرنسية لمراكز متأخرة مقارنة بما كانت عليه.
واعتبر المتحدث، أن الحكم بوجود جامعاتنا في مراكز متقدمة مقارنة بدول أقل مستوى من المغرب، لا ينفي أننا متأخرون إذا علمنا بتقدم جامعات دول مثل الفيليبين والأردن على نظيرتها المغربية، داعيا إلى ضرورة طرح السؤال: ما سبب هذا التأخر؟
الجواب كما يراه المرصد، كامن في عدة أسباب منها: تشتت بنيات البحث العلمي وتعدد المؤسسات التي تشرف عليه، مما يجعلنا أمام هدر للطاقات والمادة. وكذلك ضعف التعلمات باللغة الإنجليزية، وهو أمر يمكن تجاوزه في اعتماد اللغة الإنجليزية من التعليم الابتدائي. وهناك أيضا عنصر ضعف الحكامة، الذي وإن كان غير معمم إلا أن الملاحِظ يقف على مظاهر للتسيب وعدم احترام القانون تمس بسمعة الجامعة المغربية.
كما تطرق الدرويش، إلى بعض السلوكات والشبوهات التي وإن كانت معزولة فإنها تمس الأساتذة وهو أمر يضعف مكانة تعليمنا على المستوى العالمي.
وأعرب المصدر عينه، عن اعتزازه بكل نتائج التصنيفات الجيدة لجامعات مغربية مثل: القاضي عياض، ومحمد الخامس، وابن طفيل، والمجهود الذي يقوم به الأساتذة الباحثون فيها، بقدر ما تأسف عن ما يسبب لجامعاتنا عدم التقدم ومسايرة تطور المغرب الاقتصادي والاجتماعي.
وسجل بإيجاب ما حصلت عليه الجامعات المغربية من ترتيب جيد، راجيا أن نستدرك الزمن الضائع، وموجها نداء للحكومة المرتقبة في شخص رئيسها عزيز أخنوش، ومن سيتحمل مسؤولية التعليم في المغرب أن يولوا اهتماما خاصا للجامعة المغربية، معبرا عن كونه مع تغيير النظام البيداغوجي من الإجازة/ الماستر/ الدكتوراه إلى الباشلر، لكنه استدرك بأن الشروط غير متوفرة والظروف غير ملائمة لانطلاقته، مطالبا بأن تكون هذه الانطلاقة جماعية تطبعها روح تشاركية ومبادرات جماعية.