2023 فبراير 21 - تم تعديله في [التاريخ]

بعد تعليق الجزائر معاهدة الصداقة.. إسبانيا تتجه لتعويض استثماراتها في الأسواق المغربية


العلم الإلكترونية - أنس الشعرة

قالت صحيفة لارثون (La Razon) الإسبانية، "إذا كانت العلاقات مع المغرب عرفت انتعاشا، وهو الوجه الصحيح في ميزان العلاقات المغربية الإسبانية. فإن عكس ذلك هو ما حدث مع السلطات الجزائرية التي دخلت العلاقات معها نحو قطيعة تامة، نتيجة الانعطاف الدبلوماسي الجديد لإسبانيا بخصوص قضية الصحراء المغربية".

وأبرزت الصحيفة، أن تنديد أحد المسؤولين الجزائريين، بوزارة الخارجية الجزائرية الخميس الماضي، الذي اعتبر أن موقف الحكومة الإسبانية "غير مسؤول" بسبب ما وصفه بـ"مناوراتها المزعومة داخل الاتحاد الأوروبي لتعطيل العلاقات بين الجزائر وبروكسل". وأضافت، أن المسؤول الجزائري، قال إن "مواقف وضغوط إسبانيا لا تأتي إلا بنتائج عكسية وليسَ لها تأثير كبير".

وتابعت الصحيفة، من أحد مصادرها في الجزائر العاصمة، أن النظام الجزائري لن يستسلم للضغط الإسباني عبر أوروبا، وأن السلطات الجزائرية ستبدأ فقط في النظر في حل للوضع مع إسبانيا، عندما يكون هناك توافق وارتياح مع مدريد.

وأوضحت، بصرف النظر عن تدهور العلاقات السياسية مع الجزائر، فإن الجهة الأكثر تضرراً من النظام الجزائري بلا شك، هي فئة رجال الأعمال. "فالسوق الجزائري ممنوع ومحجوب عنهم كليا". ولم يتم فعل أي شيء من طرف الحكومة الإسبانية لحدود اليوم.

وفي تصريح لأحد أرباب العمل الإسبان، خوليو ليبريرو مدير شركة (Aecomhel)، وهي شركة لتصنيع آلات الأشغال العامة. وصفتها الصحيفة، بالأكثر تضررًا من المقاطعة التجارية الجزائرية. حيث تراجعت الصادرات الإسبانية منذ يونيو 2022 بنسبة 92 بالمائة.

وأكدت الصحيفة، أن مجموعة من رجال الأعمال الإسبان، التقوا في 10 من يناير الماضي، مع ممثل وزارة الصناعة الإسبانية في مدريد، حيث قابلتهم الحكومة بالتشجيع على "البحث عن أسواق أخرى في إفريقيا، ونسيان الجزائر".  

وأضافت أنه على الرغم من إدراك رجال الأعمال الإسبان، لعدم فعالية الحكومة الإسبانية، وانغلاق أفق النظام الجزائري، فقد بدأ جزء من رجال الأعمال الإسبان المتضررين في التنظيم ومطالبة الدولة بالتعويض عن الخسائر التي تكبدوها.

بالمقابل، سلطت الصحيفة الضوء على تطور العلاقات المغربية الإسبانية، حيث أكدت أن الرسالة التي بعث بها رئيس الحكومة الإسبانية بيدرو سانشيز، في أواخر مارس من السنة الماضية، والتي تؤكد موقف إسبانيا الداعم لمغربية الصحراء، أزعجَ بشكل كبير النظام الجزائري، "وأدى بالسلطات الجزائرية، التي أعلنت في يونيو من العام الماضي، تعليق معاهدة الصداقة الإسبانية الجزائرية -الموقعة قبل عقدين- وبدأ المقاطعة السياسية والاقتصادية للمصالح الإسبانية دون أي بوادر لحل في الأفق القريب".

وأقرت الصحيفة، بأن الحكومة الإسبانية اليوم، تعمل على تمتين علاقتها بشكل كلي مع المغرب.

وقالت لارثون، إن أعظم إنجاز للدبلوماسية الإسبانية في الأشهر الماضية، هو استعادة العلاقات مع المغرب، والتي حققت ما أرادته من إسبانيا، وهو دعم خطتها المتقدمة للحكم الذاتي للصحراء المغربية، والتي وصفها سانشيز بأنها "الاقتراح الأكثر جدية ومصداقية وواقعية لحل النزاع". وأضافت إن إعادة العلاقات مع المغرب، أعادَ التوازن للمصالح المغربية الإسبانية.

وفي سياق متصل، أكدت الصحيفة أن "التعاون مع الرباط في مسائل الهجرة ومكافحة الإرهاب، عاد إلى أعلى مستوياته، ما يمثل بالنسبة للحكومة الإسبانية الإنجازاتِ الرئيسة لعلاقة تقوم على أسس "متينة" أكثر من ذي قبل".

وبخصوص العلاقات التجارية المغربية الإسبانية، أبرزت الصحيفة بالأرقام، أن "حكومة سانشيز قد حققت مع المغرب أرقاما جيدة على المستوى التجاري، حيث تجاوزت 10.000 مليون أورو في قيمة الصادرات نحو المغرب في "2022.

وفي ذات السياق، ذكرت الصحيفة أن العلاقات التجارية مع المغرب تعرف تقدمًا اليوم، أكثر من أي وقت مضى، بعدَ القمة المغربية الإسبانية رفيعة المستوى التي كانت في بداية فبراير الجاري، وأبرزت، أنه من المرتقب بدء إعادة تشغيل معبري سبتة ومليلية، تدريجيا وبشكل تنظيمي بعد الاتفاق النهائي مع المغرب.



في نفس الركن