2022 يونيو/جوان 6 - تم تعديله في [التاريخ]

بعد التصريحات المسيئة لنبينا الكريم.. الهند تسارع لاحتواء غضب المسلمين

سعت الحكومة الهندية يومه الاثنين 6 يونيو، لتهدئة الغضب في الداخل والخارج بعد أن أدلى مسؤولان في حزب بهاراتيا جاناتا الحاكم بتصريحات مسيئة للنبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، في حين رأى مسؤول بالحزب الهندي الحاكم أن الإصرار على مطالبة حزبه بالاعتذار أمر لا داعي له.



واعتقلت السلطات 38 شخصا في أعمال شغب نشبت بسبب تلك التصريحات في مدينة كانبور (شمالي البلاد)، في وقت يتم فيه التخطيط لتنظيم احتجاج لاحقا في مومباي.

وجاءت الاعتقالات في إطار محاولات لاحتواء توتر ديني يتصاعد في البلاد بين الحين والآخر، وأججه إدلاء مسؤولين في الحزب الحاكم بتصريحات تسببت في غضب واسع النطاق بين المسلمين داخل الهند وخارجها.
 

استنكار ومطالبات بالاعتذار


وفي القاهرة، رأى الأزهر في بيان أن التصريحات تمثّل "الإرهاب الحقيقي بعينه الذي يمكن أن يُدخل العالم بأسره في أزمات قاتلة وحروب طاحنة، ومن هنا فإن على المجتمع الدولي أن يتصدى بكل حزم وبأس وقوة لوقف مخاطر هؤلاء العابثين".

وبعدما استدعت السلطات في قطر والكويت وإيران سفراء الهند لديها لتقديم احتجاج رسمي، ونددت السعودية بالتصريحات عبر وزارة خارجيتها، رأت الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي في بيان أن "مثل هذا الفعل الشنيع لا يمثل احترام الأديان".

وأعرب الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي نايف الحجرف -في بيان- عن "شجبه ورفضه واستنكاره التصريحات"، مشددا على "الموقف الرافض للاستفزاز، أو استهداف المعتقدات والأديان أو التقليل من شأنها".

وحذّرت رابطة العالم الإسلامي -ومقرها السعودية- من "المخاطر التي تنطوي عليها أساليب إثارة الكراهية ومن ذلك التطاول على الرموز الدينية"، في حين رحبت وزارة الخارجية البحرينية بقرار إيقاف المتحدثة باسم الحزب الهندي عن العمل.

وطالبت "حركة مجتمع السلم" في الجزائر الحكومة الهندية بأن تقدم "اعتذارا رسميا للمسلمين وتعهدا بعدم تكرار ذلك"، داعية إلى "هبّة عالمية لنصرة النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، وإلى ممارسة كل أشكال الضغوط والعقوبات القانونية والسياسية والدبلوماسية".
 

مواقف هندية


وقالت وزارة الخارجية الهندية في بيان إن التغريدات والتصريحات المسيئة لا تعكس بأي حال وجهة نظر الحكومة.

وأوقف الحزب متحدثة عن العمل وفصل مسؤولا آخر أمس الأحد بسبب إيذائهما مشاعر أقلية دينية في البلاد.

من جهته، قال سودهانشو ميتال القيادي في حزب بهاراتيا جاناتا الحاكم في الهند إن الإصرار على مطالبة الحزب بالاعتذار أمر لا داعي له.

وقال ميتال -في مقابلة مع الجزيرة- إن الحزب قام باتخاذ الإجراءات اللازمة، وأكد رفضه الإساءة للرموز الدينية، وهذا أمر كاف ومنصف.

وشارك بعض أبرز المسؤولين بالهند في إدارة الأزمة الدبلوماسية التي نشبت مع بعض الدول العربية والإسلامية (مثل قطر والكويت والسعودية وعمان والإمارات وإيران)، وهي الدول التي طالب بعضها باعتذار من الحكومة لسماحها بصدور مثل تلك التصريحات، كما قام بعضها باستدعاء الدبلوماسيين الهنود للاحتجاج على تصريحات مسؤولي حزب بهاراتيا جاناتا.

ويقدر حجم التجارة الهندية مع مجلس التعاون الخليجي -الذي يضم الكويت وقطر والسعودية والبحرين وعمان والإمارات- بنحو 90 مليار دولار في 2020-2021، كما يعيش نحو 8.7 ملايين من بين 13.5 مليون مغترب هندي في منطقة الخليج وحدها.

ووثق رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي في السنوات القليلة الماضية العلاقات الاقتصادية مع دول الخليج الغنية بالطاقة، وهي المصدر الرئيسي لواردات بلاده من الوقود. 

مغردون غاضبون


وفي نفس السياق ضجت وسائل التواصل الاجتماعي في عدد من الدول العربية والإسلامية منذ السبت بالاحتجاج، حيث اعتبر المغردون أن تلك التغريدة تمثل امتدادًا لسياسة رئيس الوزراء ناريندرا مودي العنصرية ضد المسلمين.

ولا يزال وسم (هاشتاغ) #إلا_رسول_الله_يا_مودي يتصدر منصات التواصل في عدة دول عربية وإسلامية، احتجاجًا على تلك التغريدة المسيئة للنبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، وسط دعوات لمقاطعة الهند. 
 

حملات الاعتداء على مسلمي الهند


ويشكل المسلمون نحو 13% من سكان الهند البالغ عددهم 1.35 مليار نسمة. ومنذ نجاح حزب بهاراتا جناتا القومي المتطرف في الاحتفاظ بالسلطة بعد فوزه بالانتخابات العامة في مايو/أيار 2019 تعرض المسلمون لموجات من العنف، وشهدت العديد من الولايات الهندية تصاعدا كبيرا في حالات الاعتداءات عليهم، وتزايدا لافتا في جرائم الكراهية والعنصرية ضدّهم.

في ما يلي أبرز الاعتداءات التي تعرض لها مسلمو الهند خلال الشهور التسعة الماضية


في سبتمبر/أيلول 2021، قتل عدد من الفلاحين المسلمين في ولاية آسام (شمال شرقي الهند)، ونُكّل بجثثهم خلال عمليات التهجير والإخلاء التي نفذتها السلطات هناك منذ عام 2016.

في أكتوبر/تشرين الأول من العام نفسه، تعرض العديد من بيوت المسلمين ومساجدهم في ولاية تريبورا (شمالي الهند) لأعمال عنف من قبل جماعات هندوسية متطرفة بحجة تعرض الأقلية الهندوسية في بنغلاديش المجاورة لاعتداءات عليها.

في ديسمبر/كانون الأول 2021، وخلال مؤتمر في ولاية أوتاراخند (شمالي الهند)، قال مئات من النشطاء والرهبان في جماعات هندوسية متطرفة إنهم سيحولون الهند إلى أمة هندوسية حتى لو كان ذلك يعني الموت والقتل.

في فبراير/شباط الماضي، مُنعت طالبات مسلمات في ولاية كارناتاكا (جنوبي الهند) من دخول مؤسسات تعليمية حكومية بسبب ارتدائهن الحجاب.

في أبريل/نيسان من العام الحالي، شهدت 6 ولايات هندية أعمال عنف واعتداءات ضد المسلمين خلال الاحتفالات بعيد هندوسي من دون تدخل السلطات لحمايتهم.

وفي شهر رمضان الماضي، تم رصد ارتفاع كبير في حالات الاعتداء على المساجد أثناء أداء صلاة التراويح، ونفذت مجموعات هندوسية متطرفة هجمات مبرمجة ضد مساجد ومنازل ومتاجر المسلمين، وأنشدت "أغاني الزعفران" الهندوسية التي تدعو إلى قتل المسلمين وترحيلهم من البلاد.

العلم الإلكترونية - الجزيرة + وكالات



في نفس الركن