العلم الإلكترونية - الرباط
على إثر مبادرة فريدة وواعدة لبرلمانيي إقليم تاونات، انعقد صباح اليوم الأربعاء بمقر وزارة التربية الوطنية اجتماع هام سلط الضوء على الوضعية التعليمية بالإقليم.
اللقاء جاء بناء على سلسلة اجتماعات بتنسيق من المستشار البرلماني عبد السلام اللبار والنائب البرلماني محمد حجيرة أفضت إلى الترافع بشكل موحد عن المطالب والحاجيات بالإقليم، والتي تهم مختلف القطاعات بهدف الدفاع عن جميع المناطق بدون استثناء، ووضع مصلحة الساكنة ومطالبهم فوق أي اعتبار آخر، من خلال كل المبادرات البرلمانية والأسئلة الشفوية والكتابية لإنجازها والإسراع بتنفيذها.
وعلى أساس هذا التنسيق بادر البرلمانيون بإقليم تاونات إلى مراسلة مجموعة من السادة الوزراء، وكان أول اجتماع مع السيد شكيب بنموسى وزير التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، في انتظار اجتماعات مماثلة ستتم مع باقي المسؤولين الحكوميين قصد تقريب هموم وتطلعات سكان إقليم تاونات من القطاعات المعنية.
وفي هذا الصدد انصب جدول أعمال البرلمانيين مع السيد شكيب بنموسى على حاجيات الإقليم والخصاص الذي يعرفه، وعلى رأس ذلك العناية بالمؤسسات التعليمية من حيث الترميم والصيانة وتسوير المدارس، وتوفير الظروف الملائمة لرجل التعليم من أجل ان يمارس واجبه بكل ارتياح.
وقد أبدى السيد شكيب بنموسى مع هذا المطلب متعهدا بإصلاح وترميم ما أمكن من المدارس، وإنشاء مؤسسات جديدة، خاصة وأن الإقليم شاسع ومترامي يضم 49 جماعة، كما أن الولوج صعب لبعض الدواوير.
وشد البرلمانيون الانتباه إلى مؤسسات تعليمية تفتقد للماء الشروب وللمرافق الصحية بالخصوص كعامل مسبب في الانقطاع والهدر المدرسي، ومدارس مبنية بالمفكك ومادة لاميانت الخطيرة والمهددة لصحة التلاميذ والأطر التربوية، وعد السيد الوزير بأخذها بعين الاعتبار، وإزالة هذه المادة حفاظا على صحة المتمدرسين.
اللقاء كان مناسبة كذلك لإبراز أهمية إحداث ثانويات، وقد كشف السيد شكيب بنموسى أن هناك 6 إعداديات مبرمجة، اثنتان في طور الإنجاز، و8 ثانويات تأهيلية منها 4 قيد الإنجاز.
وبالنسبة للمدارس الجماعاتية التي يتوفر الإقليم على ثلاث منها فقط، فقد افاد السيد الوزير أن العدد سيرتفع إلى 14 مدرسة جماعاتية، اثنتان توجدان في طور الإنجاز حاليا، و12 أخرى سيتم إحداثها.
انشغال السادة البرلمانيين انصب كذلك ضرورة تمكين الإقليم بالمؤسسات التاهيلية التقنية (BTS) حيث لا تتوفر تاونات الا على ثانوية وحيدة بالمدينة، ومشكل الأقسام المتعددة المستويات، وفي هذا الإطار بسط السيد الوزير الإشكالات المرتبطة به على مستوى توفير الأقسام والأطر التربوية، مبرزا أن الوزارة تحرص على عدم تجاوز مستويين في الفصل الدراسي الواحد.
تدخلات السادة البرلمانيين أماطت اللثام كذلك عن معاناة رجل التعليم الذي لم يأخذ قسطه في الحوار، داعين الى ضرورة توفير الظروف المناسبة لهيئة التدريس، وتقليص الخصاص الحاد في الموارد البشرية بالإقليم، قصد تأمين تدريس المواد الأساسية كالفرنسية والرياضيات والاجتماعيات والتربية البدنية والتي يسجل بها خصاص مهول إذ هناك مؤسسات لم تدرس اللغة الفرنسية أو التربية البدنية أو الاجتماعيات.
وفي ضوء هذا اللقاء صرح الأستاذ عبد السلام اللبار رئيس الفريق الاستقلالي بمجلس المستشارين أن جدول الأعمال كان مكثفا وقارب مختلف المطالب المرتبطة بالشأن التربوي، وقد أبدى السيد الوزير شكيب بنموسى تفهمه للظروف التي يعيشها إقليم تاونات، وبالخصوص على مستوى التدريس والنقل المدرسي والإطعام.
وأشار إلى أن النقل المدرسي يطرح مشاكل حقيقية لوجود 184 حافلة فقط بالإقليم تنقل 12 ألف تلميذ، وهذا العمل يتطلب مجهودا مترابطا بين المبادرة الوطنية للتنمية البشرية والجماعات الترابية والمجتمع المدني في شخص الجمعيات.
كما اعتبر أن التعليم الأولي كمشروع ملكي توليه الوزارة الوصية أهمية كبرى، وقد خطا خطوات إيجابية في الإقليم بمساعدة السلطات الإقليمية والمجالس الإقليمية وتضافر جهود الجميع لإنجاح أقسام التعليم الاولي، مبرزا أن المواطنين يتبرعون بالأرض والجهات المختصة تتكلف بالبناء.
وسجل ختاما بأن وزير التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة استحسن مساعي برلمانيي إقليم تاونات ووعد بأن ينعقد هذا الاجتماع مرة في السنة، أو كلما دعت الضرورة لذلك في سبيل النهوض بالتعليم في العالم القروي، وبلوغ الجودة والفرص المتكافئة في مجال التربية الوطنية.
يذكر أن هذا اللقاء حضره كل من السادة البرلمانيين عبد السلام اللبار والمفضل الطاهري عن حزب الاستقلال، ومحمد حجيرة والخمار المرابط وعبد اللطيف الفويقر عن حزب الأصالة والمعاصرة، وبوشتى بوصوف ونور الدين قشبيل ومصطفى الميسوري عن حزب التجمع الوطني للأحرار، وكذا المستشار البرلماني سعيد شاكر.