2021 أغسطس/أوت 16 - تم تعديله في [التاريخ]

ببإمكانيات شبه منعدمة جوهرة نجم العرائش يحقق الصعود إلى القسم الوطني الأول محترفات

المشرف العام على فريق جوهرة نجم العرائش لكرة القدم النسوية سعيد بوحراث (الوطني) بعد تحقيقه الصعود للقسم الأول لـ "العلم":


صورةجماعية لنجمات جوهرة العرائش
صعود فريق بإمكانات مادية شبه منعدمة وبنية تحتية متردية يفتح اسئلة حارقة حول ملف ممارسة رياضية تحتاج لقراءات متأنية

تمكن فريق جوهرة نجم العرائش لكرة القدم النسوية من تحقيق حلم الصعود للقسم الوطني الأول بعد انتصاره على فريق هلال تراست في مباراة جمعتهما بملعب المسيرة بآسفي يوم الجمعة 6 غشت الجاري، حيث انتهى وقتها الاصلي بالتعادل، ليحتكم الفريقان لضربات الترجيح التي مكنت فريق جوهرة العرائش من تحقيق حلم الصعود.
 
" العلم الرياضي " استضاف الاطار الرياضي سعيد الوطني المدرب الأول لفريق جوهرة نجم العرائس لكرة القدم النسوية ويقدم للقارئ حوارا لربما تتقاسم مجموعة من الأطر الرياضية الوطنية الإحساس بمضامينه

العلم الإلكترونية : حاوره محمد كماشين 

س: ماذا عن ميلاد فريق جوهرة العرائش لكرة القدم النسوية ؟؟:
 
ج : تأسس فريق جوهرة العرائش لكرة القدم سنة 2010 ، وعلى مدى ثلاث سنوات الأولى ا اشتغل المكتب الإداري للفريق على استقطاب الموارد البشرية من موهوبات في وسط مجتمعي لا يعترف بسهولة بممارسة رياضة كرة القدم و التي يراها حكرا على الرجال فقط، خاصة وأننا نتواجد بمدينة محافظة كالعرائش !!!
 
 بعد ذلك وخلال الموسمين الرياضيين 2013/2014 و 2014 / 2015 نشط الفريق ضمن القسم الثالث لعصبة الشمال لكرة القدم ، ليحقق بعد ذلك طموحه بالصعود الى القسم الثاني موسم 2015/ 2016.
 
بعد انتساب الفريق للقسم الوطني الثاني ركب تجربة مغايرة بمجابهة فرق وطنية ذات تجربة وإمكانات بشرية ومادية ، كما سمحت لنا هذه التجربة بالتنقل لمدن مغربية مختلفة بعيدة المسافة بدل البقاء في الجهة فقط ، وهو ما أرهق كاهلنا بمصاريف إضافية ، ومع ذلك - وطيلة خمس سنوات - تمكننا من بناء فريق استطاع التربع على كرسي الوصافة طيلة هذه المدة ، إلى أن تمكننا من تحقيق الصعود هذا الموسم ، وإرضاء الجماهير التي تؤمن بقدراتنا.
 
س : ماذا عن الغرفة التقنية للفريق وأهم الإنجازات ؟؟؟
 
ج : منذ تأسيس الفريق وأنا أتولى الإشراف على تدريب اللاعبات ، والتنقيب على الموهوبات منهن ، ويساعدني في هذه المهمة الكاتب العام للفريق السيد حسن بغار ، والإطار النسوي المساعد المؤطرة " نزيهة " ، وفي اعتقادي أن استقرار الغرفة الفنية للفريق على مدى سنوات متتالية هو الذي سمح بتحقيق هذه النتائج المهمة أبرزها تحقيق حلم الصعود.
 
مشاركاتنا اقتصرت في البداية على تنشيط مباريات البطولة الوطنية ، وعلى مستوى المكاسب استطعنا احتلال الوصافة بدوري دولي بطنجة شاركت فيه عدة فرق متمرسة.
 
بخصوص الرخص التي يتوفر عليها فريقنا جوهرة العرائش فقد كان في البداية يتوفر على خمسة وعشرين رخصة بالنسبة للكبيرات فقط ، وبعد إيماننا بأهمية التكوين الذاتي والتشبيب من أجل ضمان الاستمرارية ، فان الفريق يتوفر حاليا على عشرين رخصة صنف اقل من 17 سنة ونفس العدد صنف أقل من 15 سنة......
 
س: ماذا عن الاستقطاب والتكوين داخل الفريق ؟؟؟
 
ج : لم يكن من اليسير استقطاب اللاعبات وجلبهن للفريق بالنظر للصعوبات التي اعترضتنا في ذلك، أبرزها نظرة المجتمع المحافظ الذي لم يكن يقتنع بممارسة كرة القدم من طرف الفتيات ..لكن ومع مرور السنوات استطعنا أن نكرس قناعة الإيمان بذلك ، في أوساط أسر عديدة تمكنت من إرسال بناتها للفريق ، بعدما شاع في الوسط الرياضي مدى احترامنا وتمسكنا بالأهداف الرياضية النبيلة ، والمساهمة في تأطير وتربية الشباب من الجنسين معا.
 
وحتى نستطيع كسب التنافس في إطار المقابلات الرسمية اعتمدنا على جلب لاعبات من مدن عديدة كاكادير ، الرباط ، تارودانت ، أصيلا ، طنجة..... دون إغفال الطاقات المحلية إذا كان في مقدورها تقديم مستوى أكثر من مستويات اللاعبات المجلوبات ..
 
نعتمد في تكوين اللاعبات على الطرق المعتمدة في تداريب كرة القدم ، مع التركيز على تحبيب الممارسة الرياضية وكرة القدم ، خصوصا وأني لاعب كرة قدم سابق ..
 
ولأجل تطوير مهاراتي فإني أدمج بين خبراتي الميدانية المكتسبة ، وبين مطالعاتي وتنقيبي عن أنماط التدريب وتقنياته ، دون إغفال عوامل مساعدة تخص معرفة الجوانب النفسية والاجتماعية وغيرها للاعبات..
 
ومن أهدافنا المستقبلية إحداث مدرسة لكرة القدم حتى نتمكن من تقديم تأطير في المستوى في أوساط الفئات الصغرى حتى يسهل إدماجها بالفريق الأول دون عناء ، وحتى نخفف من ثقل ميزانية جلب اللاعبات من مدن أخرى
 
س: حققتم الصعود ، وماذا بعد ؟؟؟
 
ج : كباقي الفرق الطموحة لم نكن نشارك في البطولات الرسمية بالقسم الثالث أولا ،، ولا الثاني من بعد ، من أجل المشاركة فقط ، بل كانت لنا مشاريع نعمل على تحقيقها وكسب رهاناتها ، فبعد التواجد بالقسم الثالث لموسمين ، انتقلنا للقسم الوطني الثاني باحتلالنا للصف الثاني طيلة المدة التي قضيناها به ، إلى أن حقننا الصعود هذا الموسم بفضل طموح مشروع ، ونجاح متواصل .
 
تحقيق مكسب الصعود يفتح أمامنا ابواب التحدي من جديد ، وسط بنية تحتية شبه منعدمة ، وإن توفرت فهي متهالكة، وصعوبات مالية كبيرة شأننا شأن الفرق الممارسة الأخرى ، وعدم الاهتمام الكامل بالرياضة عموما من طرف المسؤولين إذ لا زال البعض منهم ينظر إليها كترف لا كتربية وتكوين يساهم في حماية المجتمع.
 
واغتنمها فرصة لتوجيه التحية للمجتمع المدني الذي يثق في قدراتنا وطاقاتنا والذي ساهم في تحويل نظرة مجتمعية يائسة إلى نظرة محفزة ومشجعة.
 
س- علاقاتكم بالجهات المانحة ؟؟
 
ج : علاقتنا بالجهات المانحة اعتبرها علاقة عادية جدا ، بل " باردة " تكرس تحفيز وتشجيع الجنس الذكوري ، تمشيا مع نظرة مجتمعية سائدة ، وتغفل من حساباتها كل ما هو نسوي !!!
 
ويبقى مطلب المساواة والإنصاف قائما وحاضرا دائما .
 
المنح التي يتلقاها الفريق هزيلة ولا ترقى للطموح الذي يحمله الفريق الذي يحمل مشروعا طموحا ، وفي مقارنة بين المنح الثلاث للمجلس المحلي ، والمجلس الإقليمي ، ومجلس الجهة ، أرى أن هذه الأخيرة أحسنها نسبيا ، ولو أن جميع هذه المنح لا يمكن أن تغطي احتياجات الفريق من مصاريف التنقل ، التغذية ، الايواء ، التطبيب ، التجهيز ، ناهيك عن المستحقات والحوافز...ولولا الامكانات الذاتية التي يوفرها المكتب وكذا بعض الداعمين من المحبين لما استطعنا مواصلة المشوار وتحقيق أهدافنا .
 
س : علاقتكم بالمكونات الرياضية الأخرى ؟؟؟
 
علاقتنا بالمكونات الرياضية الوطنية علاقة طيبة يطبعها التقدير المتبادل سواء على مستوى العصبة أو على مستوى الجامعة ، ونحمد الله أننا استطعنا حفر اسمنا كفريق ملتزم جاد منظم خلوق ، بشهادة الجميع ، بحيث ساعدتنا كل هذه المعطيات من تهيئ الأجواء المساعدة لتحقيق الصعود الذي يتطلب موارد بشرية موهوبة ، وسيولة مالية كافية ، ودعم جماهيري مساند .
 
ونتمنى من المسؤولين دعمنا وتقدير المجهودات التي يبذلها هذا الفريق الشاب وطاقمه ومكتبه الإداري ، لأن في ذلك دعم للمدينة ، ومساهمة في إشعاعها جهويا ووطنيا ، كما أنه دعم لرسالتنا التربوية التي نحملها حماية للشباب من الانزلاق لمتاهات لا تخدم المجتمع في شيء.
 
ختاما أتوجه بالشكر لكل من آمن بمجهوداتنا وقدر ما بذلناه وما سنبذله من تضحيات حتى يستمر إشعاع الفريق وتوهجه./.
 



في نفس الركن