العلم الإلكترونية - عبد الناصر الكواي/تونس
انطلقت يوم الخميس 17 مارس 2022 بمدينة الثقافة في العاصمة التونسية، اشغال المنتدى الدولي الثاني للصحافة في تونس، الذي يستمر ثلاثة أيام، بحضور حوالي 700 صحافية وصحافي قادمين من 30 دولة من قارات مختلفة.
انطلقت يوم الخميس 17 مارس 2022 بمدينة الثقافة في العاصمة التونسية، اشغال المنتدى الدولي الثاني للصحافة في تونس، الذي يستمر ثلاثة أيام، بحضور حوالي 700 صحافية وصحافي قادمين من 30 دولة من قارات مختلفة.
وفي كلمته بالمناسبة، قال نائب رئيس بعثة الاتحاد الأوروبي في تونس، فرانشيسكو أكوسا، إن تنظيم النسخة الثانية من هذه التظاهرة يأتي في ظرف دقيق يطبعه استمرار جائحة كورونا التي أرخت بتداعياتها على جميع بلدان العالم، واندلاع الحرب الروسية الأوكرانية، مما يزيد المشهد الدولي تعقيداً.
وشدد أكوسا، على أن المجتمعات عبر المعمور وجدت نفسها اليوم منهكة، وتأمل النهوض من جديد في مناحي الحياة جميعها، بما فيها المشهد الإعلامي وما يتطلبه من تعزيز لحرية التعبير واستقلالية الصحافة، في اتجاه بناء مستقبل يستند إلى أخلاقيات مهنة الصحافية وحرية الرأي.
وأشار المتحدث، أهمية مد المواطن بمعلومات حقيقية، باعتبارها من أسس المنظومة الديمقراطية برمتها، قائلا "لا مستقبل دون اعلام حر ونزيه، لاسيما في سياق ما يسجل من انتهاكات واعتداءات تسلط باستمرار على الصحفيين، وضرب حرية التعبير بزجهم في السجون ومنعهم من ممارسة العمل الصحفي".
واعتبر المصدر ذاته، أن المساس بمصداقية الإعلام وحرية الرأي وحقوق الصحفيين، من يضرب في العمق جوهري مفهوم الممارسة الإعلامية المهنية، داعيا الصحافيين إلى ضرورة الاستماتة في الدفاع عن حرية التعبير ونقل الحقيقية، لا سيما في ظل هيمنة شبكات التواصل الاجتماعي على المشهد في السنوات الأخيرة، مما نجمت عنه ضبابية كبيرة حول مدى صحة المعلومات المتداولة، وسمح بانتشار المغالطات التي غيّبت المعلومة وسط زحام تدافع الأخبار على الشبكة العنكبوتية.
من جهته، قال جيروم بوفييه مدير جمعية صحافة ومواطنة الفرنسية، إن تونس باحتضانها للدورة الثانية للمنتدى الدولي للصحافة، تضرب موعدا آخر هاما مع صحافة الجودة وحرية الإعلام والتعبير في ضفة جنوب المتوسط والقارة السمراء.
وأوضح جيروم، أن الرهان انطلق منذ الدورة الأولى، ليتعزز الآن بحضور مئات الصحافيين متنوعي المرجعيات والثقافات، بما يعطي ثراء كبيرا ويضفي النجاح المطلوب على المنتدى، قبل الشروع في الإعداد للنسخة الثالثة المزمع تنظيمها السنة القادمة.
وشدد المتحدث، على أهمية الدور الذي تلعبه الصحافة بما تحمله من مضامين ومفاهيم ، قائلا "لا يوجد مستقبل مشترك دون صحافة وخبر بعيد عن هيمنة السلطة.. أخبار صادقة تحترم الأحداث من أجل فهم هذا العالم والعيش معا هو المطلوب".
من جهتها، قالت أميرة محمد، نائبة رئيس النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين، "إن حكومة يوسف الشاهد أمعنت في تفتيت قطاع الإعلام، وعملت على ضرب المؤسسات الإعلامية واستقطاب بعضها لتوظيفها"، مؤكدة أنها "حكومة ضرب حقوق الصحافيين"، حيث إنها لم تنشر الاتفاقية الإدارية (الجماعية) للصحافيين في الرائد الرسمي.
وأضافت أميرة محمد، أن هذه الحكومة مع حليفها الأول في البرلمان حركة النهضة، "أعدت مشاريع قوانين ترمي إلى نسف حرية التعبير في تونس، لولا تصدي نقابة الصحفيين والمجتمع المدني"، على غرار مشروع قانون زجر الاعتداءات على القوات الحاملة للسلاح ومشروع قانون الطوارئ.
وتحدثت النقابية ذاتها، عن ممارسات حكومة هشام المشيشي مع من وصفتهم ب"ثالوث أعداء حرية الصحافة"، وهم "حركة النهضة وحزب قلب تونس وائتلاف الكرامة"، حيث انطلقت "عملية فرملة الصحافيين وضرب المؤسسات الإعلامية وسن وتعديل القوانين على المقاس".
وذكرت نائبة رئيس النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين، بمعركهم ضد المرسوم 116 حين حاول هذا الثالوث المذكور بتواطؤ مع حكومة المشيشي تمريره للبرلمان والمصادقة عليه، للسيطرة على الهيئة العليا المستقلة للإعلام السمعي البصري، وبالتالي "تركيع قطاع الإعلام"، وفقَ تعبيرها.
وانتقدت النقابية، الرئيس التونسي، قيس سعيّد، قالةً "إنه يعتمد سياسة اتصالية افتراضية لا تعترف بدور الصحفي وبوسائل الإعلام، وتقتصر على الصفحة الرسمية في شبكة التواصل الاجتماعي "فايسبوك" ليصبح الصحافي مجرد ناقل لما يتم نشره".