العلم الإلكترونية - عبد اللّه جداد
في إطار فعاليات الرباط عاصمة للثقافة الإفريقية, انطلقت مساء الاثنين بمسرح محمد الخامس بالرباط، فعاليات الدورة الأولى من مهرجان المسرح الإفريقي، التي تنظمها وزارة الشباب والثقافة والتواصل، بشراكة مع جمعية شعاع القمر.
وتميز حفل افتتاح المهرجان، الذي ينظم تحت الرعاية السامية للملك محمد السادس بتكريم المخرج والممثل والكاتب المالي، حبيب ديمبيلي، الذي تسلم ذرع المهرجان احتفاء بمالي كضيفة شرف لهذه الدورة.
كما شهد الحفل تقديم أعضاء لجنة تحكيم الدورة، ويتعلق الأمر بكل من الممثلة الفرنسية ناتالي فيراك، والمخرج المسرحي من إفريقيا الوسطى، فنسنت مامباشاكا، والمخرج والممثل الإيفواري، فارجاس اساندي، والمخرجة والكاتبة المسرحية المغربية، نعيمة زيطان، إضافة إلى مدير الفضاء الثقافي غامبيدي في بوركينافاسو، كلود كوينكان.
وقال المدير الفني للدورة الاولى من مهرجان المسرح الإفريقي، خالد تامر، في تصريح للصحافة، إن تنظيم هذا المهرجان “يعد حلما يتحقق، تمكنت من خلاله المملكة من لم شمل كبار صانعي المسرح الإفريقي”.
وأضاف أن القارة الإفريقية بحاجة لمهرجان بهذا الحجم لإعطاء دفعة للصناعة المسرحية في القارة والتعريف بها، على غرار باقي المكونات الفنية الأخرى.
من جانبه، أبرز » للعلم « المندوب العام لتظاهرة “الرباط عاصمة للثقافة الإفريقية”، محمد بنيعقوب، أن “تنظيم مهرجان المسرح الإفريقي يدخل في إطار جهود الوزارة للنهوض بالفنون الحية ببلادنا والقطاع المسرحي على الخصوص، من خلال توفير البنيات التحتية المسرحية وفتح التكوين المسرحي في وجه الطلبة المهتمين بهذا الفن”.
وأضاف بنيعقوب، وهو أيضا مدير الفنون بوزارة الشباب والثقافة والتواصل، أن للتظاهرة طابعا قاريا يسمح بالانفتاح على التجارب المسرحية لبلدان إفريقية عديدة، ومد جسور التواصل بين صناع المسرح من المغرب مع نظرائهم من البلدان الإفريقية الأخرى.
وينطلق عرض الأعمال المسرحية المشاركة في المهرجان يوم غد الثلاثاء بقاعة باحنيني، بعرض كل من مسرحية “الغضب بسرعة واحد في الساعة” من الكاميرون، لمخرجيها بيكي بيه وديفيد غاي كونو، على الساعة السادسة مساء، ومسرحية “نقطة الصفر” من بوروندي، لمخرجها فريدي ساريمبونا، على الساعة التاسعة مساء.
ويسعى مهرجان المسرح الإفريقي إلى تسليط الضوء على ثراء وتنوع المسرح الإفريقي المعاصر باعبتاره مسرحا ينهل من الواقع والمقاومة والصمود، ويعكس أداة لتجسيد نضالات وأحلام الأفارقة، حيث يقدم رؤية غير مسبوقة للمسرح الإفريقي المعاصر يحملها مؤلفون ومخرجون ناشئون وآخرون مشهورون دوليا.
وتشارك في هذه الدورة الأولى فرق مسرحية من 10 دول إفريقية مختلفة هي، إلى جانب المغرب، جمهورية الكونغو الديمقراطية، وغينيا، وبوركينا فاسو، وبوروندي، ومالي، والكاميرون، وكينيا، وجزر القمر والبنين، التي ستتبارى على جائزة أفضل عرض إفريقي.
كما تشكل هذه التظاهرة، بحسب المنظيمن، مناسبة لتكريم إبداع نساء ورجال عرفوا دوما كيف يجعلوا من المسرح منصة تعبير وإبداع، على مفترق طرق ثراء ثقافي وتطلعات مستقبلية لقارة بأكملها.
وتقترح هذه الدورة برنامجا غنيا بالعروض المسرحية المتنوعة، وكذا باجتماعات وموائد مستديرة ستوفر للجمهور المتتبع مساحة مميزة للمحاورة وتبادل الأفكار حول “وضعية المسرح في إفريقيا”، و”كيفية إعادة التفكير في المهرجانات في إفريقيا” و”كيف يمكن خلق ديناميكية بين معاهد المسرح في القارة الإفريقية” ، وكلها قضايا ستغذي نقاشات فعالة حول راهنية المسرح في إفريقيا.
وتتضمن فعاليات المهرجان أيضا زيارات لمؤسسات ذات صلة بالفن الرابع، بالإضافة إلى لقاءات تهدف تحليل ومناقشة واقع مختلف التخصصات المهنية المرتبطة بالمسرح، من خلال رؤية شمولية تشاركية تعنى بثقافة القرب.
يذكر أن برنامج الاحتفالات بالرباط عاصمة للثقافة الإفريقية ينظم تحت الرعاية السامية للملك محمد السادس إلى غاية ماي 2023، ويشمل مجالات الآدب والشعر والفنون التشكيلية والموسيقى والمسرح والسينما وفنون الشارع والرقص والفنون الرقمية وعروض الأزياء والتصوير الفوتوغرافي والفنون الشعبية وفن الحكي وفنون السيرك، إضافة إلى منتديات ولقاءات فكرية وغيرها.