2025 يناير 19 - تم تعديله في [التاريخ]

النيابة العامة بتطوان تقرر متابعة "الثمانيني" المعتدي على امرأة وابنتها في حالة اعتقال


العلم - متابعة

قررت النيابة العامة بتطوان، متابعة الرجل المسّن الذي اعتدى على امرأة وابنتها وفق ما ظهر في شريط فيديو، في حالة اعتقال.

وحسب مصدر موثوق، فقد تم نقل المعني بالأمر إلى السجن المحلي 2 بتطوان، بعد انتهاء فترة الحراسة النظرية وعرضه على النيابة العامة المختصة.

وقررت النيابة العامة، متابعة الرجل الذي يبلغ 80 عاما بتهم الاعتداء والضرب والجرح، وحددت الجلسة الأولى لمحاكمته على المنسوب إليه يوم غد الإثنين.

وتجدر الإشارة، إلى أن ولاية أمن تطوان تفاعلت مع شريط فيديو تم تداوله يومه الخميس 16 يناير الجاري، على وسائل التواصل الاجتماعي، يظهر فيه شخص كبير في السن وهو يمارس العنف ضد سيدة وطفلتها الصغيرة، لتعتقله على الفور. 

وحسب مصادر مطلعة، فقد بدأت الواقعة بخلاف بين الرجل والسيدة التي تكتري عنده بيتا، حول مستحقات كراء متأخرة، لتتحول إلى اعتداء جسدي كاد يتحول إلى جريمة لولا تدخل جارة الضحية.

هذا الحادث المؤلم، خلف ردود فعل عديدة، وفي هذا الصدد وصف عادل تشيكيطو، رئيس العصبة المغربية للدفاع عن حقوق الإنسان، الواقعة بالفعل الذي يُمزق نسيج الإنسانية، مطالبا في رسالة تنديدية نشرها على حسابه "فايسبوك"، بالعدالة التي تليق بهذه الطفلة وأمها.

وقال، في الرسالة التي عنونها بـ"رميت من الدرج بلا رأفة لنرى جميعا كيف صارت الشهامة وحشا يرفس فوق قيمنا"، إنه "وسط ذاك المشهد الذي يقطر قسوة، تتجلى فظاعة الجهل بقيمة الإنسانية".

وتابع "تشيكيطو" في رسالته: "ها هو رجل مسن، يُفترض أن يكون حاملاً لحنان السنين وحكمة الأيام، يسقط في بئر الغلظة، مدفوعاً بغضب أعمى، ويرتكب جريمة أخلاقية أمام سنه وتجاربه وأمام المغاربة والتمغربيت والشهامة والرجولة.. مشهد طفلة، لا تزال براعم البراءة تُزهر في روحها، تُرمى من الدرج بلا رأفة، يهز كيان أي إنسان يحمل في قلبه نبضاً من الرحمة".

كما تساءل رئيس العصبة المغربية عن الجرم الذي ارتكبته هذه الصغيرة حتى تُعاقب بهذا الشكل؟ مضيفا "أهو ذنب أن تكون أضعف الأطراف؟ أم أن الغضب العابر صار ذريعة لتدمير أرواح بريئة؟ وكيف لهذا المشهد أن يمتد ليطال أمها، التي قاست أصعب لحظات الألم والعجز؟".

وعلق الحقوقي على ما حصل، بأنه "مشهد كسر القيم و الأواصر الإنسانية، حيث يصبح العنف سيد الموقف، وينحني الضمير متوارياً خلف ظلال الغضب"، مشيرا إلى أن "هذا السلوك البشع لا يعكس فقط وحشية الجسد، بل انعدام الروح التي تُميّز الإنسان"، قبل أن يؤكد قائلا: "لعل هذه الطفلة البريئة، التي سقطت جسداً على الدرج، كانت تسقط في الوقت ذاته في هاوية من الألم النفسي الذي سيبقى ندبة في قلبها، ولعل الأم، التي شهدت هذا الاعتداء، تحمل الآن في صدرها وجعاً يفوق قدرة الكلمات على وصفه".

وختم "تشيكيطو" رسالته بالقول: "ندين هذا الفعل الذي يُمزق نسيج الإنسانية، ونطالب بالعدالة التي تليق بهذه الطفلة وأمها"، مؤكدا أن "القلب القاسي الذي ارتكبت هذا الجرم يجب أن يخضع للحساب، ليبقى صوت البراءة والرحمة أعلى من أي صوت آخر، ولتظل الإنسانية، بكل معانيها النبيلة، الحصن الذي يحمينا من السقوط في مستنقع الوحشية".



في نفس الركن