2022 مارس 21 - تم تعديله في [التاريخ]

الموقف الإسباني الجديد وديبلوماسية العبث الجزائري.. بقلم / / يونس التايب

إلى متى سيستمر الحقد الأعمى ضد المغرب متحكما في العقل الباطن للنظام الحاكم في الجزائر بشأن قضية الصحراء المغربية؟


 
وإلى متى ستظل الجزائر تجدد محاولاتها لكسر أي ديناميكية ديبلوماسية إيجابية، تبرز هنا أو هناك، يمكنها أن تحمل جديدا يسير بالنزاع المفتعل بشأن قضية الصحراء المغربية، ولو نسبي، نحو حل واقعي يطوي صفحة "وهم دولة" لم توجد يوما سوى في مخيلة أفراد عصابة مسلحة تمارس الاسترزاق بوضعية المحتجزين قسرا في مخيمات العار في تندوف، ولا تريد لذلك الاسترزاق أن يتوقف؟
 
لعل أحد الأسئلة التي لا مفر من طرحها، و لو أن النظام الحاكم في الجزائر لن يقدم يوما جوابا صادقا عنه، هو ما إذا كانت الجزائر تعتبر نفسها، فعلا، معنية بملف الصحراء المغربية؟ أم أنها تعتبر نفسها غير معنية بالموضوع؟
 
الجواب مهم، لأنه يحدد مسار الأمور في أحد اتجاهين: إما أن النظام الحاكم في الجزائر يعتبر نفسه معنيا بملف النزاع المفتعل، ونحن متأكدون من أنه رأس الكيد ضد المغرب في موضوع وحدته الترابية، وأن الراعي الرسمي لعصابة الانفصال، وعلى هذا الأساس على ذلك النظام أن يتحمل مسؤوليته كاملة و يقبل الجلوس إلى طاولة البحث و الحوار المباشر، في إطار الجهود الديبلوماسية التي ترعاها الأمم المتحدة،  على قاعدة مبادرة الحكم الذاتي التي تقدم بها المغرب منذ 2007 ! أو أن جيراننا يصرون على إيهام العالم أنهم غير معنيين، وعليهم بالتالي أنهم "يدخلوا سوق راسهم"، ويكفوا عن التحريض الديبلوماسي، وعرقلة كل تقدم لطي نزاع مفتعل استمر أكثر من اللازم. 
 
أقول هذا الكلام، عقب البيان الذي صدر عن الخارجية الجزائرية، تفاعلا مع مضمون رسالة رئيس الحكومة الإسبانية الموجهة إلى جلالة الملك، والذي حمل تحولا مهما تمثل في اعتبار حكومة مدريد بأن المبادرة المغربية للحكم الذاتي، التي تقدم بها المغرب سنة 2007، هي الأساس الأكثر جدية وواقعية ومصداقية من أجل تسوية الخلاف حول الصحراء المغربية. ويبدو أن رسالة السيد بيدرو سانشيز، أحدثت زلزالا بقوة كبيرة خلخلت حسابات النظام الحاكم في الجزائر، إلى درجة دفعت الخارجية الجزائرية إلى التورط في بيان عجيب، يوثق تطاولا على السيادة الإسبانية و حشرا لأنف النظام الجزائري في ما لا يعنيه مبدئيا. 
 
من المشروع أن نتطلع إلى يوم يظهر فيه رجل رشيد تنصلح على يديه البوصلة في بلد المليون شهيد، ويعود قصر المرادية، ووزارة الخارجية و الدفاع و أجهزة الاستخبارات والتوجيه الإعلامي، إلى التركيز على حل مشاكل الشعب الجزائري عوض إضاعة الوقت في خلق المشاكل والتحريض ضد المغرب، وتكرار المهازل الديبلوماسية، كما حدث أمس، عبر استدعاء سفير الجزائر المعتمد لدى مدريد، احتجاجا على الموقف السيادي الجديد الذي اتخذته الحكومة الإسبانية.
 
لكن، رغم عبثية المشهد الذي ينسجه العقل السياسي لدى الجيران، يجب علينا أن نظل متشبثين بحكمة العقل ورافعين لشعار تعزيز الأخوة بين الأشقاء، مع إبقاء سياسة اليد الممدودة بالخير والتعاون، والحرص على إبقاء قنوات الحوار مفتوحة، وتجديد النصح لجيراننا أن تعالوا إلى كلمة سواء بيننا، لنتعاون على جلب الخير لشعوبنا و حماية بلداننا من أخطار جارفة تحيط بنا جميعا من كل جانب، في فضاء عالمي صار معقدا جدا وحاملا لتحديات غير مسبوقة. علينا أن نلتزم بتلك المواقف السامية، من منطلق القيم التي يحملها المغرب والتي تجعله كبيرا على العابثين. وكذلك لأننا مؤتمنون على مصالح وطننا، ونجدد كل الدعم للديبلوماسية الوطنية.

الكاتب يونس التايب



في نفس الركن