2024 ماي 11 - تم تعديله في [التاريخ]

المهرجان الدولي "ماطا للفروسية" يضرب موعدا جديدا لمتتبعه في الفترة ما بين 17 و 19 ماي 2024

نبيل بركة رئيس المهرجان: إدراج الإيسيسكو لـ"ماطا" ضمن التراث اللامادي باسم المملكة المغربية جاء بفضل الرعاية الملكية المولوية السامية للمهرجان


دورة هذه السنة ستضم برنامجا حافلا بسباقات وعروض خيل وفرسان والعديد من الأنشطة الهادفة

العلم - الرباط

تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده، يعود المهرجان الدولي ماطا للفروسية في دورة جديدة من الجمعة 17 ماي إلى غاية الأحد 19 ماي 2024، بمدشر زنيد جماعة أربعاء عياشة دائرة مولاي عبد السلام ابن مشيش بإقليم العرائش.

دورة متميزة من المهرجان تأتي بعد التتويج الكبير المتمثل في إدراج التراث اللامادي "ماطا" ضمن منظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة "الإيسيسكو" باسم المملكة المغربية.

وبهذه المناسبة أوضح الأستاذ نبيل بركة رئيس المهرجان الدولي "ماطا" للفروسية، أن هذا التتويج، تم بفضل الرعاية المولوية السامية التي يتشرف بها المهرجان في جميع دوراته، مستحضرا في هذا السياق الرسالة الملكية السامية الموجهة إلى المشاركين في أشغال الدورة الـ17 للجنة الحكومية لصون التراث الثقافي غير المادي التابعة لليونيسكو، والتي من بين ما جاء فيها "أن الثقافة ليست فقط تعبيرا عن الإبداع، وإنما هي كذلك مرآة للحضارات، وضرورة أساسية في حياتنا اليومية، فهي غذاء للروح والفكر، وربط الماضي بالحاضر. كما تُشكِّل صلة وصل بين الفرد ومجتمعه". 

وأبرز الأستاذ بركة أن الحفاظ على موروث ماطا هو بمثابة مواصلة للمسيرة الهامة التي بدأها عميد الشرفاء العلميين الحاج محمد بركة، ونقيب الشرفاء العلميين سيدي عبد الهادي بركة، رحمة الله عليهما وجازاهما كل خير على ما قدماه من بذل وعطاء.

وقال رئيس المهرجان، إن إدراج موروث ماطا اللامادي باسم المغرب في قائمة الإيسيسكو، يعد حدثا تاريخيا كبيرا، تم تحقيقه أيضا بفضل الشركاء الداعمين لدورات المهرجان بمختلف فضاءاته وتلاوينه الثقافية والتنموية والاقتصادية والاجتماعية، وهو تتويج مستحق لخيالة ماطا وعرس على اعتبار أن هذا المحفل الثقافي يعد احتفاء كذلك بالمناطق الجبلية المحتضنة للموروث الروحي والثقافي الغني والمتنوع.

ونوه المتحدث بالتشريف الممنوح مؤخرا بإسبانيا بمدينة إشبيلية لفائدة المهرجان الدولي ماطا للفروسية، المتمثل في جائزة المؤرخ والسياسي والكاتب الإسباني إميليو كاستيلار، عرفانا بالمجهودات الكبرى التي يقدمها المهرجان في تعزيز وتقارب الثقافات بين الحضارات والأمم، اذ تسلمت الجائزة السيدة نبيلة بركة رئيسة الجمعية العلمية العروسية للعمل الاجتماعي والثقافي، نتيجة العمل الثقافي والوطني الجليل الذي قام به المرحوم سيدي عبد الهادي بركة نقيب الشرفاء العلميين، حيث تم التوشيح بحضور وازن من منظمات وهيئات مختلفة.

وزاد قائلا إن التشبث بالجانب الروحي الذي يمثله المهرجان للشرفاء العلميين ولمنتسبي المشيشية الشاذلية، يتجلى خاصة في توافد عدد من رجال الفكر والدين والثقافة والفن والسياسة، وبالتالي الحاجة أكيدة إلى العمل على نشر قيم دعوة القطب مولانا عبد السلام ابن مشيش بين كافة الخلائق، راجيا من الجميع أن يتوجه بالدعاء بأن يعم السلم والأمن والأمان في مناطق النزاع والحروب خاصة في فلسطين المحتلة، والحرب الأوكرانية -الروسية.

صورة أرشيفية من حفل افتتاح الدورة الماضية
وفي ذات السياق صرحت السيدة نبيلة بركة رئيسة الجمعية العلمية العروسية للعمل الاجتماعي والثقافي على أن مهرجان ماطا يأتي في سياق النقاش الدائر حول مدونة الأسرة، والذي يكرس دور المرأة المغربية التي كانت ولا زالت فاعلة في المجتمع المغربي، مشيرة إلى أدوار نساء قبائل جبالة في الاحتفاء بهذا الإرث المغربي العريق، وهو ما تشهده كل فضاءات ماطا الذي يعد كذلك مناسبة لإبراز الروابط المتينة بين جهة الشمال وثقافة قبائل الصحراء المغربية ضيف المهرجان الدائم الوافد على فضاءات المهرجان ممثلا في هيئات ثقافية وإعلامية وتعاونيات مجالية وحرف تقليدية.

"ماطا"، تراث عالمي :

في جميع أنحاء جبل العلم، يستقبل الفلاحون الربيع من خلال ممارسة لعبة فريدة تتطلب الشجاعة والدقة والمرونة والذكاء بالإضافة إلى سلاسة براعة كبيرة من ممارسيها. إنها لعبة يتوحد فيها الحصان والفارس، في تناغم تام، للاحتفاء بثقافة عريقة لمنطقة رائعة. وقد أطلق سكان جبالة على اللعبة اسم "ماطا".

وإلى يومنا هذا، وفي كل سنة تقريبا، تحرص قبائل بني عروس على هذه التقاليد، كما تحرص على تطبيق قواعد اللعبة بدقة عالية. بعد غربلة حقول القمح، في قرية أزنيد أولاً، ثم في مناطق أخرى بعد ذلك، تواكب الفتيات والنساء من القبيلة هذه العملية التي كلفن بها بأغانيهن، وزغاريدهن الشهيرة، التي تمتزج بصوت الغيطة والطبول الذي تشتهر به المنطقة. إنهن نفس النساء اللواتي يصنعن، بفضل القصب والأقمشة، الدمية التي سيتنافس عليها أشجع المتسابقين في منطقة جبالة، الجهة حيث فن ركوب الخيل وتربيتها وتدريبها تعتبر خصوصية ثقافية قوية. يجب أن يركب المتسابقون المشاركون في لعبة "ماطا" دون سروج، مرتدين الجلباب والعمامات. ووفقًا للتقاليد الشفوية، فإن الفائز في لعبة "ماطا" هو الشخص الذي سوف يسحب الدمية من الفرسان الآخرين ويأخذها بعيدًا، باستخدام مهارته وشجاعته، ويحصل على مكافأة رائعة: حيث يصبح زوج أجمل فتاة في القبيلة.

من المحتمل أن تكون لعبة "ماطا" مستوحاة من بوزكاشي، وهي لعبة مشابهة ولكنها أكثر عنفا، تم استلهامها، حسب الأسطورة، من قبل مولاي عبد السلام بن مشيش خلال زيارته لابن بوخاري. إن البوزكاشي الذي يمارس في أفغانستان يتعلق بجثة عنزة يتنافس بخصوصها الفرسان بشكل شرس مما يخلف الكثير من الجرحى.

يحتفل هذا الموعد السنوي بثقافة الأجداد التي يتم من خلالها التعبير عن الإحساس بإعادة التأهيل والشعور بالإيمان المتجذر والوطنية كمدرسة صوفية وقيم روحية وعالمية، جميع الإرث الإنساني الذي ورثه القطب الكبير مولاي عبد السلام بن مشيش إلى الشرفاء العلميين، والطريقة المشيشية الشاذلية وسكان هذه جهة الاستثنائية.

صورة أرشيفية من حفل افتتاح الدورة الماضية




في نفس الركن