Quantcast
2024 ماي 13 - تم تعديله في [التاريخ]

الملتقى الدولي للتربية الجمالية في دورته الثامنة يحلق بقامات علمية بنفس فني وتربوي

كلية علوم التربية بالرباط تنظم رحلة جمالية عبر الماء على امتداد ثلاثة أيام


الملتقى الدولي للتربية الجمالية في دورته الثامنة يحلق بقامات علمية بنفس فني وتربوي
العلم - شيماء اغنيوة

بالفن يمكن أن نتجاوز عقبات الحياة...بالفن يمكن أن نواجه قبح الأشياء التي تحيط بنا...بالفن يمكن أن نعيش الحياة أكثر من مرة...نعم، يمكن أن نجعلها أكثر صدقا واتساعا...فقد
أعاد ملتقى الإبداع الفني الدولي الثامن تشكيل ملامح مسرح محمد الخامس مساء يوم الخميس التاسع من ماي الجاري، في أمسية امتزج فيها الفن التشكيلي بالموسيقى وبالمسرح في حفل افتتاح الدورة الثامنة من هذه التظاهرة الثقافية الفنية التي ينظمها ماستر التربية الجمالية بكلية علوم التربية، تحت شعار "عين على الماء: تربية، ثقافة، جماليات"، لتسليط الضوء على إشكالية ندرة المياه و مقاربة الظاهرة وطنياً و كونيا.
 
في إطار الأدوار العلمية و التنويرية لكلية علوم التربية ، ومساهمة منها في الجهود الوطنية و الدولية الرامية إلى تحقيق التنمية المستدامة و ضمان السلم و الأمن المائي للأجيال القادمة، انعقد الملتقى الدولي الثامن للتربية الجمالية ليتجاوز مسألة التحسيس بخطورة ندرة المياه و تشخيص الوضعية المائية اليوم إلى محاولة إنتاج الأفكار حول الحلول البديلة، خاصة أننا نواجه تحديات مناخية و ديموغرافية قاسية تسهم بشكل مباشر في ندرة المياه.

هذا، وشكل الملتقى الدولي الثامن للتربية الجمالية فرصة حقيقية للباحثين والمهتمين بالشأن المائي من داخل الوطن وخارجه، لنقاش الوضعية المائية وكل التدابير الاستعجالية وأيضا محاربة كل أشكال تبذير هذه المادة الحيوية و استخداماتها غير مسؤولة.

ويعد الملتقى مناسبة نوعية لتبادل الأفكار وتقاسم الرؤى حول التربية على ثقافة استهلاكية مائية جديدة، تقطع مع الإسراف في استعمال المياه إلى ترشيد استهلاكها وفق منطلقات فكرية مختلفة اقتصادية، اجتماعية ثقافية و تربوية، تروم من بين ما ترومه، تعميق الدراسة والبحث والإبداع لدى عموم الطلبة، باعتبار الملتقى مناسبة لتسليط الضوء على إسهامات الكلية و مقترحاتها في مسألة الحفاظ على الموارد المائية و تثمينها، و ذلك وفق مقاربة متعددة تتأسس على الدور الريادي للثقافة و التربية الجمالية في الحياة الجامعية.

جدير بالذكر، أن الملتقى الدولي الثامن للتربية الجمالية، تميز بغنى برنامجه العلمي والثقافي والفني من عروض فنية ومعارض بيداغوجية و ورشات فنية حول المجسمات البيداغوجية والفنون التشكيلية و الموسيقى و المسرح، و تدبير المشاريع التربوية و الفنية و الثقافية، بحيث انخرط الطلبة في مختلف اللقاءات و الورشات التي أطرها ثلة من أساتذة الكلية و ضيوفها الأجانب، كاللقاءات المفتوحة مع الكتاب و المبدعين، و الورشات الفنية المرتبطة بإعداد المتحف البيداغوجي و الفني حول الماء، و المجسمات البيداغوجية، و المنتدى التربوي و الفني للطلبة، و تدبير المشاريع التربوية و الفنية و الثقافية، بالإضافة إلى تنظيم الندوة العلمية في موضوع “الماء في الثقافة الفنية و البيئية” و التي تسلط الضوء على قضايا هامة كالماء في الثقافة الفنية و الماء في الثقافة البيئية، بالإضافة لفقرات موسيقية و فنية و إبداعية رقمية لفائدة طلبة الكلية و كافة المهتمين بالشأن التربوي و الفني و الأدبي.

الملتقى الدولي للتربية الجمالية في دورته الثامنة يحلق بقامات علمية بنفس فني وتربوي
عبر رمزية الماء تتأكد بصفة قطعية مغربية الصحراء

وأكد في هذا الإطار فريد باشا رئيس جامعة محمد الخامس في كلمة له، أن إصلاح منظومة التعليم العالي فتحت أبواب للحياة داخل المؤسسات الجامعية، فالحياة دون ثقافة وفن صعبة، كما أشار إلى أن عبر رمزية الماء تتأكد بصفة قطعية مغربية الصحراء. موضحا أن ما يتم تعلمه عبر الفن والثقافة لا يتم عبر الأساليب التقليدية من قراءة أو قواعد، معتبرا ن الجماليات عبر الفضاء الجامعي باب للتمكين والحرية والتعايش وللعيش، كما نوه في هذا الإطار فريد باشا، كل طلبة ومكونات كلية علوم التربية والمؤسسات التابعة للجامعة بهذا الملتقى الذي اعتبره ناجحا بامتياز والتي وعت عبره المؤسسات الجامعية كل الوعي بضرورة إعطاء الثقافة والفن المكانة التي تستحقها داخل الفضاء الجامعي.

الملتقى الدولي للتربية الجمالية في دورته الثامنة يحلق بقامات علمية بنفس فني وتربوي
الفن والابداع أداة الوعي وبناء السلوك المستدام

من جهته أوضح عبد اللطيف كداي، عميد كلية علوم التربية، أن المحطة الثامنة لهذا الملتقى، اتخذت كشعار لها الماء، بناء على التوجيهات الملكية السامية، إضافة إلى مذكرة الوزارة و الجامعة حول التحسيس بأهمية الماء في بلدنا، باعتباره عنصر حياة و ضرورة من ضروريات الانسان ، حيث أصبح اليوم فيه شيء من الندرة نظرا للتغير المناخي الذي يعرفه العالم، وأشار إلى أن الحروب القادمة بلا شك هي حروب الماء، وبالتالي ستكون مهمة الإنسانية صعبة للحفاظ على هذه الثروة الحيوية، معتبرا أنه عن طريق الفن والابداع والتربية يمكن نشر الوعي وبناء السلوك المستدام ، عبر هذا الملتقى ومن خلال العمل الدائم عبر مختلف التكوينات التي تحتضنها كلية علوم التربية.

الملتقى الدولي للتربية الجمالية في دورته الثامنة يحلق بقامات علمية بنفس فني وتربوي
"الكراب" المغربي رمز فلكلوري ومهنة طالها النسيان

وفي مشهد فني تعبيري ذو حمولة ثقافية بمدخل مسرح محمد الخامس جسد ياسين هواري، خريج المعهد العالي للفن المسرحي والتنشيط الثقافي، وطالب بماستر التربية الجمالية، دور "الكراب" مرتديا السروال الأحمر التقليدي وبلغة مغربية. يحمل ناقوسا صغيرا ينادي به على المارة، على رأسه الترازة وهي قبعة ملونة كبيرة التي تقي وجهه من إحراق الشمس، وعلى ظهره القربة  «القراب» الكبيرة التي يتخذ اسمه منها، مصنوعة من جلد الماعز، مزينة بقطع نقدية قديمة. وتعلق بحزامها «الطاسات» أي زليفات نحاسية يشرب منها الزبناء.

وفي هذا الإطار أكد ياسين هواري في تصريح لـ"العلم"، أن الملتقى يعد فرصة وفضاء لإماطة اللثام عن الكفاءات الطلابية، عبر تيمات مختلفة من بينها الماء، و هي التيمة التي تبنتها الدورة الثامنة من هذا الملتقى، في إطار الظرفية التي تعيشها المملكة المغربية و سائر بلدان العالم من أزمة مياه خانقة تنذر بمستقبل خطر قد يودي بحياة كوكب الأرض للهلاك. وقد أضاف المتحدث أنه تم التعبير عن هذه التيمة عبر إنجاز عروض ومشاهد تعبيرية ومجسمات بيداغوجية تعكس أساليب تدبير المياه كمشاريع التحلية وسدود المغرب.

الملتقى الدولي للتربية الجمالية في دورته الثامنة يحلق بقامات علمية بنفس فني وتربوي
"تاغنجا" الأمازيغية تطلب الغيث

ولم يكن القراب لوحده أو ياسين يجسد هذا المشهد السريالي حول أهمية الماء... بل رافقته تاغنجا التي جسدتها الممثلة والطالبة سناء باحج ،كدلالة رمزية على ندرة المياه والعلاقة الوطيدة بين مهنة القراب بالمغرب و وفرة المياه كمورد أساسي وموروث ثقافي...حيث ترتكز فكرة طقوس "تاغنجا"، التي تعني بالأمازيغية المغرفة الخشبية، والتي ترمز إلى السقي، على طواف فتيات أو نساء وأطفال أيضاً بين دروب وأزقة الأحياء في القرى، حاملين معهم مغرفة مزينة بأثواب على شكل سيدة، مع ترديد أدعية بطلب الاستسقاء والمطر.

ويردد الأطفال والفتيات صغيرات وكبيرات في السن أهازيج من قبيل "تاغنجا  تاغنجا... يا ربي تجيب الشتا"، و"السبولة عطشانة... غيثها يا مولانا"، ومعناها ابتهال لله بأن ينزل المطر، وأيضاً وصف السنبلة بالعطشى التي تطلب الغيث من الله.

من جهتها أكدت سناء باحج في تصريح لـ"العلم" أن الملتقى يشكل أهمية ذات أبعاد مختلفة بالنسبة لها كإنسانة أولا ثم كفنانة، كون الجمال و الفن مرتبطان بآصرة قوية مع الماء و الحياة، فمشاركتها اعتبرتها فرصة تعكس التنوع الثقافي بربوع المملكة.

الملتقى الدولي للتربية الجمالية في دورته الثامنة يحلق بقامات علمية بنفس فني وتربوي
أوراق التسويد... مشروع فني متميز للفنان إلياس تيار يعبر فيه عن دواخل اللاشعور

كما تضمن افتتاح الملتقى إلى جانب المشاهد التعبيرية معرض تشكيلي شارك فيه فنانون بتجارب إبداعية وانتماءات مختلفة، وبين اللوحات الفنية، التي توزعت في بهو الطابق العلوي من المسرح، عرض إلياس تيار، طالب بماستر التربية الجمالية وفنان تشكيلي وأستاذ الفلسفة، إبداعاته الفنية التي اشتغل فيها على أوراق التسويد باعتبارها أكثر ورقة يكون فيها المرء حرا يكتب بطلاقة في غياب أية رقابة خارجية و معبرا عن دواخل اللاشعور من خلال فلتات الأقلام و الخربشات، حسب ما وصف به الفنان إلياس تيار مشروعه الفني في تصريح لـ"العلم".

وأضاف المتحدث أن الملتقى إضافة نوعية للمشهد الثقافي كونه يرسخ نوع من التربية الفنية والثقافية داخل المجتمع المغربي ويعتبر رهانا أساسيا بالنسبة للملتقى وللجهة المنظمة، باعتبار الشأن الثقافي لابد أن يكون مفتوحا لجميع الفئات الاجتماعية والثقافية.

الملتقى الدولي للتربية الجمالية في دورته الثامنة يحلق بقامات علمية بنفس فني وتربوي
كما أوضح إلياس أن الملتقى يتضمن أنشطة متنوعة كالورشات الفنية والمعارض والعروض المسرحية وفنون الآداء، و يمكن القول أنه غطى عدد كبير من المجالات الفنية و تقديمها للجمهور بصفة عامة، و قد كانت المساهمات في هذا الملتقى من قبل فنانون محترفون قدموا أعمال فنية بمستوى عالي، أي الجودة في المجال الفني و الثقافي حاضرة بشكل كبير داخل هذا الملتقى.

الملتقى الدولي للتربية الجمالية في دورته الثامنة يحلق بقامات علمية بنفس فني وتربوي
المجسمات البيداغوجية... لغة بصرية بأبعاد تربوية

وعاش الطلبة، والحضور، على إيقاع ورشات فنية تهدف إلى إعداد المتحف البيداغوجي والفني لثقافة الماء المقام على هامش الملتقى، في هذا الصدد، أكدت هاجر لمباركي، طالبة بكلية علوم التربية ومشاركة في الملتقى بتحفتها الفنية، فنانة ورسامة ومرممة آثار، في تصريح لـ "العلم"، أن "المجسمات البيداغوجية تساهم في تقديم الأفكار بشكل واضح، كون الملتقى يتخذ من الماء تيمة له، فمشاهدة المجسم يجعل المتلقي قريب من الموضوع.

الملتقى الدولي للتربية الجمالية في دورته الثامنة يحلق بقامات علمية بنفس فني وتربوي
وأضافت المتحدثة ذاتها، أن التفاعل ينتج بين المتلقي والمجسمات البيداغوجية، ويصبحان معا جزء من فضاء واحد، ولفتت المتحدثة الانتباه إلى أن الوسيلة الأولى للتواصل هي العين.

الملتقى الدولي للتربية الجمالية في دورته الثامنة يحلق بقامات علمية بنفس فني وتربوي
انفتاح الجامعة على مختلف الفنون ضرورة ملحة

فيما أعرب الممثل والمخرج، سعيد آيت باجا في تصريح لـ "العلم" عن افتخاره بانفتاح الجامعة على مختلف الفنون رقصا و غناء و تشخيصا ورسما، و أيضا على فن الخشبة، معتبرا أن هذا الانفتاح ضرورة  كون هذا الأخير فن مرکب يساعد على تحقيق الأهداف التربوية، ويساهم في تفجير الكثير من الطاقات الإبداعية بين الشباب، باعتباره أيضا مرآة صادقة تعكس واقع المجتمع، وله دور كبیر في تكوین شخصیة الطلبة حیث أن لـه القـدرة علـي إشـباع حاجـاتهم، واكـسابهم بعـض القـیم الإیجابیـة ، كما نوه المتحدث بمبادرات جامعة محمد الخامس للمزج بين التكوين العلمي والفني والسعي الدائم إلى تفجير الطاقات الشابة داخل الفضاء الجامعي.

الملتقى الدولي للتربية الجمالية في دورته الثامنة يحلق بقامات علمية بنفس فني وتربوي
يشكل الملتقى فرصة لإحياء مفهومي "الكراب" و "تغنجا" وعلاقتهما بالماء و الفرد

من جانبها أوضحت الفنانة حسناء لحكيم، طالبة باحثة في سلك ماستر التربية الجمالية في تصريح لـ"العلم"، أن الملتقى الدولي الثامن للتربية الجمالية في نسخته الثامنة و الذي اتخذ شعار عين على الماء كتيمة من التيمات الأساسية التي يتمحور حولها العالم، باعتبار إشكالية الماء عالمية كونية، و يتمثل تدخل كلية علوم التربية في هذا الملتقى إحياء مفهومي "الكراب" و "تغنجا" و علاقتهما بالماء و بالفرد في المجتمع ككل، من خلال صلاة الاستسقاء طلبا للشتاء، ورمزية تغنجا لها ما لها من دلالة في تيمة الماء، كما عكست الورشات الفنية الإبداعية هذه الدلالة من خلال مجسمات تعبر عن الخطارات و الواحات، وعلى تقنيات استدامة الماء من قبيل تحلية المياه و معالجتها، و الذي أخذ محطات عدة من شمال المملكة إلى جنوبها، كما استشفينا الابداع الفني لدى كل طالب بلمسته الفنية وما قدم من لوحة فنية متميزة تعكس الساقية ذات الرمزية و الدلالة المجتمعية.

الملتقى الدولي للتربية الجمالية في دورته الثامنة يحلق بقامات علمية بنفس فني وتربوي
انفجرت فتحرر صوتها... قصة تودة عن مسرحية "تكنزا"

كما عرف الملتقى تقديم عرض مسرحية "تكنزا" قصة تـودة، أدتها فرقـة فوانيس ورزازات، لمخرجها الفنان أمين ناسور، يتناول العرض المسرحي "تكنزا...قصة تودة" للمخرج المسرحي أمين ناسور، مفهوم ثقافة الاختلاف، فرغم بهرجة المدينة تختار "تودة" العودة إلى جذورها وإلى قريتها حبلى بأفكار الحرية حيث يقوم عرض "تكنزا" على قصة من التراث وتحديدا من أسطورة متداولة بين قبائل جبال الأطلس الكبير الفاصلة بين سهول الحوز وواحة درعة. تستلهم مسرحية "تكنزا...قصة تودة" دلالتها وأبعادها الفرجوية من التراث الثقافي، وهو عمل إبداعي يغوص في عمق التاريخ ويعمل على التعريف بخصوصيات جهة مدينة ورزازات الثقافية والحضارية.
 

              

















MyMeteo



Facebook
YouTube
Newsletter
Rss

الاشتراك بالرسالة الاخبارية
أدخل بريدك الإلكتروني للتوصل بآخر الأخبار