العلم الإلكترونية - عبد الناصر الكواي
بعد اعتمادها في عدد من الدول، وتوصية اللجنة العلمية بها، المغرب يعتمد الجرعة الرابعة من اللقاحات المضادة للفيروس التاجي. ودعت وزارة الصحة والحماية الاجتماعية السبت الأخير، عموم المواطنين الذين تزيد أعمارهم عن 18 عاماً إلى أخذ الجرعة الرابعة المعززة بعد 6 أشهر من تلقي الثالثة.
بعد اعتمادها في عدد من الدول، وتوصية اللجنة العلمية بها، المغرب يعتمد الجرعة الرابعة من اللقاحات المضادة للفيروس التاجي. ودعت وزارة الصحة والحماية الاجتماعية السبت الأخير، عموم المواطنين الذين تزيد أعمارهم عن 18 عاماً إلى أخذ الجرعة الرابعة المعززة بعد 6 أشهر من تلقي الثالثة.
وقالت الوزارة في بلاغ، «بناء على توصيات اللجنة العلمية تدعو وزارة الصحة والحماية الاجتماعية الأشخاص الذين تفوق أعمارهم 60 سنة –على وجه الخصوص- وكذا الأشخاص البالغين 18 سنة فما فوق، والذين يعانون من عوامل المرض إلى أخذ جرعة تذكيرية من اللقاح ضد فيروس كوفيد-19 بعد مرور 6 أشهر من تلقي الجرعة الثالثة المعززة».
في هذا السياق، أكد الطيب حمضي، الطبيب الباحث في السياسات والنظم الصحية، على ضرورة تلقي الأشخاص المسنين والفئات الهشة والمصابين بالأمراض المزمنة للجرعة المعززة، وكذا الأشخاص غير الملقحين بغيةَ الرفع من مستوى مناعتهم.
وعزا المصدر نفسه، الارتفاع المتزايد للإصابات بفيروس كورونا، إلى الحركية الكبيرة التي يعرفها المجتمع المغربي حاليا، وانتشار متحورات فرعية جديدة من الفيروس التاجي، والنقص في المناعة، منبها في تصريح لـ»العلم»، إلى وجود تراخٍ في الالتزام بالتدابير الوقائية، بالمملكة على غرار جل دول العالم بسبب الاعتقاد الخاطئ بأن الجائحة انتهت.
وأوضح حمضي، أن المغرب عرف موجة أولى في يناير وفبراير ومارس بفيروس كورونا المستجد «سارس BA1»، ثم المتحور « BA.2 « ليصبح المتحور الفرعي «BA.5 « أكثر انتشارا ويأخذ مكان المتحور «BA.1 «، مشيرا إلى أن المغرب يتوفر على مناعة هجينة مكونة من الأشخاص الذين تلقوا تلقيحا كاملا والذين أصيبوا بكوفيد-19 سابقا، وتعد هذه أقوى مناعة تحمي المنظومة الصحية من الحالات الخطيرة وتقلل من نسبة الوفيات، غير انها لا تحمي من الإصابة بالفيروس.
وسجل الباحث ذاته، أنّ الوضعية الوبائية الراهنة تتميز بانتقال انتشار فيروس كوفيد-19 من المستوى « الأخضر « إلى المستوى «البرتقالي» ثم إلى «المستوى الأحمر»، مبرزا أنه خلال الأيام القليلة المقبلة، من المتوقع أن يعرف المغرب ارتفاعا كبيرا في عدد حالات الإصابة اليومية مع بداية موسم العطل والتجمعات العائلية خلال عيد الأضحى والحفلات والأسفار.
وتوقع المتحدث، أن يشهد المغرب ذروتين، الأولى خلال هذا الأسبوع ستتميز بانتشار للمتحور «BA.2 « بشكل أساسي والمتحور «BA.5» بشكل ثانوي، أما الذروة الثانية فستكون في منتصف شهر يوليوز الجاري، وسينتشر خلالها المتحور «BA.5 «، قبل أن ينخفض عدد حالات الإصابة في نهاية شهر يوليوز وبداية شهر غشت» .
وقال الخبير الصحي، إن المتحور «BA.5» الذي يعرف انتشارا كبيرا في أوروبا وفي الولايات المتحدة الأمريكية وفي إفريقيا، يشبه إلى حد كبير المتحور «BA.2 «، لكونه سريع الانتشار وتستمر مدة المرض سبعة أيام، بأعراض شديدة، منها على الخصوص ارتفاع درجة الحرارة وفقدان حاسة الشم والذوق والإرهاق والإسهال، مبرزا عدم وجود دليل على أن المتحور «BA.5» أشد شراسة وفتكا من باقي المتحورات.
وقدّر الطيب حمضي، أن ارتفاع حالات الإصابة لن ينعكس بارتفاع كبير لنسبة الوفيات والحالات الخطيرة الوافدة على أقسام العناية المركزة، متوقعا أن المنظومة الصحية لن تكون تحت التهديد، ومن ثمة عدم العودة إلى تشديد الإجراءات الاحترازية المرتبطة بكورونا.