2024 يناير 10 - تم تعديله في [التاريخ]

المغرب‭ ‬يصنع‭ ‬مستقبله‭ ‬من‭ ‬صحرائه


العلم الإلكترونية - الرباط 

الدينامية‭ ‬الفعالة‭ ‬في‭ ‬تسريع‭ ‬تنفيذ‭ ‬برامج‭ ‬النموذج‭ ‬التنموي‭ ‬الجديد‭ ‬في‭ ‬أقاليمنا‭ ‬الجنوبية‭ ‬،‭ ‬تبعث‭ ‬على‭ ‬تأكيد‭ ‬اليقين‭ ‬بأن‭ ‬المغرب‭ ‬يصنع‭ ‬مستقبله‭ ‬من‭ ‬صحرائه‭ ‬،‭ ‬و‭ ‬يؤسس‭ ‬لحقبة‭ ‬تاريخية‭ ‬مزدهرة‭ ‬تنطلق‭ ‬من‭ ‬الساقية‭ ‬الحمراء‭ ‬و‭ ‬وادي‭ ‬الذهب‭ ‬،‭ ‬ويبني‭ ‬القواعد‭ ‬للنهضة‭ ‬الحضارية‭ ‬الكبرى‭ ‬التي‭ ‬ستعم‭ ‬التراب‭ ‬الوطني‭ ‬،‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬الجزء‭ ‬العزيز‭ ‬من‭ ‬الوطن‭ ‬،‭ ‬الذي‭ ‬حررته‭ ‬من‭ ‬نير‭ ‬الاستعمار‭ ‬،‭ ‬المسيرة‭ ‬الخضراء‭ ‬المظفرة‭ ‬التي‭ ‬انطلقت‭ ‬قبل‭ ‬حوالي‭ ‬نصف‭ ‬قرن‭ ‬،‭ ‬بقيادة‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬الحسن‭ ‬الثاني‭ ‬،‭ ‬رحمه‭ ‬الله‭ ‬،‭ ‬و‭ ‬التي‭ ‬تتواصل‭ ‬وفق‭ ‬وتيرة‭ ‬مطردة‭ ‬،‭ ‬بعبقريةٍ‭ ‬قياديةٍ‭ ‬من‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬محمد‭ ‬السادس‭ ‬،‭ ‬حفظه‭ ‬الله‭ ‬،‭ ‬في‭ ‬طفرةٍ‭ ‬تنمويةٍ‭ ‬واسعةٍ‭ ‬،‭ ‬وفي‭ ‬إطار‭ ‬مخطط‭ ‬التنمية‭ ‬الجهوية‭ ‬الشاملة‭ ‬والمستدامة‭ ‬،‭ ‬الذي‭ ‬يشمل‭ ‬القطاعات‭ ‬كافة‭ ‬،‭ ‬الاجتماعية‭ ‬والاقتصادية‭ ‬و‭ ‬الصناعية‭ ‬و‭ ‬الثقافية‭ ‬والرياضية‭ ‬والبيئية‭ ‬،‭ ‬مما‭ ‬سيجعل‭ ‬الصحراء‭ ‬المغربية‭ ‬بإقليميها‭ ‬،‭ ‬قطباً‭ ‬اقتصادياً‭ ‬جاذباً‭ ‬و‭ ‬واعداً‭ ‬،‭ ‬يقيم‭ ‬جسور‭ ‬التعاون‭ ‬والشراكة‭ ‬بين‭ ‬المغرب‭ ‬وأفريقيا‭ ‬جنوبي‭ ‬الصحراء‭ ‬من‭ ‬جهة‭ ‬،‭ ‬وأوروبا‭ ‬و‭ ‬الأمريكتين‭ ‬من‭ ‬جهة‭ ‬أخرى‭ .‬
 
إن‭ ‬المغرب‭ ‬يخوض‭ ‬اليوم‭ ‬تجربة‭ ‬إنمائية‭ ‬عديمة‭ ‬النظير‭ ‬،‭ ‬في‭ ‬صحرائه‭ ‬التي‭ ‬أحياها‭ ‬من‭ ‬موات‭ ‬طال‭ ‬زهاء‭ ‬ثمانية‭ ‬عقود‭ ‬،‭ ‬وبث‭ ‬فيها‭ ‬روح‭ ‬الانبعاث‭ ‬وقوة‭ ‬الانطلاق‭ ‬و‭ ‬فورة‭ ‬التجديد‭ ‬وعزيمة‭ ‬التطوير‭ ‬،‭ ‬حتى‭ ‬صارت‭ ‬نموذجاً‭ ‬راقياً‭ ‬للانتعاش‭ ‬الشامل‭ ‬،‭ ‬ومثالاً‭ ‬نادراً‭ ‬للسير‭ ‬في‭ ‬طريق‭ ‬الازدهار‭ ‬،‭ ‬و‭ ‬صورةً‭ ‬مشرقةً‭ ‬للتنمية‭ ‬التي‭ ‬تخدم‭ ‬الإنسان‭ ‬و‭ ‬ترتقي‭ ‬به‭ ‬،‭ ‬وتنهض‭ ‬بالوطن‭ ‬وتفتح‭ ‬أمامه‭ ‬طرق‭ ‬التقدم‭ ‬و‭ ‬مسالك‭ ‬التطور‭ ‬و‭ ‬آفاق‭ ‬الازدهار‭ .‬
 
ولقد‭ ‬وفق‭ ‬المغرب‭ ‬في‭ ‬اختيار‭ ‬الوقت‭ ‬المناسب‭ ‬للنهوض‭ ‬بأقاليمه‭ ‬الجنوبية‭ ‬،‭ ‬وفي‭ ‬وضع‭ ‬النموذج‭ ‬التنموي‭ ‬الجديد‭ ‬الذي‭ ‬يتناسب‭ ‬مع‭ ‬المنطقة‭ ‬،‭ ‬وفي‭ ‬إيجاد‭ ‬الآليات‭ ‬لتفعيل‭ ‬خطط‭ ‬الإنماء‭ ‬القائم‭ ‬على‭ ‬أقوى‭ ‬الأسس‭ ‬،‭ ‬وبأحدث‭ ‬المناهج‭ ‬المعتمدة‭ ‬في‭ ‬الدول‭ ‬المتقدمة‭ . ‬فالصحراء‭ ‬المغربية‭ ‬تتوفر‭ ‬لها‭ ‬مؤهلات‭ ‬ترابية‭ ‬وموارد‭ ‬طبيعية‭ ‬وإمكانات‭ ‬سوسيو‭ ‬اقتصادية‭ ‬كبيرة‭ ‬،‭ ‬مما‭ ‬يتيح‭ ‬أن‭ ‬تتحول‭ ‬إلى‭ ‬الوجهة‭ ‬الاقتصادية‭ ‬الأكثر‭ ‬جاذبية‭ ‬،‭ ‬والجهة‭ ‬التي‭ ‬تتفرد‭ ‬بمزايا‭ ‬عديدة‭ . ‬فميناء‭ ‬الداخلة‭ ‬الأطلسي‭ ‬الذي‭ ‬رصد‭ ‬له‭ ‬استثمار‭ ‬بقيمة‭ ‬12‭,‬4‭ ‬مليار‭ ‬درهم،‭ ‬والطريق‭ ‬السريع‭ ‬الرابط‭ ‬بين‭ ‬تزنيت‭ ‬والداخلة‭ ‬الذي‭ ‬هو‭ ‬صورة‭ ‬للتحدي‭ ‬وللاستثناء‭ ‬المغربي‭ ‬،‭ ‬وتثنية‭ ‬الطريق‭ ‬الوطنية‭ ‬رقم‭ ‬1‭ ‬بين‭ ‬تزنيت‭ ‬والعيون‭ ‬على‭ ‬مسافة‭ ‬555‭ ‬كلم‭ ‬،‭ ‬وتوسيع‭ ‬الطريق‭ ‬إلى‭ ‬19‭ ‬مترا‭ ‬بين‭ ‬العيون‭ ‬والداخلة‭ ‬على‭ ‬مسافة‭ ‬500‭ ‬كلم‭ ‬،‭ ‬و‭ ‬إقامة‭ ‬منطقتين‭ ‬متطورتين‭ ‬للتوزيع‭ ‬والتجارة‭ ‬في‭ ‬المعبر‭ ‬الحدودي‭ ‬الكركرات‭ ‬وبئر‭ ‬كندوز‭ ‬،‭ ‬كل‭ ‬هذه‭ ‬منجزات‭ ‬تنموية‭ ‬عظيمة‭ ‬عالية‭ ‬القيمة‭ ‬،‭ ‬ستسهم‭ ‬،‭ ‬لا‭ ‬محالة‭ ‬،‭ ‬في‭ ‬تطوير‭ ‬الحياة‭ ‬في‭ ‬الصحراء‭ ‬المغربية‭ ‬و‭ ‬في‭ ‬الارتقاء‭ ‬بها‭ ‬،‭ ‬على‭ ‬النحو‭ ‬الذي‭ ‬يعز‭ ‬نظيره‭ ‬في‭ ‬مناطق‭ ‬أخرى‭ ‬مماثلة‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬الطبيعة‭ ‬الجغرافية‭ ‬،‭ ‬من‭ ‬القارة‭ ‬الأفريقية‭ ‬على‭ ‬وجه‭ ‬الإطلاق‭ .‬
 
هذه‭ ‬صناعة‭ ‬لمستقبل‭ ‬المغرب‭ ‬تنطلق‭ ‬من‭ ‬أقاليمنا‭ ‬الجنوبية‭ ‬،‭ ‬و‭ ‬تقوم‭ ‬على‭ ‬قواعد‭ ‬علمية‭ ‬صحيحة‭ ‬،‭ ‬وتستند‭ ‬إلى‭ ‬رؤية‭ ‬حداثية‭ ‬،‭ ‬هي‭ ‬الرؤية‭ ‬المتبصرة‭ ‬والحكيمة‭ ‬لجلالة‭ ‬الملك‭ ‬،‭ ‬نصره‭ ‬الله‭ ‬وأيده‭ ‬،‭ ‬الذي‭ ‬يجدد‭ ‬بناء‭ ‬الدولة‭ ‬المغربية‭ ‬،‭ ‬ويحدث‭ ‬،‭ ‬رعاه‭ ‬الله‭ ‬،‭ ‬طفرة‭ ‬إنمائية‭ ‬ونهضة‭ ‬حضارية‭ ‬ونقلة‭ ‬نوعية‭ ‬في‭ ‬دعم‭ ‬التنمية‭ ‬الشاملة‭ ‬المستدامة‭ .‬



في نفس الركن