* العلم / رشيد زمهوط
كشف مدير المكتب المركزي للأبحاث القضائية «البسيج» التابع للمديرية العامة لمراقبة التراب الوطني قبل أيام، عن وجود صلات بين إيران وجبهة البوليساريو.
وقال حبوب الشرقاوي، في حوار مع قناة i24NEWS «هناك تهديد حقيقي ضد المغرب يأتي من إيران وحزب الله بمساعدة الجزائر. منذ عام 2017 ، تدعم إيران جبهة البوليساريو عبر حزب الله وبمساعدة الجزائر».
وليست المرة الأولى التي يتهم فيه المغرب ايران وميليشيات حزب الله التابعة لها باستهداف أمن و استقرار المغرب و المنطقة.
فقد سبق لوزير الخارجية و التعاون أن صرح أن إيران لا يمكنها الاستمرار في تقويض السلام في العالم»، مؤكداً أن «المغرب يعاني من التدخل الإيراني». وأضاف أن «إيران أضحت هي الراعي الرسمي للانفصال ودعم الجماعات الإرهابية في عدد من الدول العربية مع وجود تواطؤ».
السفير الممثل الدائم للمغرب لدى الأمم المتحدة، عمر هلال، كان قد حذر بنيويورك، من التواطؤ القائم بين إيران وحزب الله وجماعة «البوليساريو» الانفصالية المسلحة لزعزعة استقرار منطقة شمال إفريقيا والمنطقة المغاربية.
لتحليل تداعيات و خلفيات الموقف المغربي المتفطن للأجندة الإيرانية الهدامة بالمنطقة، تواصلت العلم مع الدكتور خالد شيات أستاذ القانون الدولي والعلاقات الدولية بجامعة محمد الأول بوجدة الذي اعتبر أن الوضع يتعلق بواقع لا يرتفع و يعكس التخوفات المغربية الرسمية من التقارب الإيراني الجزائري لأنه يرتبط أساسا باستهداف للمنطقة من طرف ايران أولا.
الباحث الأكاديمي يبرز أن الجزائر تريد تصريف عدائها المستفحل تجاه المغرب على المستوى الاستراتيجي بالتقارب مع قوى مؤثرة على المستوى العالمي كايران و روسيا .
الدكتور شيات وفي تحليله لموقف العالم الغربي من تنطع وغلو النظام الجزائري يبرز مسؤولية الأنظمة الغربية تجاه هذا الوضع غير السوي حيث يوضح أن الجزائر هي خطيئة الدول الغربية من منطلق أن النظام السياسي العسكري الجزائري يعد النظام الوحيد في العالم الذي تحول أيديولوجيا بدون أن يتحول في منظومته العسكرية إذ سقطت كل الأنظمة الشيوعية يورد الخبير المتخصص و سقطت معها حكومات حتى أعدم بعض الزعماء الشيوعيين و تفككت دول بما فيها الاتحاد السوفياتي السابق , يوغوسلافيا وتشيكوسلوفاكيا، لكن النظام الغربي حافظ على النظام الجزائري لاعتبارات جيوسياسية في اطار ما يعتبره منطق توازن الضعف في شمال افريقيا ، لخدمة أجندة التفتيت و الانفصال وخدمة ّأجندة الإضعاف بشمال افريقيا ، التي تسعى لإضعاف المغرب كقوة إقليمية ، حتى لا يحوز القدرة على مجابهة القوى الغربية ، و بذلك فالجزائر هي خطيئة الأنظمة الغربية يخلص الدكتور شيات بالنظر الى أن المغرب لم يسبق له أن شكل خطرا على الدول الغربية بل هو حليف استراتيجي مضمون و موثوق فيه .
يعتقد الخبير في العلاقات الدولية أن هذا الأمر شجع الجزائر لأن تمضي قدما في خياراتها بما تدعيه من شعارات مبدئية و بأنها نظام مجابهة ضد الغرب و ضد إسرائيل .. و هذا الوضع يتجلى أساسا كتبعات لاختيارات نهجتها الدول الغربية بحفاظها على نظام عسكري يخدم مصالحها على الصعيد الجيوسياسي فضلا عن أن تقارب الجزائر مع ايران هو مسعى لتفكيك منظومة دينية مستقرة منذ قرون بالشمال الافريقي .
فتسلل ايران و نهج التشيع الى شمال افريقيا يؤكد الباحث المغربي هو مدخل خطير جدا لأنه ليس هناك أي بديل أو مدخل قادر على اسقاط أي من الأنظمة السياسية في العالم الإسلامي الا المدخل الديني والمذهبي، حيث الدول تتعاقب انطلاقا من قاعدة أساسية هي قاعدة خدمة الدين وتصورها للدين واقحام النقاش أو الصراع المذهبي للشمال الافريقي هو ادخال كارثي وانتحاري أولا للجزائر قبل أي دولة في شمال افريقيا.
فظاهريا ايران تزعم أن لها تصورات تعاونية مع الجزائر، لكن النظام الإيراني مفهومه للحكومة العالمية يقوم على أساس التبعية والسيطرة وأيضا على أساس إيجاد قواعد أساسية والتجذر في المناطق التي تريد أن تتسلل اليها كما هو الحال بالنسبة لإفريقيا الشمالية و للقارة الافريقية عموما.
ولما اختارت الجزائر خدمة هذه الأجندات فعلى باقي الدول أن تعمل على اسقاط هذه المنظومة التحالفية التي تريد الجزائر أن تقيمها بالمنطقة وأن تثق في المغرب كقاطرة اساسية ومجال للحفاظ على مصالح الدول الغربية بالأساس والدول التي تريد أن تلجم دور ايران في عالم اليوم ليس فقط الديني الذي تدعيه طهران بل أساسا الدور الهيمني والحكومة العالمية التي تقوم عليها الأيديولوجية الإيرانية.