العلم: رشيد زمهوط
أسبوعا بعد توقيع موريتانيا والجزائر على بروتوكول اتفاق في مجال الصيد والاقتصاد البحري تمنح بموجبه نواكشوط حصص صيد للجزائر في المياه الاقليمية الموريتانية، كثفت الحكومة المغربية مشاوراتها مع نظيرتها الموريتانية لمحاصرة ما يعتبره الملاحظون خطوة الجزائر الهادفة الى محاصرة المغرب بحريا، بأقصى نقطة من الحدود الجنوبية لمياهه الإقليمية .
العاصمة الموريتانية احتضنت الجمعة الماضي على هامش أشغال الدورة الأولى للجنة المشتركة المغربية الموريتانية في مجال الصيد البحري وتربية الأحياء البحرية، بحضور وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، محمد صديقي، ووزير الصيد والاقتصاد البحري الموريتاني، محمد عابدين امعييف مراسيم التوقيع على البرنامج التنفيذي الأول لسنتي 2023 و 2024 لتنزيل الاتفاق في مجال الصيد البحري وتربية الأحياء البحرية لذات السنتين، والذي يهم عدة مجالات .
وتسعى الجزائر بكافة الوسائل والمناورات الى منع واجهاض كافة خطوات التقارب بين الرباط وجارتها الجنوبية التي يمكن أن تثمرتعاونا ثنائيا في المجالين الاقتصادي والسياسي يفضي الى تعزيز قدرات المملكة على بسط سيادتها الترابية على كامل ترابها بما في ذلك الشروع في أعمار خليج لكويرة أقصى نقطة ترابية للمغرب بالجنوب والتفرغ لبرامج استثمارية رائدة على طول الشريط الساحلي الجنوبي.
النظام الجزائري و لعرقلة مسارات التنسيق والتعاون بين موريتانيا وجارها الشمالي ومحاصرة الرباط اقتصاديا و استراتيجيا عن امتداداتها نحو العمق الافريقي، سارعت قبل سنة الى انشاء وفتح معبر طرقي صحراوي يربط تندوف بالزويرات شمال شرق موريتانيا كخطوة أولى الهدف منها تأمين تحرك العربات و البضائع قريبا من نقط التماس الحدودي مع الحدود المغربية و أيضا لمزاحمة نشاط معبر الكركرات بعد تمديد الطريق نحو دول الساحل الغربي لافريقيا التي تعتمد كليا على نشاط عبور السلع عبر ممر الكركرات الحيوي .
حرص الجزائر على نشر بواخرها و سفنها المخصصة للصيد بالسواحل الشمالية لموريتانيا لا ينبع من حاجة اقتصادية للجزائر للتزود بالأسماك في الوقت الذي تعجز فيه عن توفير حاجياتها الداخلية من الأسماك و الاحياء البحرية من شريطها الساحلي الطويل وغير المستغل , بل إن الخطوة تنطوي على اجندة مدروسة تمكن وحدات بحرية جزائرية من التواجد القانوني تحت غطاء اتفاق الصيد بمنطقة استراتيجية شديدة الحساسية والأهمية للمغرب ترتبط بسيادته الاقتصادية والسياسية على منطقة تقاطبات جيواستراتيجية فائقة الأهمية و التعقيد، ثم إنها ترتبط بتحديات سياسية واقتصادية أساسية مع الجوارين الموريتاني جنوبا و الاسباني بأرخبيل جزر الكناري غربا .
الرباط تفطنت سريعا لمناورات التسلل و التغلغل الجزائري بالمنطقة لذلك حرصت على التفعيل السريع والبناء لاتفاقيات التعاون و التنسيق التي تربطها مع نواكشوط، وعلى رأسها التنسيق العمودي لمواجهة التحديات الأمنية التي يفرضها المحيط الإقليمي المشترك, والتي شكلت قبل أسبوع فقط موضوع التنسيق الأمني الذي جمع بالرباط وفودا أمنية من البلدين تحت اشراف المدير العام للأمن الوطني ولمراقبة التراب الوطني، والمدير العام للأمن الوطني بالجمهورية الإسلامية الموريتانية .