2024 مارس 11 - تم تعديله في [التاريخ]

المغرب‭ ‬يتحول‭ ‬مجددا‭ ‬إلى‭ ‬جسر‭ ‬لتمرير‭ ‬مرشح‭ ‬الجنرالات‭ ‬للرئاسيات‭ ‬المرتقبة‭ : ‬

أتباع‮ ‬نظام‮ ‬قصر‭ ‬المرادية‭ ‬يتفننون‭ ‬في‭ ‬اتهام‭ ‬الرباط‭ ‬بالتشويش‭ ‬على‭ ‬الاستحقاق‭ ‬الرئاسي


العلم الإلكترونية - رشيد زمهوط

عاد‭ ‬الساسة‭ ‬الجزائريون‭ ‬الى‭ ‬لعبتهم‭ ‬المفضلة‭ ‬في‭ ‬تحميل‭ ‬المغرب‭ ‬مسؤولية‮ ‬المصائب‭ ‬والإخفاقات‭ ‬التي‭ ‬تصيب‭ ‬بلادهم،‭ ‬بما‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬مواعيد‭ ‬الاستحقاقات‭ ‬الانتخابية‭ ‬التي‭ ‬تشكل‭ ‬شأنا‭ ‬سياسيا‭ ‬محليا‭ ‬وداخليا‭ ‬لا‭ ‬صلة‭ ‬للمغاربة‭ ‬به‭ ‬لا‭ ‬من‭ ‬قريب‭ ‬أو‭ ‬من‭ ‬بعيد،‭ ‬اللهم‭ ‬إذا‭ ‬كانت‭ ‬الخرجات‭ ‬المتتالية‭ ‬لرموز‭ ‬النظام‭ ‬الجزائري‭ ‬المتهمة‭ ‬للمغرب‭ ‬و‭ ‬المتحرشة‭ ‬به‭ ‬تندرج‭ ‬فقط‭ ‬ضمن‭ ‬هواية‭ ‬تهييج‭ ‬الرأي‭ ‬العام‭ ‬الجزائري‭ ‬المعتادة‭ ‬وتجييشه‭ ‬ضد‭ ‬العدو‭ ‬الخارجي‭ ‬الأوحد‭ ‬للجزائر‭ ‬و‭ ‬هو‭ ‬المغرب‭.‬
 
الأمين‭ ‬العام‭ ‬للتجمع‭ ‬الوطني‭ ‬الديمقراطي‭ ‬الحزب‭ ‬المشارك‭ ‬بقوة‭ ‬في‭ ‬الائتلاف‭ ‬الحاكم‭ ‬المساند‭ ‬للرئيس‭ ‬عبد‭ ‬المجيد‭ ‬تبون‭ ‬إستغل‮ ‬السبت‭ ‬الماضي‭ ‬خطابا‭ ‬وجهه‭ ‬بمدينة‭ ‬معسكر‭ ‬شمال‭ ‬غرب‭ ‬الجزائر،‭ ‬ليتهم‭ ‬من‭ ‬وصفها‭ ‬باللوبيات‭ ‬المغربية‭ ‬بمحاولة‭ ‬زرع‭ ‬الشكوك‭ ‬و‭ ‬القلاقل‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬ضرب‭ ‬أمن‭ ‬الجزائر‭ ‬واستقرارها‭ ‬عبر‭ ‬التشكيك‭ ‬في‭ ‬الموعد‭ ‬الانتخابي‭ ‬الرئاسي‭ ‬بالجزائر‭ .‬
 
المسؤول‭ ‬الحزبي‭ ‬الجزائري‭ ‬المقرب‭ ‬من‭ ‬دائرة‭ ‬السلطة،‭ ‬و‭ ‬هو‭ ‬يوجه‭ ‬سهام‭ ‬الاتهام‭ ‬نحو‭ ‬الجارة‭ ‬المغرب،‭ ‬تجاهل‭ ‬بالمرة‭ ‬أن‭ ‬آخر‭ ‬من‭ ‬تحدث‭ ‬عن‭ ‬مؤشرات‭ ‬تأجيل‭ ‬الانتخابات‭ ‬الرئاسية‭ ‬الجزائرية‭ ‬المنتظرة‭ ‬قبل‭ ‬نهاية‭ ‬شهر‭ ‬دجنبر‭ ‬المقبل‭ ‬هو‭ ‬تقرير‭ ‬صادر‭ ‬عن‭ ‬‮«‬ميناس‭ ‬أسوسييتس‮»‬‭ ‬الشركة‭ ‬البريطانية‭ ‬المتخصصة‭ ‬في‭ ‬التحليلات‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬والسياسية‮ ‬نشر‭ ‬قبل‭ ‬أيام‭ ‬فقط‭ ‬وخلصت‭ ‬فيه‭ ‬المؤسسة‭ ‬البريطانية‭ ‬والتي‭ ‬لا‭ ‬علاقة‭ ‬أو‭ ‬صلة‭ ‬تجمعها‭ ‬بالرباط‮ ‬الى‭ ‬وجود‮ ‬احتمال‭ ‬قوي‭ ‬بتأجيل‭ ‬الانتخابات‭ ‬الرئاسية‭ ‬الجزائرية‭ .‬
 
التقرير‭ ‬البريطاني‭ ‬تعرض‭ ‬لما‭ ‬وصفها‮ ‬بالخلافات‭ ‬بين‭ ‬الرئيس‭ ‬الجزائري‭ ‬عبدالمجيد‭ ‬تبون‭ ‬وبعض‭ ‬الأجنحة‭ ‬في‭ ‬المؤسسة‭ ‬العسكرية‭ ‬ما‭ ‬يشير‭ ‬لإمكانية‭ ‬تأجيل‭ ‬الانتخابات‭ ‬الرئاسية‭ ‬ويمثل‮ ‬أيضا‭ ‬تهديدا‭ ‬للمستقبل‭ ‬السياسي‭ ‬للرئيس‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬مطامع‭ ‬متعلقة‭ ‬بالحكم‭ ‬ومع‭ ‬تصاعد‭ ‬الازمات‭ ‬الداخلية‭ ‬والخارجية‭ ‬التي‭ ‬يعيشها‭ ‬النظام‭ ‬الجزائري‭ ‬وكشف‭ ‬الضغوط‭ ‬المتزايدة‭ ‬التي‭ ‬يمارسها‭ ‬الجيش‭ ‬على‭ ‬الرئيس‭ ‬الحالي‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬التنحي‭ ‬تزامنا‭ ‬مع‭ ‬وجود‭ ‬خلافات‭ ‬وجهود‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬بعض‭ ‬القيادات‭ ‬العسكرية‭ ‬الكبرى‭ ‬للتخلي‭ ‬عن‭ ‬تبون‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬إخفاقات‭ ‬سياسية‭ ‬ودبلوماسية‭ ‬عديدة‭ ‬من‭ ‬بينها‭ ‬ملف‭ ‬الصحراء‭ ‬المغربية‭ ‬الذي‭ ‬حققت‭ ‬فيه‭ ‬الرباط‭ ‬انتصارات‭ ‬دبلوماسية‭ ‬كبرى‭ ‬وتوتر‭ ‬علاقة‭ ‬الجزائر‭ ‬بدول‭ ‬الساحل‭ ‬الافريقي‭ ‬وكذلك‭ ‬بعض‭ ‬الدول‭ ‬الأوروبية‭.‬
 
وشدد‭ ‬التقرير‭ ‬أن‭ ‬بعض‭ ‬أجنحة‭ ‬النظام‭ ‬لا‭ ‬تفضل‭ ‬الرئيس‭ ‬الحالي‭ ‬الذي‭ ‬صعد‭ ‬في‭ ‬سنة‮ ‬2019‮ ‬بدعم‭ ‬من‭ ‬المؤسسة‭ ‬العسكرية‭ ‬لاحتواء‭ ‬غضب‭ ‬الحراك‭ ‬الشعبي‭ ‬الذي‭ ‬انهى‭ ‬حكم‭ ‬الرئيس‭ ‬السابق‭ ‬عبدالعزيز‭ ‬بوتفليقة‭ ‬فيما‭ ‬تشهد‭ ‬قمة‭ ‬المؤسسة‭ ‬العسكرية‭ ‬حاليا‭ ‬صراعات‭ ‬نفوذ‭ ‬ومصالح‭ ‬متضاربة‭ ‬للتوافق‭ ‬حول‭ ‬مرشح‭ ‬بديل‭ ‬لعبد‭ ‬المجيد‭ ‬تبون‭ ‬يقود‭ ‬المرحلة‭ ‬العصيبة‭ ‬التي‭ ‬تجتازها‭ ‬البلاد‭ .‬
 
وليست‮ ‬هذه‭ ‬المرة‭ ‬الأولى‭ ‬الذي‭ ‬تتعمد‭ ‬فيها‭ ‬أدوات‭ ‬النظام‭ ‬العسكري‭ ‬الجزائري‭ ‬تحويل‭ ‬الرئاسيات‭ ‬المحلية‭ ‬الى‭ ‬شأن‭ ‬مغربي‭ ‬خالص‭ , ‬فقبل‭ ‬نصف‭ ‬شهر‭ ‬اتهمت‭ ‬وكالة‭ ‬الأنباء‭ ‬الجزائرية‮ ‬إذاعات‭ ‬فرنسية‭ ‬‮«‬قريبة‭ ‬من‭ ‬المخزن‮»‬‭ ‬بنشر‭ ‬مزاعم‭ ‬حول‭ ‬سعي‭ ‬الجزائر‭ ‬لتأجيج‭ ‬سيناريو‭ ‬حرب‭ ‬مع‭ ‬المغرب‭ ‬بهدف‭ ‬خلق‭ ‬جو‭ ‬من‭ ‬التوتر‭ ‬يتيح‭ ‬لها‭ ‬تأجيل‭ ‬الانتخابات‭ ‬الرئاسية‭ ‬المقررة‭ ‬نهاية‭ ‬السنة‭ ‬الجارية‭.‬
 
و‭ ‬تحاملت‭ ‬المؤسسة‭ ‬الإعلامية‭ ‬الرسمية‭ ‬للنظام‮ ‬بقسوة‭ ‬على‭ ‬المغرب‭ ‬و‭ ‬مؤسساته‭ ‬السيادية‭ ‬رغم‭ ‬أن‭ ‬المعلومة‭ ‬التي‭ ‬بنت‭ ‬عليها‭ ‬الوكالة‭ ‬اتهاماتها‭ ‬الكاذبة‭ ‬للمملكة‭ ‬نشرت‭ ‬في‭ ‬موقع‭ ‬فرنسي‭ ‬يديره‭ ‬مواطن‭ ‬فرنسي‭ ‬مقرب‭ ‬من‭ ‬أجهزة‭ ‬الاستعلامات‭ ‬الفرنسية‭ ‬نشر‭ ‬تقريرا‭ ‬وصفه‭ ‬بـ»الحصري‮»‬،‭ ‬وقال‭ ‬فيه‭ ‬استنادا‭ ‬الى‭ ‬مصادر‭ ‬من‭ ‬داخل‭ ‬نظام‭ ‬الحكم‭ ‬بالجزائر‮ ‬أن‭ ‬الحكومة‭ ‬الجزائرية‭ ‬تحاكي‭ ‬حربا‭ ‬على‭ ‬المغرب‭ ‬لتأجيل‭ ‬الانتخابات‭ ‬الرئاسية‭ ‬المقبلة‭...‬
 
ومن‭ ‬الواضح‭ ‬أن‭ ‬تواتر‭ ‬الاتهامات‭ ‬الخيالية‭ ‬و‭ ‬غير‭ ‬المبررة‮ ‬تجاه‭ ‬المغرب‭ , ‬و‭ ‬تركيز‭ ‬الاعلام‭ ‬الدائر‭ ‬في‭ ‬فلك‭ ‬السلطة‭ ‬العليا‭ ‬بالجزائر‭ ‬يحيل‭ ‬على‭ ‬رغبة‭ ‬أكيدة‭ ‬و‭ ‬مبيتة‭ ‬للنظام‮ ‬لجعل‭ ‬الجارة‭ ‬الغربية‭ ‬للجزائر‭ ‬في‭ ‬صلب‭ ‬و‭ ‬جوهر‭ ‬الحملة‭ ‬الانتخابية‭ ‬للرئاسيات‭ ‬المرتقبة‭ ‬و‭ ‬جسرا‭ ‬لتمرير‭ ‬مرشح‭ ‬النظام‭ ‬العسكري‭ ‬بيسر‭ ‬و‭ ‬سلاسة‭ ‬و‭ ‬دون‭ ‬أضرار‭ ‬سياسية‭ ‬و‭ ‬أمنية‭ ‬جانبية‭.‬



في نفس الركن