2025 مارس 14 - تم تعديله في [التاريخ]

المغرب‭ ‬و‭ ‬إسبانيا‭ :‬ تفاهم‭ ‬تام‭ ‬و‭ ‬تطابق‭ ‬مصالح‭ ‬أساس‭ ‬لشراكة‭ ‬استراتيجية


العلم الالكترونية - الرباط
 
جدد‭ ‬وزير‭ ‬الخارجية‭ ‬الإسباني‭ ‬خوسيه‭ ‬مانويل‭ ‬ألباريس‭ ‬،‭ ‬التأكيد‭ ‬على‭ ‬التزام‭ ‬بلاده‭ ‬بخريطة‭ ‬الطريق‭ ‬التي‭ ‬تم‭ ‬وضعها‭ ‬والاتفاق‭ ‬حولها،‭ ‬خلال‭ ‬الزيارة‭ ‬الرسمية‭ ‬التي‭ ‬قام‭ ‬بها‭ ‬رئيس‭ ‬الحكومة‭ ‬الإسبانية‭ ‬بيدرو‭ ‬سانشيز‭ ‬للمملكة‭ ‬المغربية‭ ‬بدعوة‭ ‬من‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬محمد‭ ‬السادس،‭ ‬حفظه‭ ‬الله‭ ‬وأيده،‭ ‬وذلك‭ ‬في‭ ‬يوم‭ ‬7‭ ‬من‭ ‬شهر‭ ‬أبريل‭ ‬سنة‭ ‬2022‭. ‬فقد‭ ‬صرح‭ ‬رئيس‭ ‬الدبلوماسية‭ ‬الإسبانية‭ ‬،‭ ‬داخل‭ ‬البرلمان‭ ‬الإسباني،‭ ‬أن‭ ‬بلاده‭ ‬لا‭ ‬تمتلك‭ ‬سلطة‭ ‬منع‭ ‬تشغيل‭ ‬الرحلات‭ ‬الجوية‭ ‬إلى‭ ‬مدن‭ ‬الصحراء‭ ‬المغربية،‭ ‬وذلك‭ ‬رداً‭ ‬على‭ ‬أحد‭ ‬أفراد‭ ‬اللوبي‭ ‬الانفصالي‭ ‬في‭ ‬إسبانيا‭ ‬،‭ ‬الذي‭ ‬يدور‭ ‬في‭ ‬فلك‭ ‬النظام‭ ‬الجزائري‭ ‬الضالع‭ ‬في‭ ‬التصعيد‭ ‬ضد‭ ‬المغرب،‭ ‬وتعقيد‭ ‬الأزمة‭ ‬المتفاقمة‭ ‬الناتجة‭ ‬عن‭ ‬النزاع‭ ‬المصطنع‭ ‬منذ‭ ‬نصف‭ ‬قرن،‭ ‬حول‭ ‬الصحراء‭ ‬المغربية،‭ ‬الذي‭ ‬اختلقته‭ ‬الجزائر،‭ ‬ولا‭ ‬تزال‭ ‬تنفخ‭ ‬فيه،‭ ‬بينما‭ ‬هي‭ ‬تزعم‭ ‬أنها‭ ‬طرف‭ ‬غير‭ ‬معني‭ ‬بهذا‭ ‬الملف‭.‬
 
وجاء‭ ‬تصريح‭ ‬رئيس‭ ‬الدبلوماسية‭ ‬الإسباني‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬المزاعم‭ ‬الواهية‭ ‬و‭ ‬الأكاذيب‭ ‬الباطلة‭ ‬التي‭ ‬يروج‭ ‬لها‭ ‬تيار‭ ‬منعزل‭ ‬في‭ ‬المشهد‭ ‬السياسي‭ ‬الإسباني،‭ ‬يدعى‭ ‬كذباً‭ ‬وبالمخالفة‭ ‬للوقائع‭ ‬على‭ ‬الأرض،‭ ‬أن‭ ‬إسبانيا‭ ‬ترفض،‭ ‬قطعياً،‭ ‬التخلي‭ ‬عن‭ ‬إدارة‭ ‬الملاحة‭ ‬الجوية‭ ‬في‭ ‬أجواء‭ ‬الأقاليم‭ ‬الجنوبية‭ ‬المغربية‭. ‬وهذا‭ ‬محض‭ ‬افتراء‭ ‬‮ ‬من‭ ‬صنع‭ ‬المكينة‭ ‬الإعلامية‭ ‬الجزائرية‭ ‬التي‭ ‬تديرها،‭ ‬بالنيابة،‭ ‬عناصر‭ ‬من‭ ‬اليمين‭ ‬المتطرف،‭ ‬ومعهم‭ ‬فئات‭ ‬من‭ ‬اليسار‭ ‬الحالم،‭ ‬في‭ ‬إسبانيا،‭ ‬اصطنعتهم‭ ‬الجزائر‭ ‬لخدمة‭ ‬أهدافها‭ ‬الشريرة،‭ ‬خصوصاً‭ ‬بعد‭ ‬التحول‭ ‬التاريخي‭ ‬في‭ ‬الموقف‭ ‬الإسباني‭ ‬الرسمي‭ ‬حيال‭ ‬قضية‭ ‬الصحراء‭ ‬المغربية،‭ ‬الذي‭ ‬أربك‭ ‬حسابات‭ ‬النظام‭ ‬الجزائري‭ ‬وأصابه‭ ‬في‭ ‬مقتل‭.‬
 
وليست‭ ‬هذه‭ ‬هي‭ ‬المرة‭ ‬الأولى‭ ‬التي‭ ‬يجدد‭ ‬فيها‭ ‬وزير‭ ‬الشؤون‭ ‬الخارجية‭ ‬الإسباني‭ ‬الالتزام‭ ‬التام‭ ‬بخريطة‭ ‬الطريق‭ ‬المغربية‭ ‬الإسبانية،‭ ‬سواء‭ ‬تحت‭ ‬قبة‭ ‬البرلمان،‭ ‬أوفي‭ ‬لقاءات‭ ‬مع‭ ‬وسائل‭ ‬الإعلام‭ ‬داخل‭ ‬بلاده‭ ‬وخارجها‭ . ‬فالموقف‭ ‬الإسباني‭ ‬ثابت،‭ ‬يقوم‭ ‬على‭ ‬أسس‭ ‬متينة،‭ ‬ويستند‭ ‬إلى‭ ‬مبادئ‭ ‬راسخة،‭ ‬ويؤسس‭ ‬على‭ ‬حسابات‭ ‬دقيقة‭ ‬تراعي‭ ‬في‭ ‬المقام‭ ‬الأول‭ ‬حقائق‭ ‬التاريخ‭ ‬والجغرافيا،‭ ‬وتأخذ‭ ‬في‭ ‬الاعتبار‭ ‬المصالح‭ ‬العليا‭ ‬للدولة‭ ‬الإسبانية‭ .‬
 
ولكن‭ ‬النظام‭ ‬الجزائري‭ ‬لا‭ ‬يفهم‭ ‬كيف‭ ‬أن‭ ‬الدول‭ ‬التي‭ ‬تحترم‭ ‬نفسها‭ ‬‮ ‬تلتزم‭ ‬بمبادئ‭ ‬لا‭ ‬تحيد‭ ‬عنها،‭ ‬بسبب‭ ‬الأوهام‭ ‬التي‭ ‬تعشش‭ ‬في‭ ‬أدمغة‭ ‬حكام‭ ‬الجزائر‭ ‬المنفصلين‭ ‬عن‭ ‬الواقع‭. ‬ولذلك‭ ‬سيظل‭ ‬هذا‭ ‬النظام‭ ‬المستبد،‭ ‬يمارس‭ ‬سياسته‭ ‬التي‭ ‬تلحق‭ ‬الأضرار‭ ‬بمصالح‭ ‬الشعب‭ ‬الجزائري‭ ‬،‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬تسيء‭ ‬إلى‭ ‬الجيران،‭ ‬سواء‭ ‬على‭ ‬الأرض‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬تبنيه‭ ‬للأطروحة‭ ‬الانفصالية‭ ‬واحتضانه‭ ‬لجبهة‭ ‬البوليساريو‭ ‬أولاً‭ ‬وللجمهورية‭ ‬الوهمية‭ ‬ثانياً،‭ ‬أو‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬الأوساط‭ ‬الخارجية،‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬عملاء‭ ‬يصطنعهم‭ ‬في‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬البلدان‭ ‬الأوروبية،‭ ‬خاصة‭ ‬في‭ ‬إسبانيا‭ ‬وفرنسا،‭ ‬يمثلون‭ ‬له‭ ‬طابوراً‭ ‬خامساً،‭ ‬يزعم‭ ‬أنه‭ ‬يخدم‭ ‬مصالحه،‭ ‬بينما‭ ‬هو‭ ‬يخدعه‭ ‬ويقبض‭ ‬منه‭ ‬ليس‭ ‬إلا‭.‬
 
لقد‭ ‬ظلت‭ ‬الجزائر‭ ‬لسنوات‭ ‬تتخذ‭ ‬من‭ ‬إسبانيا‭ ‬محطةً‭ ‬لتدبير‭ ‬مؤامراتها‭ ‬ضد‭ ‬المغرب،‭ ‬وأثبتت‭ ‬التجارب‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬المحطة‭ ‬لم‭ ‬يعد‭ ‬لها‭ ‬دور‭ ‬تؤديه،‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬فشلت‭ ‬الجزائر‭ ‬في‭ ‬كسب‭ ‬رهانها‭ ‬على‭ ‬تيارات‭ ‬من‭ ‬المشهد‭ ‬السياسي‭ ‬الإسباني‭ ‬‮ ‬،‭ ‬ففقدت‭ ‬الأوراق‭ ‬التي‭ ‬كانت‭ ‬تلعبها‭ . ‬وينطبق‭ ‬هذا‭ ‬على‭ ‬الوضع‭ ‬في‭ ‬بلدان‭ ‬أوروبية‭ ‬أخرى،‭ ‬في‭ ‬مقدمتها‭ ‬فرنسا‭ ‬التي‭ ‬أقام‭ ‬النظام‭ ‬الجزائري‭ ‬فيها‭ ‬منصات‭ ‬لضرب‭ ‬المصالح‭ ‬المغربية،‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬كسب‭ ‬بعض‭ ‬العناصر‭ ‬المتطرفة‭ ‬في‭ ‬عدائها‭ ‬للمغرب،‭ ‬وتفعيل‭ ‬العملاء‭ ‬الجزائريين‭ ‬في‭ ‬الديار‭ ‬الفرنسية‭ ‬‮ ‬ليكونوا‭ ‬أدوات‭ ‬تخدم‭ ‬المصالح‭ ‬الجزائرية‭. ‬بيد‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬الوضع‭ ‬قد‭ ‬صار‭ ‬من‭ ‬الماضي،‭ ‬ومنيت‭ ‬الجهود‭ ‬التي‭ ‬بذلتها‭ ‬الدبلوماسية‭ ‬والاستخبارات‭ ‬الجزائريتان‭ ‬بالفشل‭ ‬الذريع،‭ ‬خاصة‭ ‬بعد‭ ‬التحول‭ ‬التاريخي‭ ‬في‭ ‬الموقف‭ ‬الفرنسي‭ ‬من‭ ‬ملف‭ ‬الصحراء‭ ‬المغربية،‭ ‬الذي‭ ‬فوجئت‭ ‬به‭ ‬الجزائر،‭ ‬وأبطل‭ ‬مفعول‭ ‬سياستها‭ ‬الاستعمارية‭ ‬وخطتها‭ ‬الانفصالية،‭ ‬وأفقدها‭ ‬القدرة‭ ‬على‭ ‬مواصلة‭ ‬تنفيذ‭ ‬مشروعها‭ ‬الإنفصالي‭.‬
 
لم‭ ‬تعد‭ ‬الجمهورية‭ ‬الورقية‭ ‬التي‭ ‬أعلنت‭ ‬عنها‭ ‬جبهة‭ ‬البوليساريو‭ ‬وهماً‭ ‬من‭ ‬الأوهام،‭ ‬و‭ ‬إنما‭ ‬صار‭ ‬النظام‭ ‬الجزائري‭ ‬غارقاً‭ ‬في‭ ‬بحار‭ ‬الوهم‭ ‬منفصلاً‭ ‬عن‭ ‬الواقع،‭ ‬هو‭ ‬الآخر‭. ‬



في نفس الركن