العلم الالكترونية - الرباط
جدد وزير الخارجية الإسباني خوسيه مانويل ألباريس ، التأكيد على التزام بلاده بخريطة الطريق التي تم وضعها والاتفاق حولها، خلال الزيارة الرسمية التي قام بها رئيس الحكومة الإسبانية بيدرو سانشيز للمملكة المغربية بدعوة من جلالة الملك محمد السادس، حفظه الله وأيده، وذلك في يوم 7 من شهر أبريل سنة 2022. فقد صرح رئيس الدبلوماسية الإسبانية ، داخل البرلمان الإسباني، أن بلاده لا تمتلك سلطة منع تشغيل الرحلات الجوية إلى مدن الصحراء المغربية، وذلك رداً على أحد أفراد اللوبي الانفصالي في إسبانيا ، الذي يدور في فلك النظام الجزائري الضالع في التصعيد ضد المغرب، وتعقيد الأزمة المتفاقمة الناتجة عن النزاع المصطنع منذ نصف قرن، حول الصحراء المغربية، الذي اختلقته الجزائر، ولا تزال تنفخ فيه، بينما هي تزعم أنها طرف غير معني بهذا الملف.
وجاء تصريح رئيس الدبلوماسية الإسباني في ظل المزاعم الواهية و الأكاذيب الباطلة التي يروج لها تيار منعزل في المشهد السياسي الإسباني، يدعى كذباً وبالمخالفة للوقائع على الأرض، أن إسبانيا ترفض، قطعياً، التخلي عن إدارة الملاحة الجوية في أجواء الأقاليم الجنوبية المغربية. وهذا محض افتراء من صنع المكينة الإعلامية الجزائرية التي تديرها، بالنيابة، عناصر من اليمين المتطرف، ومعهم فئات من اليسار الحالم، في إسبانيا، اصطنعتهم الجزائر لخدمة أهدافها الشريرة، خصوصاً بعد التحول التاريخي في الموقف الإسباني الرسمي حيال قضية الصحراء المغربية، الذي أربك حسابات النظام الجزائري وأصابه في مقتل.
وليست هذه هي المرة الأولى التي يجدد فيها وزير الشؤون الخارجية الإسباني الالتزام التام بخريطة الطريق المغربية الإسبانية، سواء تحت قبة البرلمان، أوفي لقاءات مع وسائل الإعلام داخل بلاده وخارجها . فالموقف الإسباني ثابت، يقوم على أسس متينة، ويستند إلى مبادئ راسخة، ويؤسس على حسابات دقيقة تراعي في المقام الأول حقائق التاريخ والجغرافيا، وتأخذ في الاعتبار المصالح العليا للدولة الإسبانية .
ولكن النظام الجزائري لا يفهم كيف أن الدول التي تحترم نفسها تلتزم بمبادئ لا تحيد عنها، بسبب الأوهام التي تعشش في أدمغة حكام الجزائر المنفصلين عن الواقع. ولذلك سيظل هذا النظام المستبد، يمارس سياسته التي تلحق الأضرار بمصالح الشعب الجزائري ، قبل أن تسيء إلى الجيران، سواء على الأرض من حيث تبنيه للأطروحة الانفصالية واحتضانه لجبهة البوليساريو أولاً وللجمهورية الوهمية ثانياً، أو في بعض الأوساط الخارجية، من خلال عملاء يصطنعهم في عدد من البلدان الأوروبية، خاصة في إسبانيا وفرنسا، يمثلون له طابوراً خامساً، يزعم أنه يخدم مصالحه، بينما هو يخدعه ويقبض منه ليس إلا.
لقد ظلت الجزائر لسنوات تتخذ من إسبانيا محطةً لتدبير مؤامراتها ضد المغرب، وأثبتت التجارب أن هذه المحطة لم يعد لها دور تؤديه، بعد أن فشلت الجزائر في كسب رهانها على تيارات من المشهد السياسي الإسباني ، ففقدت الأوراق التي كانت تلعبها . وينطبق هذا على الوضع في بلدان أوروبية أخرى، في مقدمتها فرنسا التي أقام النظام الجزائري فيها منصات لضرب المصالح المغربية، من خلال كسب بعض العناصر المتطرفة في عدائها للمغرب، وتفعيل العملاء الجزائريين في الديار الفرنسية ليكونوا أدوات تخدم المصالح الجزائرية. بيد أن هذا الوضع قد صار من الماضي، ومنيت الجهود التي بذلتها الدبلوماسية والاستخبارات الجزائريتان بالفشل الذريع، خاصة بعد التحول التاريخي في الموقف الفرنسي من ملف الصحراء المغربية، الذي فوجئت به الجزائر، وأبطل مفعول سياستها الاستعمارية وخطتها الانفصالية، وأفقدها القدرة على مواصلة تنفيذ مشروعها الإنفصالي.
لم تعد الجمهورية الورقية التي أعلنت عنها جبهة البوليساريو وهماً من الأوهام، و إنما صار النظام الجزائري غارقاً في بحار الوهم منفصلاً عن الواقع، هو الآخر.