2022 فبراير 15 - تم تعديله في [التاريخ]

المغرب‭ ‬وتحديات‭ ‬المحور‭ ‬الجزائري‭ ‬الروسي‭

ملف‭ ‬مالي‭ ‬والأزمة‭ ‬الأوكرانية‭ ‬يغذيان‭ ‬الأجندة‭ ‬الجزائرية‭ ‬بالقارة‭ ‬السمراء‭ ‬


ضباط‭ ‬روس‭ ‬و‭ ‬جزائريون‭ ‬في‭ ‬تداريب‭ ‬عسكرية‭ ‬بالقوقاز‭ ‬شهر‭ ‬اكتوبر‭ ‬الماضي
العلم الإلكترونية - رشيد زمهوط 

قبل‭ ‬أسبوع‭ ‬حللت‭ ‬محلة‭ ‬لونوفييل‭ ‬اوبسرفاتور‭ ‬تبعات‭ ‬وتداعيات‭ ‬ما‭ ‬وصفته‭ ‬بمحور‭ ‬موسكو‭ ,‬الجزائر‭ ‬وباماكو‭ ‬لطرد‭ ‬فرنسا‭ ‬من‭ ‬حديقتها‭ ‬الخلفية‭ ‬الأفريقية‭ ‬بتوظيف‭ ‬أنشطة‭ ‬الذراع‭ ‬العسكرية‭ ‬الخارجية‭ ‬لروسيا‭ ‬ممثلة‭ ‬في‭ ‬جماعات‭ ‬مرتزقة‭ ‬فاغنر‭ ‬التي‭ ‬تتحرك‭ ‬بشكل‭ ‬مريب‭ ‬في‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬مناطق‭ ‬وسط‭ ‬افريقيا‭ ‬وساحلها‭ ‬الصحراوي‭.‬
 
التقارب‭ ‬الجزائري‭ ‬المتوج‭ ‬قبل‭ ‬شهرين‭ ‬بتدريب‭ ‬عسكري‭ ‬ثنائي‭ ‬جمع‭ ‬قبل‭ ‬أربعة‭ ‬أشهر‭ ‬قوات‭ ‬خاصة‭ ‬من‭ ‬الجيش‭ ‬الجزائري‭ ‬بنظيرتها‭ ‬الروسية‭ ‬بمنطقة‭ ‬القوقاز‭ ‬جنوب‭ ‬روسيا‭ , ‬و‭ ‬الذي‭ ‬خصص‭ ‬ظاهريا‭ ‬للعمليات‭ ‬العسكرية‭ ‬المتعلقة‭ ‬بملاحقة‭ ‬الجماعات‭ ‬الإرهابية‭ ‬المتطرفة‭ ‬بينما‭ ‬يتحدث‭ ‬العارفون‭ ‬بخبايا‭ ‬الوضع‭ ‬الإقليمي‭ ‬أن‭ ‬روسيا‭ ‬و‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬كسبت‭ ‬دعما‭ ‬لوجستيا‭ ‬من‭ ‬النظام‭ ‬الجزائري‭ ‬بتسهيل‭ ‬تسللها‭ ‬وبسط‭ ‬نفوذها‭ ‬بمنطقة‭ ‬الساحل‭ ‬الافريقي‭ ‬عبر‭ ‬البوابة‭ ‬المالية‭ ‬على‭ ‬أنقاض‭ ‬التواجد‭ ‬العسكري‭ ‬الفرنسي‭ ‬المضمحل‭ ‬وغير‭ ‬المؤثر،‭ ‬تعهدت‭ ‬للحكام‭ ‬الجزائريين‭ ‬بكبح‭ ‬الجموح‭ ‬المتزايد‭ ‬للمغرب‭ ‬بالعمق‭ ‬الافريقي‭ ‬واسناد‭ ‬ميليشيات‭ ‬البوليساريو‭ ‬عبر‭ ‬تأطير‭ ‬عسكري‭ ‬تشرف‭ ‬عليه‭ ‬فرق‭ ‬مرتزقة‭ ‬فاغنر‭ ‬المسلحة‭ ‬بعد‭ ‬احكام‭ ‬سيطرتها‭ ‬على‭ ‬مالي‭ ‬بغطاء‭ ‬سياسي‭ ‬ولوجيستي‭ ‬جزائري‭ .‬
 
الجزائر‭ ‬التي‭ ‬عبدت‭ ‬قبل‭ ‬أشهر‭ ‬الطريق‭ ‬للتدخل‭ ‬الروسي‭ ‬بمنطقة‭ ‬الساحل‭ ‬الافريقي‭ ‬حين‭ ‬منعت‭ ‬الطيران‭ ‬العسكري‭ ‬الفرنسي‭ ‬من‭ ‬التحليق‭ ‬عبر‭ ‬الأجواء‭ ‬الجزائرية‭ ‬لتنفيذ‭ ‬عملياته‭ ‬بالتراب‭ ‬المالي‭ , ‬تراهن‭ ‬في‭ ‬السر‭ ‬على‭ ‬اجهاض‭ ‬الاجندة‭ ‬الفرنسية‭ ‬بمالي‭ ‬كعقاب‭ ‬للايليزي‭ ‬على‭ ‬دعمه‭ ‬المستمر‭ ‬للمغرب‭ ‬بقرارات‭ ‬مجلس‭ ‬الأمن‭ ‬الدولي‭ ‬المرتبطة‭ ‬بالنزاع‭ ‬المفتعل‭ ‬حول‭ ‬الصحراء‭ ‬المغربية‭ .‬
 
التعامل‭ ‬المصلحي‭ ‬للجزائر‭ ‬تجاه‭ ‬الأزمة‭ ‬المالية‭ , ‬تجسدت‭ ‬أخيرا‭ ‬حين‭ ‬أدانت‭ ‬الجزائر‭ ‬في‭ ‬البداية‭ ‬الانقلابي‭ ‬العسكري‭ ‬الذي‭ ‬أطاح‭ ‬بالرئيس‭ ‬المالي‭ ‬المنتخب‭ , ‬ثم‭ ‬عادت‭ ‬بعد‭ ‬ذلك‭ ‬لتعرض‭ ‬وساطة‭ ‬بين‭ ‬الانقلابيين‭ ‬و‭ ‬السلطة‭ ‬الشرعية‭ ‬المنتخبة‭ , ‬بهدف‭ ‬ربح‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬الوقت‭ ‬لتعبيد‭ ‬الطريق‭ ‬للتدخل‭ ‬الروسي‭ ‬الذي‭ ‬لن‭ ‬يعترض‭ ‬في‭ ‬المقابل‭ ‬على‭ ‬تحرك‭ ‬فيلق‭ ‬من‭ ‬الجيش‭ ‬الجزائري‭ ‬نحو‭ ‬الجزء‭ ‬الشمالي‭ ‬للتراب‭ ‬المالي‭ ‬لتطويق‭ ‬النفوذ‭ ‬المغربي‭ ‬الدبلوماسي‭ ‬و‭ ‬الاقتصادي‭ ‬بمالي‭ ‬و‭ ‬دول‭ ‬المجموعة‭ ‬الاقتصادية‭ ‬لغرب‭ ‬افريقيا‭ ‬التي‭ ‬تفطنت‭ ‬بدورها‭ ‬للمناورات‭ ‬الجزائرية‭ ‬ورفضت‭ ‬الاعتراف‭ ‬بشرعية‭ ‬العساكر‭ ‬الانقلابيين‭ ‬بباماكو‭.‬
 
موسكو‭ ‬التي‭ ‬تتحرك‭ ‬بشكل‭ ‬نشيط‭ ‬بمناطق‭ ‬التوتر‭ ‬و‭ ‬الانقلابات‭ ‬بإفريقيا‭ ‬الوسطى‭ ‬و‭ ‬غينيا‭ ‬و‭ ‬بوركينافاسو‭ , ‬لا‭ ‬تتردد‭ ‬ايضا‭ ‬في‭ ‬ابرام‭ ‬صفقات‭ ‬متتالية‭ ‬لتزويد‭ ‬الجزائر‭ ‬بالسلاح‭ ‬الروسي‭ ‬مع‭ ‬يقينها‭ ‬المسبق‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬الترسانة‭ ‬الروسية‭ ‬توظف‭ ‬من‭ ‬طرف‭ ‬الجيش‭ ‬الجزائري‭ ‬لترهيب‭ ‬الجار‭ ‬المغربي‭ ‬و‭ ‬تحقيق‭ ‬التفوق‭ ‬العسكري‭ ‬عليه‭ .‬
 
الموقف‭ ‬الروسي‭ ‬من‭ ‬علاقاته‭ ‬مع‭ ‬الرباط‭ ‬و‭ ‬إن‭ ‬كانت‭ ‬ظاهريا‭ ‬هادئة‭ ‬و‭ ‬متطورة‭ ‬الا‭ ‬أنها‭ ‬تخفي‭ ‬مسعى‭ ‬روسيا‭ ‬لتقوية‭ ‬موقع‭ ‬الجزائر‭ ‬الجيو‭ ‬استراتيجي‭ ‬على‭ ‬حساب‭ ‬المغرب‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬محاولات‭ ‬حثيثة‭ ‬لنسف‭ ‬توافق‭ ‬جل‭ ‬عواصم‭ ‬حلف‭ ‬الناتو‭ ‬مع‭ ‬القراءة‭ ‬المغربية‭ ‬للتطورات‭ ‬الإقليمية‭ .‬
 
الجزائر‭ ‬تستثمر‭ ‬في‭ ‬كافة‭ ‬الانشغالات‭ ‬الروسية‭ ‬الراهنة‭ ‬و‭ ‬على‭ ‬رأسها‭ ‬الأزمة‭ ‬الأوكرانية‭ ‬المتفاقمة‭ ‬لتحقيق‭ ‬مكاسب‭ ‬دبلوماسية‭ ‬و‭ ‬اقتصادية‭ ‬على‭ ‬حساب‭ ‬الجارة‭ ‬المغرب‭ .‬
 
النظام‭ ‬الجزائري‭ ‬يدرك‭ ‬أن‭ ‬أوكرانيا‭ ‬تتصدر‭ ‬قائمة‭ ‬مزودي‭ ‬السوق‭ ‬المغربي‭ ‬من‭ ‬مادة‭ ‬القمح‭ ‬الأساسية‭ ‬و‭ ‬لهذا‭ ‬تراهن‭ ‬على‭ ‬الاستفادة‭ ‬من‭ ‬نتائج‭ ‬المواجهة‭ ‬الغربية‭ ‬الروسية‭ ‬كيفما‭ ‬كانت‭ ‬نتائجها‭ ‬و‭ ‬عواقبها‭ , ‬فاذا‭ ‬انتصرت‭ ‬موسكو‭ ‬في‭ ‬التحدي‭ ‬الميداني‭ ‬الأوكراني‭ , ‬ستتغدى‭ ‬الجزائر‭ ‬من‭ ‬النفوذ‭ ‬الروسي‭ ‬المتزايد‭ , ‬أما‭ ‬اذا‭ ‬اندلعت‭ ‬الحرب‭ ‬فستقدم‭ ‬الجزائر‭ ‬للعالم‭ ‬الغربي‭ ‬نفسها‭ ‬كمصدر‭ ‬بديل‭ ‬للإمدادات‭ ‬الروسية‭ ‬من‭ ‬الغاز‭ ‬الطبيعي‭ ‬التي‭ ‬تحرك‭ ‬الصناعة‭ ‬الأوربية‭ ‬و‭ ‬حتى‭ ‬الأمريكية‭ ‬و‭ ‬بهذا‭ ‬الوضع‭ ‬ستتعمد‭ ‬ابتزاز‭ ‬ومقايضة‭ ‬العالم‭ ‬الغربي‭ ‬في‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الملفات‭ ‬السياسية‭ ‬و‭ ‬على‭ ‬رأسها‭ ‬موقع‭ ‬الصدارة‭ ‬و‭ ‬الهيمنة‭ ‬الإقليمية‭ ‬و‭ ‬القارية‭ ‬و‭ ‬اضعاف‭ ‬الصوت‭ ‬المغربي‭ ‬في‭ ‬عالم‭ ‬اليوم‭ ‬و‭ ‬الغد‭
 



في نفس الركن