العلم الإلكترونية - عزيز اجهبلي
يحتل المغرب موقعا متميزا، ويقف في طليعة ما يسمى بالثورة الخضراء عالميا. وذلك وفقا لتقرير حديث للبنك الدولي، بحيث تستعد المملكة لتصبح لاعبا رئيسيا في مجال الهيدروجين الأخضر، ومن المتوقع أن تغطي ما يصل إلى 4٪ من الطلب العالمي بحلول عام 2030.
يحتل المغرب موقعا متميزا، ويقف في طليعة ما يسمى بالثورة الخضراء عالميا. وذلك وفقا لتقرير حديث للبنك الدولي، بحيث تستعد المملكة لتصبح لاعبا رئيسيا في مجال الهيدروجين الأخضر، ومن المتوقع أن تغطي ما يصل إلى 4٪ من الطلب العالمي بحلول عام 2030.
إن تطلعات المملكة في هذا الإطار ليست مسألة عابرة بالنظر إلى الإمكانات التي يتوفر عليها المغرب في هذا السياق وهي بمثابة طفرة حقيقية في عالم الطاقة المستدامة، مما يحول المغرب إلى نجم صاعد في التحول الطاقي العالمي. ويتوقع معهد أبحاث الطاقة الشمسية والطاقات الجديدة (IRESEN) أرقاما مذهلة وذلك ما بين 13.9 و30.1 تيراواط ساعة من الهيدروجين الأخضر بحلول عام 2030، مع التوجه نحو تصدير 75٪ من هذا الإنتاج، حيث تكون أوروبا العميل الرئيسي للمغرب. وتشكل استراتيجية التصدير هذه جزءا من العلامات البارزة للتحول الطاقي بإفريقيا، مما يجعل المملكة ركيزة أساسية لهذا التغيير.
وبالرغم من بعض الملاحظات، خاصة فيما يتعلق ببعض القطاعات التي لا تزال تعتمد على الوقود الأحفوري ويعوقها غياب خطط إزالة الكربون في بعض القطاعات، فإن عددا من الصناعات مثل الأسمدة، يمكن أن تشهد نموا كبيرا بفضل الهيدروجين الأخضر.
وفي هذا السياق، تجد استراتيجية الاتحاد الأوروبي، التي ترتكز على الهيدروجين في سعيها لإزالة الكربون، صدى إيجابيا في المغرب. ولا تعد الشراكة الخضراء التي تم الإعلان عنها سنة 2021 بين الاتحاد الأوروبي والمغرب تحالفا اقتصاديا فحسب، بل هي أيضا جسر بين قارتين، مما يعزز الدور الاستراتيجي للمغرب بفضل صناعة الفوسفاط التي تلعب دورا مركزيا في إنتاج بعض المواد.
وفي مواجهة هذه الآفاق الواعدة، أطلقت مجموعة المكتب الشريف للفوسفاط برنامجا استثماريا طموحا للفترة 2023-2027، بهدف إنتاج ما قدره مليون طن سنويا من «الأمونيا الخضراء». ويعكس هذا النهج رغبة راسخة في وضع المغرب في قلب مشهد الهيدروجين الأخضر، وهو مجال أصبح حاسما بالنسبة للمستقبل الطاقي والبيئي للعالم بأسره.
إن المغرب، من خلال مبادراته الجريئة ورؤيته الاستراتيجية، على وشك أن يصبح أرضا واعدة للهيدروجين الأخضر، وبالتالي إعادة رسم خريطة الطاقة المستدامة على المستوى العالمي.