العلم الإلكترونية - وكالات
في مبادرة هي الأولى من نوعها يقوم بها الاتحاد الأوروبي مع بلد شريك في إطار البعد الخارجي للاتفاق الأخضر لأوروبا، حظيت المملكة المغربية أول أمس الثلاثاء بسبق توقيع مذكرة تفاهم مع المجموعة الاوربية تهم إرساء شراكة خضراء تجمع الطرفين .
مذكرة التفاهم التي تعزز أواصر الشراكة والتعاون التي تجمع منذ عقود الرباط ببروكسيل، وقع عليها بالأحرف الأولى وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، ونائب الرئيس التنفيذي للمفوضية الأوروبية، المفوض في سياسة العمل حول المناخ، فرانس تيميرمانس، وتهدف إلى إرساء شراكة خضراء بين الشريكين في مجالات مكافحة التغيرات المناخية، والانتقال الطاقي، وحماية البيئة بما فيها المجال البحري، والنهوض بالاقتصاد الأخضر والأزرق.
حفل التوقيع جرى بحضور وزير الصناعة والتجارة، رياض مزور، ووزيرة الانتقال الطاقي والتنمية المستدامة، ليلى بنعلي، ووزيرة الاقتصاد والمالية، نادية فتاح العلوي.
ومن شأن هذه الشراكة الخضراء، ذات الطابع الاستراتيجي والتي تحمل في طياتها فرصا حقيقية للتعاون السياسي والاقتصادي والتقني والتكنولوجي، أن تضع، أيضا، مكافحة التغيرات المناخية، وتطوير وتسريع الانتقال الطاقي، وحماية البيئة والانتقال نحو الاقتصاد الأخضر والمنصف، ضمن أولويات العلاقات بين الاتحاد الأوروبي والمغرب. وستتيح مذكرة التفاهم للشريكين التقدم نحو أهدافهما المشتركة ليصبحا اقتصاديات منخفضة الكربون في سبيل تحقيق الحياد المناخي، مع ضمان سلامة إمداداتهما من الطاقة. ويتعلق الأمر، أيضا، بتحفيز الانتقال نحو صناعة منخفضة الكربون من خلال الاستثمار في التكنولوجيا الخضراء، وإنتاج الطاقات المتجددة، والتنقل المستدام، والإنتاج النظيف في القطاع الصناعي. كما ستمكن الشريكين من تعزيز تعاونهما وجعله رافعة لتنمية مستدامة تعود بالنفع على الجانبين، ومن شأنها تحفيز انبثاق فرص اقتصادية واجتماعية، بالموازاة مع تطوير التعاون الثلاثي وجنوب- جنوب في مجال التغيرات المناخية، والطاقات الخضراء، والاقتصاد الأزرق والبيئة.
بلاغ صحفي لبعثة الاتحاد الأوروبي بالرباط أكد أن الشراكة الخضراء بين الاتحاد الأوروبي والمغرب تعد إحدى المبادرات البارزة في خطة الاستثمار الأوروبية الملحقة بالبيان المشترك حول الشراكة الأوروبية المتجددة مع المتوسط.
ذات المصدر أضاف أنه ومن منظور متعدد الأطراف، تُرسِل هذه الشراكة إشارة سياسية هامة تنطوي على طموح مشترك قبل انعقاد الدورة 27 لمؤتمر الأطراف.
في كلمة بالمناسبة شدد وزير الشؤون الخارجية و التعاون على أن الشراكة الخضراء الموقعة اليوم بين المغرب والاتحاد الأوروبي أداة متميزة للعمل في إطار التوجيهات السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس فيما يتعلق بالاستدامة.
السيد ناصر بوريطة، أبرز أن الاتفاقية تتماشى بشكل تام مع التوجيهات الملكية السامية , موضحا أن جلالة الملك حدد، في وقت مبكر، توجه المغرب: توجه نحو الاتحاد الأوروبي وتوجه نحو البيئة .
المسؤول المغربي أوضح أن الشراكة الخضراء في مفترق طرق بين الجانبين ، مشيرا إلى أنها تتلاءم بشكل طبيعي مع الاستراتيجيات القطاعية الوطنية في مجال الانتقال الطاقي، وتخلص الاقتصاد المغربي من الكربون، فضلا عن التأقلم مع المناخ والقدرة على التكيف معه والاقتصاد الأزرق.
من جهته أكد نائب الرئيس التنفيذي للمفوضية الأوروبية، المفوض في سياسة العمل حول المناخ، في كلمة له بحفل التوقيع أن تعزيز العلاقات الثنائية بين الرباط وبروكسل يتوفر على “إمكانيات غير محدودة” في العديد من المجالات.