العلم الإلكترونية - سعيد الوزان
دق تقرير أولي أعدته الأمم المتحدة ناقوس الخطر محذرا من مغبة أن تشهد منطقة حوض البحر المتوسط موجات حر غير مسبوقة وجفاف وحرائق ناجمة عن ارتفاع درجات الحرارة، معتبرا أن هذه المنطقة من العالم تعد «مركز التغير المناخي»، وما الحرائق غير المسبوقة التي تشهدها عدة دول متوسطية إلا دليل يسير على ذلك.
دق تقرير أولي أعدته الأمم المتحدة ناقوس الخطر محذرا من مغبة أن تشهد منطقة حوض البحر المتوسط موجات حر غير مسبوقة وجفاف وحرائق ناجمة عن ارتفاع درجات الحرارة، معتبرا أن هذه المنطقة من العالم تعد «مركز التغير المناخي»، وما الحرائق غير المسبوقة التي تشهدها عدة دول متوسطية إلا دليل يسير على ذلك.
ويعد المغرب واحدا من الدول المعنية بهذه التحذيرات المتصاعدة، وهو ما يجعله داخل دائرة التهديدات الحقيقية التي تشكلها على أمنه البيئي والغابوي، حيث أكد مشروع التقرير الأممي الذي من المقرر نشر خلاصاته النهائية في فبراير المقبل أن سكان منطقة المتوسط البالغ عددهم أكثر من نصف مليار يواجهون «مخاطر مناخية مترابطة للغاية».
وضمن المعطيات التي رشحت عن مسودة هذا التقرير فإن «دواعي القلق تشمل مخاطر على صلة بارتفاع منسوب البحر وخسارات في التنوع الاحيائي البري والبحري ومخاطر مرتبطة بالجفاف وحرائق الغابات وتغير دورة المياه وإنتاج الغذاء المعرض للخطر والمخاطر الصحية في المستوطنات الحضرية والريفية جراء الحرارة الشديدة وتبدل ناقلات الأمراض».
كما تتوقع مسودة التقرير أن تزداد مساحة الغابات المحترقة بنسبة تصل إلى 87 في المائة في حال ارتفعت درجات الحرارة على سطح الأرض لدرجتين مئويتين عن مستويات ما قبل الثورة الصناعية، وبنسبة تصل إلى 187 في المائة في عالم ترتفع الحرارة فيه بثلاث درجات مئوية.
ويشهد المغرب بدوره تهديدات حقيقية جراء التغير المناخي وارتفاع الحرارة مع ما يرافق ذلك من تهديد لثروته الغابوية، حيث شهدت البلاد خلال الفترة ما بين يناير ويوليوز من العام الجاري 129 حريقا غابويا، اعتبرت فيه منطقة صفرو الأكثر تضررا، حيث أتت النيران على 820 هكتار موزعة ما بين منطقة إعزارن ب 350 هكتار ومنطقة العناصر ب 470 هكتار.
ففي صيف كل عام يسجل المغرب حصيلة ثقيلة من حرائق الغابات، إما نتيجة تغير المناخ أو بسبب التدخلات البشرية، مما يؤدي إلى تكبد البلاد خسائر مادية فادحة، فضلا عن التداعيات البيئية، وكان ضمن أحدث تلك الحرائق قد شب منتصف شهر ماي في غابات «الزميج» بمدينة طنجة شمال المغرب، وتمت السيطرة على الحريق من طرف عناصر الإطفاء، معيدا للأذهان حريقا ضخما اندلع في نفس الفترة تقريبا من العام الماضي، وتحديدا في يوليوز 2020، وأتى على قرابة 36 هكتار من الغابة الدبلوماسية.
وبلغة الأرقام ، فقد المغرب خلال 8 أشهر من سنة 2020 مساحات شاسعة من الغطاء الغابوي تقدر ب1277 هكتار.
وحسب المندوبية السامية للمياه والغابات فإن حوالي 19 في المائة من المساحة الإجمالية للغابات بالمغرب تتهددها أخطار الحرائق الموسمية خلال فصل الصيف، أي ما يعادل مليون هكتار.
وغير بعيد عن المغرب، لا زالت الجزائر تواجه موجة حرائق غير مسبوقة في «تيزي وزو» شرق الجزائر العاصمة مخلفة 6 وفيات وإصابات متفاوتة الخطورة حسب حصيلة مؤقتة، حيث أكد مسؤول عن القطاع بالجزائر أن هذه الحرائق اندلعت في غابات بلدات «بني يني» و»ياكوران» و»عزازقة «و»أفييجا»، مشيرا إلى إجلاء بعض السكان واحتراق عدد من المنازل.
كما أعلنت الحماية المدنية الجزائرية أن فرقها تعمل على إخماد 31 من حرائق الغابات، مؤكدة أن ألسنة اللهب شبت في أحراج 14 ولاية معظمها في وسط البلاد وشرقها، بينها العاصمة وتيزي وزو وسطيف والبويرة والبليدة وجيجل.
وفي أقصى شرق المتوسط، طالت الحرائق عدة ولايات جنوب وجنوب غرب تركيا، ضمنها أنطاليا وأضنة وموغلو وميرسن وعثمانية، وهي الولايات التي أعلنتها السلطات التركية مناطق منكوبة، فيما بلغت حصيلة تلك الحرائق التي تم إخماد معظمها تسعة وفيات ومئات الإصابات.
كما كابدت جزيرة إيفيا اليونانية موجة من الحرائق أتت على مساحات واسعة من غابات الصنوبر ودمرت منازل وأجبرت مئات السكان على النزوح.