العلم الإلكترونية - هشام الدرايدي
في سابقة من نوعها، يستعد فريق الصداقة ممثل المغرب في رياضة "طامبوران" لخوض مشاركته الأولى في بطولة العالم التي ستقام بمدينة" بين ماريبو" بمارسيليا نهاية الشهر الجاري.
في سابقة من نوعها، يستعد فريق الصداقة ممثل المغرب في رياضة "طامبوران" لخوض مشاركته الأولى في بطولة العالم التي ستقام بمدينة" بين ماريبو" بمارسيليا نهاية الشهر الجاري.
وتُعد هذه المشاركة للفريق العرائشي الذي أسس قبل أشهر إنجازا كبيرا للرياضة المغربية، حيث تسعى المملكة لإثبات مكانتها على الساحة الدولية في رياضة جديدة تتطلب مهارات بدنية وتكتيكية عالية.
وتأتي هذه الخطوة بعد جهود حثيثة قام بها الحكم الدولي المغربي أوجارتي عبد الإله، أحد الشخصيات البارزة في رياضة طامبوران في فرنسا والاتحاد الدولي، وقد بدأ الأخير، مسيرته المهنية كأحد العاملين في مجال التمريض بعد هجرته إلى فرنسا عام 1991، إلا أن شغفه الكبير بمجال الرياضة، قاده إلى عالم اللعبة، وتحديدًا رياضة الطامبوران، بفضل علاقاته مع أصدقاء مغاربة كانوا يمارسون هذه الرياضة في فرنسا.
المغربي عبد الإله أوجارتي حكم دولي وعضو الجامعة الفرنسية لرياضة طامبوران
وكشف أوجارتي عبد الإله في تصريح لـ"العلم"، عن قصة دخوله إلى هذه الرياضة بطريقة طريفة، حيث اعتقد في البداية أنها فرقة موسيقية نظرا لتشابه الأدوات الرياضية مع آلات موسيقية مثل الدف "البندير". إلا أنه وبعد حضوره إحدى الحصص التدريبية، اكتشف أبعاد اللعبة الجديدة، وقرر من يومها تكريس جزء من وقته لتعلم القوانين والأنظمة الخاصة بهذه الرياضة.
وأكد أوجارتي، أن اللعبة تحتاج إلى مهارة وتمرين ودقة، علاوة على لياقة بدنية عالية مثلها مثل التي يمتلكها لاعبو التنس والرياضات المشابهة، غير أن اللعبة جماعية تلعب بين فريقين متنافسين كل واحد منهما يتألف من 5 أفراد داخل رقعة الملعب الذي يكون على شكل مستطيل من 80 متر طولا، و20 في عرضه، مسطرا بشكل متواز شبيه بملعب التنس بشكل أكبر وبدون شباك فاصلة.
وأوضح أوجارتي، أن البيئة التراثية التي يشب عليها أي طفل مغربي بتعامله مع آلات الدف، واللعب في الأحياء الشعبية، مكناه من فهم هذه اللعبة وصقل موهبته فيها، وبفضل تكثيف التدريب والتمارين والجهد والإصرار، سرعان ما لفت أوجارتي الأنظار، إذ كلفه بيرنار باليستي، رئيس النادي في قريته بفرنسا، بتدريب الفئة الصغرى، وبدأ تدريجيا في احتراف اللعبة ليصبح أول حكم مغربي وعربي يدير مباريات وبطولات في فرنسا. وتفوق أوجارتي في مسيرته التحكيمية إذ حصل على شارة أفضل حكم على الصعيد الفرنسي والأوروبي لعدة سنوات متتالية.
من خلال مشاركته في العديد من المباريات الدولية وتحكيمه لنهائيات كأس العالم لرياضة طامبوران، صنع أوجارتي اسما مرموقا في هذا المجال. ليوجه طاقته بعدها لهندسة استراتيجية جديدة تروم نشر هذه الثقافة الرياضية التي عمرت لقرابة قرنين من الزمن بأوروبا في المغرب ثم نقلها إلى باقي البلدان العربية والإفريقية، ويُعد أوجارتي أحد الأشخاص الذين ساهموا في إدخال رياضة طامبوران إلى المغرب فعليا، حيث كانت له محادثات مع فاعلين رياضيين في بلده الأم، من ضمنهم عبد الواحد بنسالم وخليل العلواوي، لإطلاق هذا المشروع في مدينة العرائش مسقط رأسه أولا ثم الانطلاق إلى باقي بلدات المملكة في المستقبل.
وبفضل جهوده وجهود جمعية الصداقة الرياضية التي تبنت هذه الفكرة، تم تجهيز اللاعبين وتوفير المعدات اللازمة للتدريب، وأُقيمت حصص تدريبية مكثفة لفهم قواعد اللعبة. وعليه، سيكون المغرب في البطولة القادمة حاضرا كأحد الفرق المنافسة، حيث تم قبول انضمامه رسميا إلى الاتحاد الدولي لرياضة طامبوران، ليصبح بذلك الدولة الـ13 التي تشارك في هذه البطولة.
ومن المتوقع أن تفتح هذه المشاركة آفاقا جديدة للشباب المغربي في رياضة طامبوران، التي تجمع بين المهارات البدنية والاستراتيجية، ويبقى أوجارتي عبد الإله أحد النماذج الرياضية المغربية في المهجر التي تفكر في نقل الخبرات المعرفية إلى بلدها الأم لتطوير الرياضة وتحديثها، بفضل إصراره ورؤيته لنشر هذه الرياضة في وطنه الأصل، وتحقيق طموحه في جعل المغرب لاعبا مهما على الساحة العالمية لرياضة الطامبوران.