العلم الإلكترونية - عبد الناصر الكواي
بعمليةٍ حسابية بسيطة، يظهر أن ما تبقى إلى اليوم بحوزة بلادنا من حقنات اللقاح هو 500 ألف، والتي تكفي لتلقيح 250 ألف شخص فقط، ما يعني أن استمرار الحملة الوطنية للتلقيح يتطلب حلولا استعجالية واستباقية.
بعمليةٍ حسابية بسيطة، يظهر أن ما تبقى إلى اليوم بحوزة بلادنا من حقنات اللقاح هو 500 ألف، والتي تكفي لتلقيح 250 ألف شخص فقط، ما يعني أن استمرار الحملة الوطنية للتلقيح يتطلب حلولا استعجالية واستباقية.
ومعلوم أن فعالية لقاح "سبوتنيك 5" الروسي مثلا، تصل بعد 21 يوما من تلقي الحقنة الأولى إلى 91.6 في المائة، وحماية قوية تتجاوز 87 في المائة لجميع الفئات العمرية، بينما صُمم لقاح "جونسون آند جونسون" ليُعطى في حقنة وحيدة، وهو فعال بنسبة 85 في المائة ضد الأمراض الشديدة، وفي التجارب، كانت فعالة بنسبة 100 في المائة لمنع الوفاة، إذ لم تنجم حالة وفاة لأي شخص حصل على اللقاح.
في هذا السياق، قال البروفيسور، مولاي المصطفى الناجي، مدير مختبر الفيروسات بجامعة الحسن الثاني في الدار البيضاء، إن الواجب هو انتظار المعلومة الرسمية من مصدرها وهو وزارة الصحة. وأضاف في تصريح لـ"العلم"، أن اللجنة العلمية للقاح اقترحت على الوزارة إبرام اتفاقيات لاستيراد لقاحي "سبوتنيك" و"جونسون أند جونسون" وأي لقاح آخر أثبتت الأبحاث والدراسات فعاليته ونجاعته.
وقال عضو اللجنة العلمية نفسه، إن مراد المغرب هو القيام بخطوة استباقية قبل نفاد مخزونه من اللقاحات وعرقلة الحملة الوطنية للتلقيح ضد كورونا، التي أكد أنها تسير لحد الآن بشكل عادي، وأن المراد هو الرفع من وتيرتها في أفق تلقيح 70 إلى 80 في المائة من الساكنة ببلادنا أي ما بين 24 و30 مليون نسمة لاكتساب المناعة الجماعية ضد الفيروس التاجي.
واعتبر الناجي، أن المغرب قادر على توفير اللوجستيك الخاص بهذه اللقاحات، مثل التبريد تحت 20 درجة مائوية، الموجود أصلا في عدة مدن كبرى ببلادنا.
من جهته، قال البروفيسور، شكيب عبد الفتاح، أستاذ الأمراض التعفنية والمعدية بكلية الطب والصيدلة بالدار البيضاء، إن الجهات المختصة تدرس، منذ أربعة أشهر، إمكانيات منها تنويع المملكة لمصادر اللقاح، والحصول على الحقنات المخصصة للمغرب ضمن برنامج كوفاكس، وكذا حلول أخرى في حال نفادِ مخزون اللقاحات منها مثلا الأخذ بدراسة تقول بكفاية حقنة واحدة من اللقاح بالنسبة للأشخاص الذين سبق أن أصيبوا بفيروس كورونا المستجد، وهناك دراسة أخرى تشير إلى إمكانية التباعد بين موعد الحقنة الأولى والثانية بالنسبة لـ"أسترازينيكا" حتى ثلاثة أشهر.
ويتوقع أن تعرف شحنات لقاح "أسترازينيكا" البريطاني الموجهة إلى المغرب بعض التأخير، في ظل التطورات الجديدة على المستوى الدولي، حيث أدت خطة أطلقها الرئيس الأمريكي، جو بايدن، برفع وتيرة إنتاج لقاح شركة "فايزر" الأمريكية إلى قطع إمدادات المواد الأولية عن معهد "السيروم" في الهند المصنع للقاح "أسترازينيكا".
كما شدد البروفيسور عز الدين إبراهيمي، مدير مختبر التكنولوجيا الحيوية بكلية الطب بجامعة محمد الخامس بالرباط، على أن المغاربة اليوم متفقون على أن التلقيح يبقى هو الحل النهائي والناجع لكبح سلسلة تفشي الفيروس، موضحاً أن سبب تأخر التلقيح الرئيسي هو الضغط العالمي الكبير على اللقاحات، نظرا للتفاوت بين العرض والقدرة العالمية المحدودة للتصنيع.
وأبرز عضو اللجنة العلمية نفسه، أن "المبدأ الأول والأساسي والذي لن نحيد عنه مهما بلغت الأزمة من تعقيد، هو السلامة والأمان والنجاعة والفعالية والجودة في التصنيع واليقظة الدوائية الموازية لكل لقاح نفكر في اقتنائه"، مشددا على أن "جميع اللقاحات التي يقتنيها المغرب أو يمكن أن يقتنيها في المستقبل ستستجيب للمعايير والضوابط العلمية والطبية والصيدلية والقانونية المعمول بها على مستوى العالم، والموثقة في توصيات منظمة الصحة العالمية".