2025 أبريل 7 - تم تعديله في [التاريخ]

المعهد الملكي للدراسات الاستراتيجية يقلب بعض المسلمات رأسا على عقب

المغاربة يفضلون العربية الفصحى لتعليم أبنائهم على حساب الدارجة والأمازيغية


العلم الإلكترونية - عزيز اجهبلي
 
قلب المعهد الملكي للدراسات الاستراتيجية عددا من المسلمات التي يعتقد بها قسم كبير من المغاربة رأسا على عقب، خاصة فيما يتعلق بعدد من القضايا ذات أهمية كبرى، والتي ناقشتها مؤسسات دستورية وقالت رأيها فيها، ومن هذه القضايا ما يرتبط بمسألة الهوية واختيارات المغاربة المتعلق بلغة تدريس أبنائهم.  
 
وقال المعهد ذاتها من خلال البحث الوطني حول الرابط الاجتماعي الصادر أخير، إن ما يقرب من ثلاثة أرباع المغاربة أعربوا عن تفضيلهم للعربية الفصحى كلغة أولى للتدريس، على الرغم من تضاعف معدل تفضيل الدارجة ثلاث مرات منذ عام 2016، إلا أنه لا يتجاوز 11% في عام 2023، موضحا أنه على الرغم من أن تفضيل المغاربة للغة الفرنسية لا يزال مهيمنا، فقد انخفض هذا التفضيل من 63.5% في عام 2016 إلى 36.9% في عام 2023، مقابل زيادة كبيرة في تفضيل اللغة الإنجليزية، حيث تضاعفت هذه النسبة تقريبا 22% في 2016 عام 2023 مقارنة ب 12% في عام
 
وأفاد البحث الوطني أنه لا يجد إضفاء الطابع الرسمي على الأمازيغية، ولاسيما بوصفها لغة تعليم صدى كاف لدى المغاربة وتظل المطالب المتكررة بشأن هذا الموضوع "مسألة نخبوية". ولعل أكبر دليل على ذلك بقاء نسبة تفضيل الأمازيغية كلغة رئيسية للتعليم على حالها 5 بالمائة من المغاربة ما بين 2016 و 2023.
 
من جهة أخرى، تؤكد الديناميات الجديدة فيما يخص استخدام اللغات الدولية وتعلمها تأثير الانفتاح الدبلوماسي على الفضاء الأنجلوسكسوني، ويبدو أن التوازن بين الإنجليزية والفرنسية كلغة ثانية للتعليم على وشك أن ينعكس. 
 
ولم يكشف البحث الوطني عن حدوث قطائع جوهرية مقارنة بالاتجاهات الراسخة التي تم الوقوف عليها في النسختين السابقين عامي 2011 و 2016. ويتجلى الاستقرار النسبي للنموذج المجتمعي المغربي في تميز الرابط الأسري على بقية الروابط الاجتماعية الأخرى وتأثير التقاليد والتمسك برموز الهوية الوطنية وضعف اهتمام المواطنين بالسياسة والانتخابات والطابع المادي للمطالب الاجتماعية (materialisme) والتواكلية (providentialisme) كعلاقة بالدولة.
 
وسجلت أنواع الروابط الاجتماعية الخمسة موضوع الدراسة الأسرة والصداقة والجوار والعمل والسياسة تحسنا متفاوت الدرجات بين عامي 2011 و 2023. حيث يضل الرابط الأسري أقوى رابط اجتماعي إلى حد بعيد. بينما لا يزال الرابط السياسي الأكثر هشاشة ضمن الروابط الاجتماعية كلها.
 
ويسلط التسلسل الهرمي للمطالب الاجتماعية التي عبر عنها المغاربة الضوء على هيمنة المطالب المادية، بما في ذلك تحسين القدرة الشرائية والعمل للجميع. وبعد تكثيف التطلعات الاقتصادية مؤشرًا موثوقا على تحول الطبقات الوسطى نحو المادية. إن الارتفاع المفاجئ الذي تضاعف أربع مرات في غضون 7 سنوات، بين عامي 2016 و 2023، لسمة التحسن في القوة الشرائية لم يكن ليحدث لولا مشاركة الطبقات الوسطى، التي قرر بعضها الانضمام إلى الفقراء في مطالبهم.
 
ويعد الفقر والظلم الاجتماعي والرشوة من بين العقبات الرئيسية التي تحول دون العيش بسلام على الرغم من انخفاضها بشكل طفيف مقارنة مع النسخ السابقة، حيث تتفوق هذه العوائق على المشاكل الثقافية التقليدية الأخرى مثل الفردية واللامبالاة. أما الفظاظة والتطرف الديني فقد تراجعا إلى المراتب الأخيرة.



في نفس الركن