2023 يونيو/جوان 27 - تم تعديله في [التاريخ]

المعرقلون‭ ‬للحل‭ ‬السياسي‭ ‬معروفون‭


العلم الإلكترونية - الرباط 

من‭ ‬الأقوال‭ ‬القوية‭ ‬و‭ ‬شديدة‭ ‬الصراحة‭ ‬التي‭ ‬نطق‭ ‬بها‭ ‬السيد‭ ‬أنطونيو‭ ‬غوتيريس‭ ‬الأمين‭ ‬العام‭ ‬للأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬في‭ ‬لقاء‭ ‬مع‭ ‬الطلبة‭ ‬في‭ ‬إحدى‭ ‬الكليات‭ ‬الباريسية،‭ ‬أن‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬لا‭ ‬تعرقل‭ ‬الحل‭ ‬السياسي‭ ‬للنزاع‭ ‬حول‭ ‬الصحراء‭ ‬المغربية،‭ ‬و‭ ‬إنما‭ ‬الذي‭ ‬يعرقل‭ ‬هم‭ ‬المعرقلون،‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬يفصح‭ ‬ويكشف‭ ‬عن‭ ‬هؤلاء‭ ‬الذين‭ ‬يتولون‭ ‬وزر‭ ‬العرقلة‭ ‬لمساعي‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬الرامية‭ ‬إلى‭ ‬إنهاء‭ ‬الأزمة‭ ‬التي‭ ‬طال‭ ‬أمدها‭ ‬وتفاقم‭ ‬خطرها‭ ‬ويخشى‭ ‬أن‭ ‬تمتد‭ ‬تداعياتها‭ ‬إلى‭ ‬رقعة‭ ‬جغرافية‭ ‬أوسع‭ ‬،‭ ‬فتهدد‭ ‬الأمن‭ ‬والسلم‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬المنطقة‭ ‬من‭ ‬القارة‭ ‬الأفريقية‭ .‬
 
و‭ ‬من‭ ‬حق‭ ‬الأمين‭ ‬العام‭ ‬للأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬أن‭ ‬يتحفظ‭ ‬ولا‭ ‬يذكر‭ ‬أسماء‭ ‬الأطراف‭ ‬الذين‭ ‬وصفهم‭ ‬بالمعرقلين‭ ‬للحل‭ ‬السياسي‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬جهود‭ ‬مجلس‭ ‬الأمن‭ ‬الدولي‭ ‬،‭ ‬فهذا‭ ‬سلوك‭ ‬طبيعي‭ ‬من‭ ‬مثله،‭ ‬بحكم‭ ‬مسؤوليات‭ ‬المنصب‭ ‬الدولي‭ ‬الذي‭ ‬يشغله‭ . ‬ولكن‭ ‬يفهم‭ ‬من‭ ‬قوله‭ ‬أنه‭ ‬يعتمد‭ ‬على‭ ‬التقارير‭ ‬التي‭ ‬يمده‭ ‬بها‭ ‬مبعوثه‭ ‬الشخصي‭ ‬إلى‭ ‬الصحراء‭ ‬المغربية‭ ‬ستافان‭ ‬دي‭ ‬ميستورا،‭ ‬الذي‭ ‬اطلع‭ ‬على‭ ‬الحقائق‭ ‬خلال‭ ‬الجولتين‭ ‬اللتين‭ ‬قام‭ ‬بهما‭ ‬للمنطقة‭ . ‬و‭ ‬معلوم‭ ‬أن‭ ‬المبعوث‭ ‬الشخصي‭ ‬للأمين‭ ‬العام‭ ‬إلى‭ ‬مناطق‭ ‬النزاعات‭ ‬،‭ ‬يقدم‭ ‬تقريرين‭ ‬إثنين‭ ‬،‭ ‬أولهما‭ ‬إلى‭ ‬مجلس‭ ‬الأمن‭ ‬الدولي‭ ‬في‭ ‬جلسة‭ ‬علنية‭ ‬،‭ ‬وثانيهما‭ ‬إلى‭ ‬الأمين‭ ‬العام‭ ‬ولا‭ ‬يكشف‭ ‬عنه‭. ‬وبذلك‭ ‬تتوفر‭ ‬لدى‭ ‬الأمين‭ ‬العام‭ ‬للأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬معلومات‭ ‬كثيرة‭ ‬عن‭ ‬المهمة‭ ‬التي‭ ‬يضطلع‭ ‬بها‭ ‬مبعوثه‭ ‬الشخصي،‭ ‬بحيث‭ ‬تكون‭ ‬الصورة‭ ‬الكاملة‭ ‬للوضع‭ ‬واضحة‭ ‬لديه‭ ‬،‭ ‬ويتصرف‭ ‬وفق‭ ‬صلاحياته‭ ‬في‭ ‬ضوئها‭ . ‬ولذلك‭ ‬فاجأ‭ ‬السيد‭ ‬أنطونيو‭ ‬غوتيريس‭ ‬الحاضرين‭ ‬في‭ ‬لقائه‭ ‬مع‭ ‬طلبة‭ ‬الدراسات‭ ‬السياسية‭ ‬والاستراتيجية‭ ‬العليا‭ ‬و‭ ‬مندوبي‭ ‬الإعلام‭ ‬الفرنسي‭ ‬والدولي‭ ‬الموجودين‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬الاجتماع‭ ‬الأكاديمي‭ ‬،‭ ‬كما‭ ‬فاجأ‭ ‬الرأي‭ ‬العام‭ ‬العالمي‭ ‬بصراحته‭ ‬القوية‭ ‬،‭ ‬وإن‭ ‬كانت‭ ‬غير‭ ‬مكتملة‭ ‬لأسباب‭ ‬مفهومة‭ ‬ومقدرة‭ .‬
 
والسؤال‭ ‬الذي‭ ‬يطرح‭ ‬الآن‭ ‬،‭ ‬هل‭ ‬مجلس‭ ‬الأمن‭ ‬الدولي‭ ‬يعرف‭ ‬أن‭ ‬أطرافاً‭ ‬تسعى‭ ‬لعرقلة‭ ‬الجهود‭ ‬التي‭ ‬يقوم‭ ‬بها‭ ‬لفض‭ ‬النزاع‭ ‬حول‭ ‬الصحراء‭ ‬المغربية؟‭ ‬‭ ‬وإذا‭ ‬كان‭ ‬يعرف،‭ ‬فلماذا‭ ‬لا‭ ‬يتحرك‭ ‬في‭ ‬ضوء‭ ‬هذه‭ ‬المعرفة؟‭ ‬ولماذا‭ ‬لا‭ ‬يكشف‭ ‬استافان‭ ‬دي‭ ‬ميستورا‭ ‬المبعوث‭ ‬الشخصي‭ ‬للأمين‭ ‬العام‭ ‬عن‭ ‬هذه‭ ‬الأطراف‭ ‬لتتحمل‭ ‬المسؤولية‭ ‬أمام‭ ‬مجلس‭ ‬الأمن‭ ‬الدولي‭ ‬عن‭ ‬الجريمة‭ ‬التي‭ ‬ارتكبتها‭ ‬ولا‭ ‬تزال‭ ‬ترتكبها؟
 
ومهما‭ ‬يكن،‭ ‬فإن‭ ‬المملكة‭ ‬المغربية‭ ‬تعلم‭ ‬من‭ ‬هم‭ ‬المعرقلون‭ ‬للحل‭ ‬السياسي‭ ‬الرافضون‭ ‬الانصياع‭ ‬لمنطوق‭ ‬قرارات‭ ‬مجلس‭ ‬الأمن‭ ‬بشأن‭ ‬الدخول‭ ‬في‭ ‬مسلسل‭ ‬الموائد‭ ‬المستديرة‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬وضع‭ ‬حد‭ ‬لهذه‭ ‬الأزمة‭ ‬التي‭ ‬صنعتها‭ ‬الجزائر‭ ‬الداعمة‭ ‬الأولى‭ ‬لجبهة‭ ‬البوليساريو‭ ‬الانفصالية‭. ‬
 
إن‭ ‬المعرقلين‭ ‬للتسوية‭ ‬السلمية‭ ‬للأزمة‭ ‬القائمة‭ ‬معروفون‭ ‬لدينا‭ ‬ولدى‭ ‬من‭ ‬يتابع‭ ‬ويدرك‭ ‬أسباب‭ ‬النزاع‭ ‬المفتعل،‭ ‬ولكن‭ ‬مجلس‭ ‬الأمن‭ ‬الدولي،‭ ‬حتى‭ ‬ولو‭ ‬كان‭ ‬يعرف،‭ ‬فهو‭ ‬لا‭ ‬يتحرك‭ ‬في‭ ‬الاتجاه‭ ‬الصحيح،‭ ‬ولا‭ ‬يريد‭ ‬أن‭ ‬يمارس‭ ‬صلاحياته،‭ ‬باعتباره‭ ‬حكومة‭ ‬العالم،‭ ‬للضغط‭ ‬على‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬يعرقل‭ ‬مساعيه‭ ‬و‭ ‬يقف‭ ‬الموقف‭ ‬المعارض‭ ‬لقراراته‭ .‬
 
إن‭ ‬العالم‭ ‬الحر‭ ‬والديمقراطي‭ ‬يعرف‭ ‬تمام‭ ‬المعرفة‭ ‬أن‭ ‬النظام‭ ‬الجزائري‭ ‬هو‭ ‬الساعي‭ ‬الدؤوب‭ ‬في‭ ‬عرقلة‭ ‬التسوية‭ ‬السياسية‭ ‬للمشكل‭ ‬القائم‭ ‬في‭ ‬المنطقة،‭ ‬و‭ ‬هو‭ ‬لا‭ ‬يكف‭ ‬عن‭ ‬مواصلة‭ ‬تدخلاته‭ ‬وبذل‭ ‬جهوده‭ ‬للحيلولة‭ ‬دون‭ ‬الوصول‭ ‬إلى‭ ‬توافق‭ ‬داخل‭ ‬مجلس‭ ‬الأمن‭ ‬الدولي‭ ‬حول‭ ‬إقرار‭ ‬المقترح‭ ‬الذي‭ ‬تقدمت‭ ‬به‭ ‬المملكة‭ ‬المغربية‭ ‬إلى‭ ‬مجلس‭ ‬الأمن‭ ‬في‭ ‬11أبريل‭ ‬سنة‭ ‬2007،‭ ‬بشأن‭ ‬الحكم‭ ‬الذاتي‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬السيادة‭ ‬المغربية‭ ‬في‭ ‬أقاليمنا‭ ‬الجنوبية،‭ ‬لأن‭ ‬الموافقة‭ ‬الأممية‭ ‬على‭ ‬هذا‭ ‬المقترح‭ ‬يبطل‭ ‬السياسة‭ ‬الجزائرية‭ ‬ويوقفها‭ ‬عند‭ ‬حدها‭ ‬ويجهض‭ ‬مخططها‭ ‬ويفشل‭ ‬جهودها‭ ‬لفرض‭ ‬نفوذها‭ ‬إلى‭ ‬الأبد‭ ‬على‭ ‬الانفصاليين‭ ‬الذين‭ ‬صنعتهم‭ ‬وجعلت‭ ‬منهم‭ ‬وسيلة‭ ‬للتغلغل‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭ ‬،‭ ‬حتى‭ ‬وإن‭ ‬كانت‭ ‬تدعي‭ ‬أن‭ ‬القضية‭ ‬لا‭ ‬دخل‭ ‬لها‭ ‬فيها‭ ‬و‭ ‬هي‭ ‬لا‭ ‬تعنيها‭ ‬وأن‭ ‬ما‭ ‬يهمها‭ ‬هو‭ ‬تقرير‭ ‬المصير‭ ‬لما‭ ‬تسميه‭ ‬الشعب‭ ‬الصحراوي‭.‬
 
قبول‭ ‬مجلس‭ ‬الأمن‭ ‬الدولي‭ ‬بالمقترح‭ ‬المغربي،‭ ‬يبطل‭ ‬هذه‭ ‬الأوهام‭ ‬ويبددها‭ ‬ويضرب‭ ‬السياسة‭ ‬الجزائرية‭ ‬في‭ ‬مقتل‭ .‬



في نفس الركن