2022 دجنبر 5 - تم تعديله في [التاريخ]

المدرسة العمومية ذات جودة في القرى

تقرير حول الزيارة الميدانية لمدرسة ابتدائية في ضواحي مدينة بنسليمان


العلم الإلكترونية - بنسليمان

بعد معاينتنا لمدرسة ابتدائية في إحدى القرى المغربية بضواحي بنسليمان، يوم الجمعة 30 شتنبر2022، وجدنا وضعا مزريا وكارثيا نلخصه لكم فيما يلي: بُعد المدرسة عن مقر سكنى التلميذات والتلاميذ بخمس كيلومتر، ومسالك الطريق جد وعرة. مقبرة مجاورة لمدخل المدرسة، وأخرى مقابلة لها دفينها الولي الصالح سيدي أحمد الدويمي. نوافذ مكسرة وبدون ستائر تقي برد الشتاء وحرارة الصيف. انعدام شروط السلامة والأمن للأطفال الصغار والأستاذتين.  الأقسام محفورة الجوائب تغمرها مياه الأمطار في فصل الشتاء، تستدعي الترميم.  شروط استراحة الأطفال وأماكن اللعب غير متوفرة. لا مطعم لتناول وجباتهم الغذائية، الانعدام التام للماء والكهرباء والمرافق الصحية.  عدم توفر التلاميذ على المطابع المدرسية، ولا يستفيدون من الألف محفظة الذي يوزعها صاحب الجلالة محمد السادس نصره الله، إذ يتوفرون على أربع مطابع لكل مستوى حسب ما عايناه.  هناك قسم تشغله أستاذة اللغة العربية، وقسم تشغله أستاذة اللغة الفرنسية، بالتناوب. في كل قسم ثلاث مستويات ونحن في القرن الواحد والعشرين: * المستوى الابتدائي الأول، الابتدائي الثاني، الابتدائي الثالث، ومجموعهم (22). * المستوى الابتدائي الرابع، الابتدائي الخامس، الابتدائي السادس، ومجموعهم (30) الشيء الذي أثار استياءنا.

فباسمي (حسام الديني) كوني ابن هذه المنطقة، وباسم مجموعة من بعض رفيقاتي ورفقائي الطلبة، وبتنسيق مع الدكتور إلهام العبداللوي كاتب عام "جمعية الثرى للتواصل والتنمية"، قررنا أن نمد يد المساعدة لهؤلاء الأطفال كي يكملوا دراستهم وألا يستسلموا للهدر المدرسي أو الانقطاع عن التعليم علما أنهم أبدوا رغبتهم في ذلك. 
 
فبخطى حثيثة، اقتنينا الكتب المقررة عليهم، جمعنا لهم بعض مستلزمات التعلم من صور تلائم مجتمعهم القروي، وبطائق بصرية في اللغتين العربية والفرنسية تفتح نفسية المتلقي للتعلم، وبعض القصص باللغتين العربية والفرنسية كل حسب مستواه الدراسي من الفصل الأول الابتدائي إلى السادس منه. غيرنا لهم الستائر، سترنا الطاولات (قَلع) بلون موحد، وألبسنا القسمين حلتهما الجديدة، شاركناهم حفلهم المميز، ثم زودنا جل الأطفال ببعض الهدايا.
 
وبعد مراسلة السيد مدير المؤسسة في شأن نشاط تربوي والاحتفال بالذكرى السابعة والأربعين للمسيرة الخضراء، رحب بالفكرة وأذن لنا بهذه الزيارة، وكان ذلك يوم الجمعة 4 نونبر 2022.
 
وصل الموعد، وشاء القدر أن يكون أبطال حكايته، التلميذات والتلاميذ، جئناهم لنقدم لهم النصح والإرشاد، ونحثهم على الدرس والتحصيل. كوننا درسنا مثلهم في مدرسة عمومية، وجلسنا في مقاعد تشبه مقاعدهم، لكن المدرسة كانت تضم بين جدرانها أحلاما سامية، كنا نظنها مستحيلة. لكن بالجد والاجتهاد حققنا أحبائي الصغار كل ما حلمنا به، فنحن هنا لنهتف معكم بشعار (لا للهدر المدرسي) (نعم للعلم والتعلم).

لأننا " أمة اقرأْ "
 
 فالمدرسة أعزائي هي المنزل الذي نلجأ إليه جميعا، لنزيل الجهل من أذهاننا، ونضع مكانه علما مفيدا، يمكن لأحلامكم أن تصبح حقيقة، فقط بقليل من الجهد والعمل المتواصل.
 
وبعد مشاهدة العرض المسرحي الذي كان مفاده حكاية الجد والجدة لأحفادهم عن المسيرة الخضراء وكم من مغربية ومغربي شارك فيها (350 ألف) وطريقة تحريرها (بالعلم الوطني والقرآن الكريم). عرضوا أمامنا لوحات فنية رائعة وأغاني وطنية أعجبنا بها، وبحرارة سفقنا لها.
 
وفي الختام قدمت الدكتور إلهام العبداللوي باسمها وباسم الجمعية وفريق البحث وكل من شارك في هذا النشاط التربوي وإحياء ذكرى عزيزة على قلوب المغاربة جمعاء ألا وهي الذكرى السابعة والأربعين للمسيرة الخضراء، كلمة شكر، كل واحد باسمه وصفته:
  المحترمة السيدة المديرة الإقليمية لوزارة التربية الوطنية. المحترم السيد مدير مجموعة مدارس سيدي موسى فرعية أولاد اعميرة جماعة بئر النصر إقليم بنسليمان، لقبول دعوتنا. الشكر والتقدير للعمل الجبار للأستاذة فاطمة الزهراء والأستاذة سكينة، الذي يقومان به في سبيل زرع بذور العلم في نفوس الأطفال، وتكوين جيل واع مثقف. فشكرا لمن قال عنهم الشاعر أحمد شوقي:
قُـــمْ للمعلم وفِّـــه التَّــبــجـــيلا      كاد المعلم أن يكون رسـولا
أَعلمْتَ أشْرَفَ أوْ أجلَّ منَ الذي     يَبني ويُنشئُ أَنفُساً وعُقـولاَ
سُبحانَــكَ اللهــمَّ خــيــرَ معَلِّــمٍ    علَّمْتَ بالقــلمِ القُرونَ الأولى وشكرت كذلك أولياء التلميذات والتلاميذ الذين أقاموا وجبة الفطور على شرفنا. بعدها قدمت بعض الهدايا لجل الأطفال حسب مستواهم الدراسي والعمري، واحتفت بالأطفال الصغار لصقل موهبتهم الفنية. ودعت لهم بالتوفيق والسداد في مسارهم الدراسي.  

وبعد الانتهاء من مهمتنا التربوية، التقطت لنا صورة جماعية مع الطاقم الإداري والأبرياء من التلميذات والتلاميذ تاركين في وجوههم ابتسامة عريضة وفرحة عارمة.                                                                             
 
وبعزيمة قوية سنواصل مسيرتنا باحثين عن مدارس أخرى تحتاج لمساعدة علمية تربوية.      

تحرير فريق البحث، تنسيق الدكتور إلهام العبداللوي بنسليمان في: يوم الجمعة 4 نونبر 2022




في نفس الركن